شبکة تابناک الأخباریة: كتب رئيس تحرير صحيفة القدس العربي مقالا افتتاحيا حول زيارة الرئيس احمدي نجاد الى لبنان اشار فيه زيارات العرب والاجانب لم و لن تقف الى لبنان .
وقال الكاتب عبد الباري عطوان, حط الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الرحال في مطار بيروت صباح اليوم في زيارة تثير الكثير من الجدل في اوساط اللبنانيين بسبب توقيتها، حيث تشهد البلاد حالة من التوتر على ارضية قرب اعلان القرار الظني عن المحكمة الدولية بشأن اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، والتداعيات التي يمكن ان تترتب عليها على صعيد موازين القوى السياسية اللبنانية الداخلية.
زيارات المسؤولين العرب والاجانب الى لبنان لم تتوقف ولن تتوقف، فقبل اسابيع زارها معا الملك السعودي الملك عبدالله والرئيس السوري بشار الاسد، وقبلهما كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية السابقة، وتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا عندما كانت طائرات بلاده تقصف بغداد، كما زارها الرئيس الايراني في حينه محمد خاتمي، ولم تحدث مثل هذه الزيارات اي انقسام في الشارع السياسي والطائفي اللبناني، مثلما هو حادث حاليا بالنسبة لزيارة السيد احمدي نجاد، فأين المشكلة؟
واضاف ان حزب الله اللبناني الذي حل احمدي نجاد في ضيافته لا يحتل المرتبة الاولى على قائمة العداء الامريكي ـ الصهيوني لانه 'شيعي' المذهب، وانما لانه حرر لبنان من الاحتلال الصهيوني، وصمد لاكثر من ثلاثين يوما في مواجهة عدوان جرى استخدام احدث انواع الاسلحة والدبابات الصهيونية والامريكية فيه، وضرب العمق الصهيوني باكثر من اربعة آلاف صاروخ، وما زال يشكل تهديدا للغطرسة الصهيونية في المنطقة.
ومضى عطوان يقول , بوصلتنا دائما وطنية، وننظر الى الامور بمنظار المصالح القومية والاسلامية العليا، ولا نسمح لانفسنا بان نظل اسرى 'زواريب' السياسات والحساسيات الداخلية القطرية الضيقة. وهي البوصلة نفسها التي اهتدينا بها عندما عارضنا بشدة العدوان الامريكي على العراق، لتبصرنا مسبقا بالنتائج الكارثية التي يمكن ان تترتب عليه وعلى المنطقة والامة بأسرها، ولم تكن ولن تكون هذه البوصلة طائفية او مذهبية.
واستطرد الكاتب بقوله , احمدي نجاد اثار قلق الكيان الصهيوني وامريكا من بعدها، لانه كشف مسبقا عن عزمه الذهاب الى بوابة فاطمة في جنوب لبنان على الحدود مع الجليل الفلسطيني ليلقي حجرا على المحتل الاسرائيلي. حجر احمدي نجاد هذا لن يشق رأس بنيامين نتنياهو ولا وزير دفاعه ايهود باراك، ولكنه خطوة رمزية لها معان كثيرة فهمها الصهاينة جيدا، مثلما فهمها الشارع العربي في معظمه ايضا.