بيان سماحة الشيخ محمد الحسين رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية حول جريمة الاعتداء على سماحة الشيخ نمر النمر
أصدر سماحة الشيخ محمد الحسين رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية بيانا هاما استنكر فيه جريمة الاعتداء على سماحة الشيخ نمر النمر وما أعقبها من احتجاجات شعبية كانت نتيجتها استشهاد وجرح العديد من المواطنين .
حيث قال سماحته إن الأسلوب الذي ارتكبت به الجريمة البشعة من قبل النظام بحق سماحة الشيخ النمر وما أعقب ذلك من اعتداءات أدت الى استشهاد وجرح بعض المواطنين الأبرياء ليس أسلوب الدولة التي يسودها القانون ، وليس أسلوب الدولة التي تحترم الإنسان والمواطن ، بل هو ذات الأسلوب الذي تمارسه عصابات الموت ذات الفكر السعودي الوهابي في العراق واليمن وسوريا ولبنان و أفغانستان وباكستان وغيرها حيث يقودها الجهل والتعصب والحقد والكراهية وبريق المال .
وأضاف سماحته : أن الاعتداء على سماحة الشيخ النمر وتغييبه حماقة كبرى ارتكبها الكيان السعودي سيدفع ثمنها غاليا ، حيث أن الاعتداء على الرموز والقادة وعلماء الدين خط أحمر لن يمر دون حساب ، وليعلم النظام المجرم أن اعتقال قادة هذا الحراك ورموزه او تصفيتهم جسديا لن يخرجه من المآزق والأزمات المتفاقمة حوله ، بل من شأن هذه الممارسات الوحشية أن تشعل فتيل الأزمة وتزيد الوضع تعقيدا أكثر فأكثر .
وأكد سماحته على أن لغة العنف وآلة القتل والترهيب لن تثني عزيمة شباب الحراك الذين أقسموا بدماء الشهداء وجراحات أخوتهم النازفة أن يواصلوا المسيرة حتى تحقيق كامل أهدافها .
وأضاف قائلا : إن النظام الذي يقابل مطالب شعبه المحقة والسلمية الداعية الى الحرية والعدالة والمساواة بالقمع والقتل والمطاردة والاعتقال والتعذيب والحصار والعقاب الجماعي لهو نظام فاقد للشرعية ، وعليه أن يرحل طوعا قبل أن يرغمه الشعب على الرحيل كرها .
وقال سماحته : إن المواقف الشجاعة التي أطلقها سماحة الشيخ النمر والتي كانت أحد أسباب اندفاع الكيان نحو اعتقاله بهذه الطريقة الوحشية المخزية والجبانة إنما هي تعبير صادق وحقيقي عن الإرادة والطموح والمطالب لشعب أراد الحياة بعزة وكرامة ، ولن يستطيع الكيان أن يقضي على هذا الفكر وهذا النهج وهذه المواقف وهذه الانتفاضة المتنامية إلا بالقضاء على الشعب بأكمله ، ودون ذلك خرط القتاد .
مخطئ كيان بني سعود إذا كان يعتقد أنه يواجه شخصا اسمه نمر النمر ، وأنه قد حسم المعركة لصالحه باعتقاله وتغييبه ، وأنه قد قضى على انتفاضة الشعب في شخصه ، سيتفاجئ الكيان بأنه يواجه شعبا يحتضن الملايين من العلماء والمثقفين ومن مختلف طبقات هذا الشعب المؤمن المجاهد الذين تخرجوا من ذات المدرسة التي أنجبت سماحة الشيخ النمر ، المدرسة المنجبة للمجاهدين والشهداء ، المدرسة التي لا تركع ولا تتراجع ولا تهزم ولا تساوم على مبادئها وقيمها ، ولا يثنيها القتل والاعتقال والتعذيب ولا الوعيد .
وأضاف سماحته قائلا : أن هذه الحادثة الأليمة وما أعقبها من سقوط العديد من الشهداء والجرحى على أرض قطيفنا الجريح ستكون بمثابة مسمار آخر يدق في تابوت هذا الكيان المتهالك المحتضر ، وستكون نافذة على بشائر نصر قادم لا محالة إن شاء الله تعالى .
وقال سماحته مخاطبا الكيان السعودي : فليعلم أبناء وأحفاد المقبور عبد العزيز الذي حكم هذا البلد وتربع على عرشه بقوة الحديد والنار ، أنهم مهما أمعنوا فينا حصاراً وقتلاًًًًً ، ومهما ملئوا السجون من أبناءنا وعذبونا فلن يزيدنا ذلك إلا قوة وعزيمة وإرادة وإصرارا على مواصلة مسيرتنا وإيمانا بحقانية مطالبنا .
ليعلم الأعراب من بني سعود الذين يحكمون الناس في القرن الواحد والعشرين بأنظمة ما وراء التاريخ أن زمنهم زمن الإقطاع والقبلية الجاهلية ، زمن التوريث والتمليك قد ولى إلى غير رجعة ، وجاء زمن إرادة الشعوب وحاكميتها وسيادتها التي يجب أن تقول كلمتها وتقرر مصيرها بنفسها .
يجب أن يعلم هؤلاء الجهلة المتهالكون المحتضرون أن زمن هيمنتهم ووصايتهم على الدين والبلاد والعباد قد ولى ، وسقطت هيبة حكمهم وذهب بريق مالهم ، وأن كل ما ينفقونه لحماية عروشهم من السقوط سينقلب عليهم .
إن بحار الدماء التي سفكوها بفعل مالهم وسلاحهم ورجال موتهم في البحرين واليمن وسوريا ولبنان والعراق وغيرها من البلدان ستغرق كيانهم وتدمره ، كما أن دماء شهداءنا الأبرار وآلام جرحانا وأنات معتقلينا وصيحات ثكلانا ستقض مضاجعهم وستهز الأرض تحت أقدامهم ، ثم لن يلبثوا فيها طويلا .
وأكد سماحته على أن منشأ تصعيد الكيان في ممارساته الأمنية بهذا الشكل الجنوني الأحمق هو الإحباط واليأس والتخبط الذي مني به هذا الكيان والعجز عن إطفاء جذوة الثورة المشتعل أوارها منذ أكثر من عام ، أضف الى ذلك فشل الكيان المتتابع وخسارته الكبرى لملفات إقليمية كان يأمل النجاح في تحقيقها في العراق واليمن والبحرين وسوريا ولبنان .
وتعليقا على تآمر الكيان السعودي على الشعب السوري قال سماحته : إنه لمن دواعي السخرية أن يقف الكيان الذي قمع شعبه وأمعن فيه قتلا وسجنا وتعذيبا وملاحقة , واتهم شباب الحراك المطلبي السلمي بإثارة الفتنة والطائفية والتبعية للخارج وغيرها من التهم الباطلة ، واحتل بلدا مستقلا وشارك نظامه في قمع انتفاضة شعبه وأمعن فيه خرابا ودمارا لا لشيئ سوى مطالبة هذه الشعوب بحقوقها في تقرير مصيرها والعيش بحرية وعزة وكرامة ، أن يقف هذا الكيان في جانب آخر للإدعاء كذبا وزورا أنه يدافع عن الشعب السوري وعن حريته وحقوقه ، بينما نجده يدعم المجموعات الإرهابية التي سفكت دماء السوريين وكرست روح الحقد والكراهية على أساس طائفي في هذا البلد، وهذا كله لا يعد فتنة ولا مؤامرة بل هو خدمة للسوريين ودعما للحرية والديمقراطية في قاموس الأعراب من بني سعود الذين يعتبرون الحراك السلمي في القطيف والبحرين مؤامرة على الوطن وفتنة طائفية .
إذا كان يملك الأعراب من بني سعود نزرا يسيرا من الوطنية او الشجاعة السياسية او فهما واستجابة لواقع المتغيرات الإقليمية والدولية والاستقلالية في القرار السياسي ، فليقدموا على بعض من الإصلاحات التي أجراها النظام السياسي في سوريا .
وفي ظل الصمت الدولي تجاه ما يرتكبه الكيان من ممارسات مخالفة لأبسط حقوق الإنسان , أضاف سماحة الشيخ قائلا : إن السياسة البوليسية القمعية الإرهابية التي يمارسها الكيان اليوم تجاه الشعب تنذر بالمزيد من سقوط الضحايا وارتكاب المجازر ، وإنه لمن المعيب والمخجل على المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المدعية حماية الديمقراطية وحقوق الإنسان والدفاع عن الشعوب والتي أقامت الدنيا ولم تقعدها ضد الدولة السورية أن تؤثر الصمت والنأي بالنفس والتفرج على ما يحدث اليوم في القطيف حفاظا على مصالحها الاقتصادية ومصالح وأمن حلفائها ، إن الأمر الذي يجب أن يفهمه أولئك الصامتون المشاركون في قمع شعبينا في البحرين والمنطقة الشرقية أن هذه الأنظمة التي يسعون لحمايتها وتثبيت عروشها لن تبقى ولن تدوم طويلا وسوف ترحل يوما ما كما رحل غيرها , والبقاء الحقيقي لهذه الشعوب المظلومة المسحوقة .
وفي الختام وجه سماحته الخطاب إلى الشعوب العربية والإسلامية قائلا : فليعلم العالم الحر والشعوب الإسلامية والعربية أن معركتنا مع هذا الكيان البغيض ليست معركة طائفية ولا مناطقية ، وإن حاول الكيان عبر وسائل إعلامه الحاقد أن يزج بها في هذا الاتجاه ، بل هي معركة شعب يناضل من أجل تحقيق حريته وكرامته وعزته وحقوقه المهدورة بفعل ظلم وطغيان وجشع واستبداد حكام بني سعود الذين استعبدوا الناس وانتهكوا حقوقهم وداسوا على كرامتهم .
على العالم العربي والإسلامي والشعوب الحرة في كل مكان أن تعي مدى خطورة هذا الكيان المزروع في جسد هذه الأمة من قبل أعداءها ، ومخاطر المشاريع والمؤامرات التي يحيكها وينفذها على أمن واستقرار هذه الشعوب والبلدان التي ما زالت تعاني من الفتن والحروب الأهلية والمجازر البشعة التي أفرزها الفكر السعودي الوهابي المنحرف تحقيقا لأهداف أعداء العرب والمسلمين .
يجب أن تتضافر جهود العرب والمسلمين لإزاحة هذا الكيان وهذه الفتنة السعودية الوهابية التي ركزت دعائم الفرقة والتشتت والبغض والكراهية والفتن الطائفية بين المسلمين ، وأرهقت العالم العربي والإسلامي وصادرت أمنه واستقراره وتعايشه عبر تفريخ الإرهاب والفكر المنحرف المتشدد وتشويه الصورة النقية للإسلام المحمدي الأصيل .
الشيخ محمد الحسين
رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية
10 يوليو/تموز 2012