۷۱۲مشاهدات

الديار تكشف تفاصيل الانقلاب العسكري الفاشل في العراق

كل ذلك تم بعد إجتماعات وتنسيق على أعلى المستويات بين أجهزة مخابرات خليجية وتركية وبعلم وإشراف المخابرات الأميركية.
رمز الخبر: ۱۵۵۹۵
تأريخ النشر: 01 October 2013
شبکة تابناک الاخبارية: قبل الهجوم على سجن أبو غريب والتاجي في الـ 21 من تموز عام 2013، والذي تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" التابع للقاعدة، إختفى ثلاثةُ أمنيين في يوم واحد، وهؤلاء الثلاث هم من أكثر المقربين لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف يختفي ثلاثة أمنيين يتبوؤون مناصب أمنية هامة في آن واحد؟ ما هو السر والسبب في تركهم بمناصبهم؟

وهل كانت ساعة الصفر للإنقلاب الذي كشفنا عنه في مقالة سابقة، (http://www.charlesayoub.com/more/57916)، هي لحظة الهجوم على السجن وتحرير السجناء؟ وما علاقة بعض الأمنيين والسياسيين العراقيين بهذه العملية؟

كل تلك التساؤلات شكلت وقتها مادة للتجاذب السياسي في العراق، تلاها عمليات تفجير متنقلة للضغط نحو عدم التحقيق في الموضوع، وفي ظل ما دار في العراق من تفجيرات ضخمة، بدأت المجموعات المسلحة والمرتبطة بدولة العراق الإسلامية المتواجدة في سوريا هجوماً منسقاً على دمشق.

كل ذلك تم بعد إجتماعات وتنسيق على أعلى المستويات بين أجهزة مخابرات خليجية وتركية وبعلم وإشراف المخابرات الأميركية.

وهدفت تلك الإجتماعات والتفجيرات ونشر الفوضى الأمنية الى تحضير مسرح العمليات لعمل عسكري أمني ترافق فيما بعد مع مسرحية الكيماوي في الغوطة الشرقية وقرع طبول الحرب الأميركية على سوريا... في الخلاصة تبين أن إستخدام المجموعات الإرهابية بدعم من بعض الدول الخليجية وتركيا لتنفيذ إنقلابات وتفجيرات أمنية تخدم سياسة تلك الدول وربما في المستقبل سيشكل دعم الإرهابيين من قبل تلك الدول سياسة يُعتمد عليها لتحقيق أهداف التنافس الإقتصادي والنفطي مما يُشكل تداعيات خطيرة على الإستقرار العالمي والإقتصادي والمالي.

في هذا السياق تشكلت عملية التحضير لتفجيرات في سوريا ولخرق سيادتها من قبل مجموعات تكفيرية إجرامية لمصلحة تلك الدول الخليجية وتركيا وتهدف للسيطرة على أسواق الغاز والنفط في العالم.

هذه الاسباب دفعت تلك الدول الخليجية الى تمويل الارهاب في سوريا والعراق، وهكذا جرى ربط الغاز السوري بالنفط العراقي وبدأت استراتيجية اخضاع الرئيس نوري المالكي لكسر محور المقاومة الممتد من طهران الى بغداد ودمشق وبيروت، وبعد فشل الاغراءات والتهديد والترهيب دخل الثنائي الاجرامي في عملية التواصل مع صنيعتهما "دولة العراق الاسلامية" وتم ربط الصدّاميين بالقاعدة ومع جبهة النصرة في سوريا لتنفيذ المخطط "الانقلاب في العراق".

وهذه تفاصيل الخطة كما سربها مصدر امني عراقي رفيع لوكالة انباء: إن "بداية تنفيذ المؤامرة تقضي بدخول قوة عسكرية، مدججة بالسلاح ويحمل عناصرها هويات خاصة، الى المنطقة الخضراء، والتوجه مباشرة إلى منزل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بهدف اغتياله، مع قادة في "حزب الدعوة" وبعض قادة الائتلاف الشيعي، الموجودين بالقرب من مقر إقامته، وذلك بالتزامن مع توجه قوة عسكرية أخرى إلى مباني شبكة الإعلام العراقي، والتي تمثل الدولة العراقية، للسيطرة عليها وبث بيانات سيعلنها قادة المؤامرة الذين ينتمون إلى مذهب معين وهم ليسوا من الصفوف الأولى لمسؤولي وزارة الدفاع".

وتابع المصدر "هناك بعض المؤشرات تفيد ان بعض القيادات العسكرية المعروفة ربما ستعلن تأييدها للمؤامرة على المالكي بعد التأكد من نجاحها وتحقيق أهدافها وبعدها سيتم التوجه إلى منطقة "الجادرية" للسيطرة على (مقر منظمة بدر والمجلس الأعلى الإسلامي) واعتقال وقتل الشخصيات السياسية فيها".

وبحسب معلومات المصدر انه" سيتم اقتحام مقر المجلس الاعلى الاسلامي من قبل ميليشيات بزيّ عسكري قادمة من منطقة الدورة واعتقال السيد عمار الحكيم وبعض قادة المجلس الأعلى، ومعظم عناصر هذه السرية من فدائيي صدام وتنظيم القاعدة تم تخصيصهم لهذا الأمر حصراً".

ولفت الى إن" القيادات العسكرية المتورطة في المؤامرة لديها ارتباطات "بنائب رئيس النظام البعثي المحظور عزة الدوري" وتم كسبهم ودفع مبالغ مالية وتطميعهم بمناصب رفيعة في حال نجاح العملية، فضلا عن وجود قيادات أخرى لديها ملاحظات على طبيعة الوضعين السياسي والأمني في العراق ولذلك هي تؤيد أي تحرك للتخلص من رئيس الوزراء وبعض القادة السياسيين في الائتلاف العراقي الموحد".

واوضح "ستكون مهمة تنظيم "القاعدة" تنفيذ هجمات إرهابية خاطفة ضد أهداف موالية للمالكي وأهداف في المناطق التي يعتقد أنها سترد على المؤامرة، كما ستعمل هذه الفصائل على قطع الطرقات ومهاجمة بعض المواقع الأمنية والسجون وفق ما خطط له البعثيون بقيادة عزة الدوري والسيطرة على وزارة الداخلية وقتل القادة والمسؤولين فيها".

يذكر ان الاسلحة والمتفجرات التي كانت ستستخدم في محاولة الانقلاب حصل عليها الارهابيون عبر حلفائهم من المعارضة المسلحة في سوريا والتي تعود الى مخازن الجيش السوري والتي كانوا قد سيطروا عليها.

واذا كانت تحضيرات الانقلاب في العراق ترافقت مع التهديدات الاميركية بالعدوان على سوريا ومسرحية الكيماوي ومسلسل تفجيرات استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت وطرابلس في شمال لبنان فإن تصميم الدول المتآمرة لتنفيذ خطتهم بالسيطرة على سوريا للسيطرة على النفط والغاز وممراته الى اوروبا، سوف تدفعهم من جديد وبالتنسيق ذاته الى الاستمرار بالسيطرة وربما بتنفيذ خطة إيجاد فراغ سياسي في سوريا قبل الانتخابات الرئاسية في الربيع المقبل، والى القيام بخطوة خطيرة جداً على مجمل الأوضاع الأمنية في المنطقة وذلك عبر محاولة اغتيال الرئيس بشار الأسد أو الإنقلاب عليه من قبل أحد المقربين اليه والذي كشفنا عنه في مقالتنا المشار اليها أعلاه.

لا شك أن التقارب الإيراني الأميركي والذي سينعكس على سلة التفاهمات في منطقة الشرق الأوسط والذي أثار حفيظة تركيا وبعض الدول الخليجية اللاعبة على ساحة الصراع في سوريا، قد تدفع تلك الدول الى الجنون عبر القيام بعمل أمني كبير في محاولة منها لإعادة خلط الأوراق في المنطقة، ويعتبر ذلك سبباً جوهرياً لكي تتنبه القيادة السورية لمثل هذا الإحتمال وتعمل على سد الثغرات الأمنية خصوصاً على صعيد القيادات الأمنية.

النهاية
رایکم