شبکة تابناک الاخبارية - البديع: مع إعلان وزارة الخارجية الأمريكية عن قائمة تضم ثمانية عشر من المسؤولين الاداريين الروس المتورطين في ملف وفاة ماغنيتسكي، دخلت الحرب الباردة بين واشنطن و موسكو مرحلة جديدة.
مع إعلان وزارة الخارجية الأمريكية عن قائمة تضم ثمانية عشر من المسؤولين الاداريين الروس المتورطين في ملف وفاة ماغنيتسكي، دخلت الحرب الباردة بين واشنطن و موسكو مرحلة جديدة.
فقد كتبت صحيفة الفيغارو حول الحرب الباردة بين أمريكا و روسيا، إن اعلان وزارة الخارجية الأمريكية عن قائمة الثمانية عشر شخصاً من المسؤولين الاداريين الروس المتهمين في التورط بقتل ماغنيتسكي، من شأنه أن يعيد أجواء الحرب الباردة بين واشنطن و موسكو.
فقد وجهت لأعضاء هذه القائمة تهمة انتهاك حقوق الانسان في ملف وفاة "سرغي ماغنيتسكي" المستشار القانوني في صندوق الاستثمار التابع لشركة هرمتاج "Hermitage Capital Management". و قد قامت أمريكا بالحجز على أموال الثمانية عشر شخصاً الواردة أسمائهم في القائمة و حظرت حصولهم على تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد اعتبرت صحيفة الفيغارو أنه بوفاة "سرغي ماغنيتسكي" بدأت جولة جديدة من جولات الحرب الدبلوماسية بين الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا.
و كان "سرغي ماغنيتسكي" قد اعتقل من قبل السلطات الروسية بتهمة التهرب من دفع الضرائب، و قد توفي أثناء احتجازه في السجن المؤقت في بوتيركا في موسكو، و أثارت ظروف موته المريبة انعكاسات سياسية و اجتماعية كبيرة.
وقد اعتبر نشطاء حقوق الانسان أن موته نجم عن ظروف اعتقاله و استجوابه في روسيا. فهم يعتقدون أن اعتقال و موت "سرغي ماغنيتسكي" كان بسبب فضحه لحالات فساد مالية تورط فيها مسؤولون كبار في وزارة المالية و أعضاء في جهاز الأمن الداخلي الروسي، و أنه قد تم خلال هذه الحالات اختلاس أكثر من 230 مليون دولار.
و كتبت الفيغارو بأن سرغي ماغنيتسكي كان قد اتهم المسؤولين الروس بالاختلاس المالي. و لكن بدلاً من أن تقوم السلطات الروسية بمتابعة القضية التي أثارها، تم اعتقاله بعد فترة قصيرة من اعلان هذا الاتهام و توفي بعد عام في السجن بطريقة غامضة و هو لم يتجاوز الـ 37 من العمر.
الكثير من أنصار ماغنيتسكي يعتبرون أن هذه المحكمة ما كانت إلا حيلة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل إحباط الملف الذي أثاره ماغنيتسكي ضد الدولة الروسية.
و قد أرجع المدعي العام الروسي سبب وفاة "سرغي ماغنيتسكي" إلى سكتة قلبية، في حين اعتبر نشطاء حقوق الانسان سبب وفاته عدم تقديم الرعاية الطبية اللازمة من قبل إدارة السجن.
و في الوقت الذي لم يتحمل أي من المسؤولين الروس مسؤولية وفاة ماغنيتسكي في السجن و لم يقبلوا اعتبار وفاته جريمة جنائية، قام البرلمان الأوروبي في شهر اكتوبر من العام الماضي بسن عقوبات على أولئك الذين وردت أسمائهم كمسؤولين عن اغتياله.
و في شهر كانون الأول الماضي، أقر مجلس النواب الأمريكي قانوناً يقضي بتطبيق عقوبات على الأشخاص المتورطين في موت ماغنيتسكي، و في نقس الوقت قام هذا المجلس بإلغاء اتفاقية جكسون-نيك المختصة بالعلاقات التجارية و الاقتصادية مع روسيا.
و كتبت صحيفة الفيغارو، في البداية قرر الكونغرس أن يدرج اسم 280 شخصاً من المسؤولين الاداريين و الأمنيين الروسيين على قائمة العقوبات الأمريكية، من بينهم بعض كبار مسؤولي الدولة الروسية، لكن وزارة الخارجية الأمريكية قررت في النهاية تقليص القائمة إلى 18 سخصاً فقط.
و قد ورد في القائمة التي تضم أسماءالمسؤولين الثمانية عشر الذين تشملهم العقوبات الأمريكية، اسم اثنين من محققي وزارة الداخلية الروسية هما "آرتم كوزنستوف" و "باول كاربيف" الذين قاماً بتلفيق التهمة لـ "سرغي ماغنيتسكي". كما تشمل القائمة على اسم "اولغا استبانوا" أحد كبار مسؤولي وزارة المالية الروسية. و لكن الولايات المتحدة و من أجل تجنب زيادة التوترات عملت على حذف بعض الأسماء من القائمة مثل "الكساندر باستريكين" رئيس لجنة التحقيق و الاستجواب التابعة للكريملين و رفيق الدراسة السابق لفلاديمير بوتين.
و قد جاء في صحيفة الفيغارو أن روسيا قد أعلنت فور الاعلان عن القائمة التي تضم المشمولين بالعقوبات الأمريكية، أن هؤلاء الأشخاص قد امتنعوا عن الاستمرار في ممارسة وظائفهم السابقة بسبب التهم التي وجهت إليهم.
روسيا: لسنا من بدأ الحرب
في هذه الأثناء أعلن "الكسي يوسكوف" رئيس لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس الدوما في خطوة تهدف إلى التعامل بالمثل بأن روسيا ستقوم قريباً بنشر قائمة الأمريكيين المتهمين بانتهاك حقوق الانسان.
ووفقاً لتصريحات المراقبين الروسيين، فإن المسؤولين الاداريين و القضاة الأمريكيين المتورطين في إدارة سجن "غوانتانامو" و قضية اعتقال تاجر السلاح الروسي المعروف "فيكتور بوت" يمكن أن يكونوا في القائمة الروسية للعقوبات على الأمريكيين.
و قد صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأن الروس ليسوا من بدأوا هذه الحرب قائلاً: "لا يمكن أن نسكت عن الدعاية الكبيرة التي تشنها أمريكا ضدنا، لقد حان الأوان ليفهم السياسيون في واشنطن هذه الحقيقة بأنه لا يمكنهم التعامل مع بلد كروسيا من خلال الهيمنة.
و قد صرح الكسناندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأن فرض عقوبات على 18 شخصاً من المسؤولين الروسيين السابقين يشكل ضربة شديدة للعلاقات و الثقة المتبادلة بين الجانبين.
أما القائمة الروسية فتشمل بعض المسؤولين الأمريكيين في حكومة الرئيس السابق جورج بوش. و قد صرحت وزارة الخارجية الروسية أن بعض هؤلاء قد ارتكب اعمال تعذيب، و البعض الآخر متورط في اعتقالات تعسفية بحق الروس في أمريكا.