۳۸۵مشاهدات
حسن روحاني:

الاجواء بين ايران واميركا قاتمة جدا

ان التواصل والتفاوض مع هذه الوفود كان الخطوة الاولى في الدبلوماسية الخارجية للحكومة والتي كانت مؤثرة في الاجواء الدولية.
رمز الخبر: ۱۵۶۵۴
تأريخ النشر: 03 October 2013
شبكة‌ تابناك الاخبارية:‌ صرح رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، حسن روحاني: ان الاجواء بين ايران واميركا قاتمة جدا وعلى الشعب ان يعلم انه لا يمكن تسوية مشاكل 8 او 10 سنوات في السياسة الخارجية خلال 10 ايام.

وقال الرئيس روحاني يوم الاربعاء، في ختام ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء، وردا على سؤال حول جهود حكومته لتحسين العلاقات وازالة التوتر مع واشنطن، قال: خلال الـ45 يوما الماضية، وفي 3 مراحل، اتخذت الحكومة خطوات واجراءات بناءة لتحسين العلاقات مع دول العالم، مشيرا الى ان هذه المراحل الثلاث تمثلت في: مراسم اداء اليمين، واجتماع منظمة شنغهاي، والمشاركة في الجمعية العامة للامم المتحدة.

وأشار روحاني الى ان مشاركة اكثر من 55 وفدا اجنبيا في مراسم اداء اليمين الدستورية، 11 وفدا منها كان على مستوى رئيس دولة والبقية على صعيد وزراء او رؤساء برلمانات، مضيفا: ان التواصل والتفاوض مع هذه الوفود كان الخطوة الاولى في الدبلوماسية الخارجية للحكومة والتي كانت مؤثرة في الاجواء الدولية.

واوضح ان الخطوة الثانية لحكومته في التعامل البناء مع العالم، تمثلت في اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون، واضاف: ان التواصل والمحادثات مع الزعماء المشاركين في اجتماع شنغهاي وكذلك مع عدد من وزراء الخارجية الذين شاركوا بدلا من رؤسائهم، كان ذا اهمية كبرى، خاصة اللقاءين مع الرئيسين الصيني والروسي، حيث تناولت المحادثات معهما العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية، لافتا الى ان مسؤولي الجمهورية الاسلامية الايرانية سيواصلون التواصل مع الرئيسين الصيني والروسي.

وأكد ان الخطوة الثالثة في التعامل البناء مع العالم، كانت في مشاركة رئيس الجمهورية والوفد المرافق له في الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة، وقال: ان هذه الخطوة نفذت في عدة اقسام، وقد جرت عدة لقاءات على صعيد الدبلوماسية الرسمية، بما في ذلك 18 لقاء ثنائيا مع رؤساء المنظمات الدولية، فضلا عن الكلمات التي ألقيت واللقاءات مع الاعلاميين وزعماء المجتمع الاسلامي في اميركا واصحاب الآراء، والاجتماع مع الجمعية الآسيوية ومجلس العلاقات الخارجية الاميركية.

ولفت رئيس الجمهورية الى تناوله بالبحث موضوع حقوق الشعب الايراني في المجال النووي ومظلومية هذا الشعب، ولاإنسانية الحظر المفروض عليه، واضاف: اعتقد اننا حققنا نجاحا في تبيين هذا الموضوع في الجلسات الخاصة والعامة.

وتابع: ان العديد من مسؤولي مختلف الدول بادروا الى اللقاء مع الوفد الايراني خلال هذه الزيارة، وكانوا يقولون ان الحظر عديم الجدوى، حتى ان بعضهم قالوا انه غير عادل، مضيفا: يبدو ان الاجواء الدولية تميل الى ضرورة إلغاء الحظر.

وأشار رئيس الجمهورية الى ان الخطوات اللاحقة ستتخذ من اجل إلغاء الحظر اللامشروع المفروض على الشعب الايراني، ولابد من اتخاذ خطوات اكبر، ويمكننا في الخطوات اللاحقة ان نرفع الحظر، واعتقد اننا قمنا بخطوات هامة في هذا المجال.

ووصف عقد المحادثات مع مجموعة 5+1 في نيويورك بأنه خطوة هامة في هذا المجال، مضيفا ان جميع الدول الست تقريبا اذعنت نوعا ما بحقوق ايران النووية. حيث تم الاتفاق على اتخاذ الخطوات اللاحقة في جنيف لبحث التفاصيل.

وتابع: ان القضية الاخرى، هي اننا تمكنا من الحيلولة دون وقوع حرب جديدة في المنطقة، فالقضية مرتبطة بأرواح المسلمين، ودماء المسلمين، وحياة المسلمين. إذ ان امن المنطقة واستقرارها هام للغاية بالنسبة لنا، وفي هذا المجال بذلنا مساعي عديدة في جميع اللقاءات الثنائية او الخطابات.

واضاف: اعتقد اننا نجحنا في هذا المجال، وذلك لانه على الاقل في المحادثات الجميع ايدوني بأن حربا جديدة ليست في مصلحة المنطقة. وجميع الذين تحدثت معهم من المسؤولين الاوروبيين اعترفوا نوعا ما بانه ليس لدينا حل عسكري للازمة السورية، وجميعهم أيدوا بالتالي انه يجب ان نستند على الرأي العام بشأن سوريا، ولا يحق لأي مسؤول او دولة اجنبية اتخاذ القرار لمستقبل سوريا. حتى ان الاميركيين اذعنوا خلال اللقاء مع وزير خارجيتنا بهذه النقطة بأننا لا يحق لنا ان نتخذ اي قرار بشأن مستقبل سوريا والحكم فيها، وهذا الامر من صلاحية الشعب السوري.

ومضى روحاني قائلا: النقطة الاخرى، هي اننا اردنا ان نصعب الاجواء على الاسرائيليين والتي حاولوا توتيرها سواء قبل زيارتي وحينها وبعدها عندما كان نتنياهو بصدد زيارة اميركا، وان نلفت الرأي العام الاميركي الى ان العديد من هذه المواضيع المطروحة لا حقيقة لها.

واوضح: انه في الايام الاولى من الزيارة، في اي لقاء كان الاسئلة تتركز على موضوع القضاء على اسرائيل او قضية الهولوكوست، لكنكم شاهدتم انه في اللقاء الاخير والذي شارك فيه العديد من المراسلين، لم يطرح احد هذه الاسئلة. لذلك تم إزالة العديد من هذه القضايا في هذا المجال من اذهان الناس، ما صعّب الامر على الاسرائيليين.

واستدرك روحاني قائلا: طبعا تعلمون ان اسرائيل تتمتع بلوبي قوي للغاية في اميركا، ولديها نفوذ في الكونغرس، ولقد قاموا بالكثير في هذا المجال، وبالمناسبة ان علينا نحن ان نسد فراغ عدم وجود لوبي ايراني قوي في المستقبل.

وقال: ان علينا ان نبذل جهودنا في مختلف القطاعات، من اجل ايصال افكار ومواقف ايران وآراء الشعب الايراني الى اسماع الشعب الاميركي، واعتقد ان الايرانيين المقيمين هناك عليهم ان يقوموا بالخطوة الاولى، وقد طرحت هذا الموضوع في اجتماعي مع الايرانيين المقيمين في اميركا، بأن عليهم جميعا ان ينقلوا حقائق ايران وان يكون صوتنا وصورتنا في اميركا.

وأردف: ان احد النقاط الهامة، تمثلت في الحد من التوتر او الحيلولة دون زيادة التوتر بين ايران واميركا. وقد اعلنت سابقا عن سياسات هذه الحكومة، بأننا لا نريد زيادة التوتر مع اي دولة بما فيها اميركا، واذا توفرت الارضية فإننا نريد ان نقلل من هذا التوتر، مشيرا الى ان الاميركيين بعثوا قبل وخلال هذه الزيارة 5 رسائل من اجل عقد لقاء بين رئيسي البلدين، وان الجانب الايراني لم يرد على هذه الرسائل، وبالتالي لم ينعقد مثل هذا اللقاء، بسبب ان الفرصة غير كافية للتوصل الى اتفاق حول التفاصيل.

وتابع: لقد كان الحديث حول اجراء لقاء قصير مثلا لعدة الدقائق بيني وبين الرئيس الاميركي في اروقة الجمعية العامة او احد الجلسات التي نشارك فيها، ولم اكن مؤيدا لذلك، ولم ينعقد اللقاء. وقد استمر هذا الامر بين الجانبين على هذا النحو، وفي يوم الثلاثاء أخذت وسائل الاعلام الاميركية تقول ان ايران أذلت اميركا خلال هذه الزيارة.

واوضح: ان جانبا من هذه الاجواء الاعلامية كان طبيعيا وجانبا آخر كان يثيره الاسرائيليون والمناوئون، ولم اكن مرتاحا له، وقد قلت في اللقاءات ان موضوع الإذلال ليس مطروحا، وكان طلبا للقاء، ونحن لم تكن لدينا معارضة للقاء الا ان الارضية والمقدمات والظروف اللازمة لم تكن مهيئة، لأنه كان لقاء هاما، حيث يعقد رئيسا البلدين لقاء لاول مرة بعد 35 عاما، وهذا لم يكن سهلا.

وأضاف: برأيي ان لدينا قضايا عديدة عالقة بين ايران واميركا، وقد قلت لأوباما خلال اتصاله الهاتفي معي، ان هناك اجواء قاتمة للغاية بين ايران واميركا طيلة الـ35 عاما الماضية، وان شعبنا كان يعارض في مختلف الحالات ممارسات اميركا، وان قضية ايران واميركا ليست بالقضية التي يمكن حلها خلال فترة قصيرة، وهو قال ردا على ذلك، انا قلت ايضا ان هذا لا ينحل خلال ليلة واحدة، وهو بحاجة الى وقت.

وتابع: ان اغلب البحث دار حول القضية النووية، وقد اكدت على انه يجب حل القضية النووية خلال فترة قصيرة، فقال: انني أؤيد ذلك.

وفي جانب آخر من حديثه، لفت رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الى انه لمس خلال لقائه مع الامين العام لمنظمة الامم المتحدة، تغيرا في لهجته تجاه ايران عن الماضي، كما ان لهجة الرئيس الاميركي قد تغيرت. لكن ينبغي ان نتذكر ان هذه هي الخطوة الاولى، ولا ينبغي ان نوجد لدى الشعب توقع حصول الخطوة الاخيرة، وان على وسائل الاعلام ان تنتبه الى انه خلال زيارة واحدة ولقاء واحد لا يمكن حل مشكلات تراكمت طيلة 35 عاما، او المشكلات النووية التي تراكمت خلال 10 اعوام.

وردا على تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو الذي ألقى الكلمة الاخيرة في منظمة الامم المتحدة، واتخذ خلالها مواقف ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، قال روحاني: ان علينا ان لا نستاء اذا تحدث كيان عدواني في المنطقة بلهجة قاسية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، ولا نتوقع من اسرائيل غير هذا. وعلى اي حال عندما يرى الاسرائيليون انفلال حد سيفهم، وسيادة المنطق على العالم، ووصول نداء سلام الشعب الايراني الى اسماع العالم، فمن المؤكد ان يتملكهم الغضب والاستياء، فالاسرائيليون منذ اليوم الاول للانتخابات يستخدمون لهجة حادة جدا مع الشعب ومعي انا باعتباري خادم الشعب وممثله.

وردا على قرار الكونغرس الاميركي بإرجاء موضوع تشديد الحظر على ايران الى محادثات جنيف، قال روحاني: هناك في اميركا رؤيتان، رؤية الكونغرس تتمثل في تشديد الحظر، وقد كان هناك مشروع في مجلس النواب في هذا المجال، وكان مقررا ان يمرر الكونغرس مشروعا في هذا المجال ايضا، وكان من المخطط ان يحصل المشروع على ثلثي الاصوات لكي لا تتمكن الحكومة من نقضه. وهذا التوجه خاطئ.

واضاف: يبدو حسب الظاهر ان الادارة الاميركية تعارض هذا التوجه. والسبب في ذلك هو ان اميركا لديها مشاركة فاعلة في مجموعة 5+1، واعتقد ان محادثات جنيف اذا حالفها النجاح، فإنها بالتأكيد ستحول دون العديد من الممارسات المتطرفة من قبل بعض المتشددين، والعنف والحرب، وكل سعينا هو اننا قلنا منذ البداية اننا لسنا بصدد لعبة الفوز - الربح فإيران لا تريد ان تربح هي فقط ويخسر الآخرون، وانما هي بصدد لعبة الربح - الربح. فعندما يرفع الحظر فكلا الطرفين يربحان، وكذلك عندما يتم بناء الثقة المتبادلة فكلا الطرفين يربحان، معربا عن امله بأن ينجح اجتماع جنيف وان لا يكرر مجلس الشيوخ والكونغرس الاخطاء السابقة.

ولفت الى انه تم الاتفاق في نيويورك مع 5+1 بأن تعد ايران مقترحاتها الدقيقة لتقدمها على طاولة جنيف، معربا عن امله بالتوصل الى اتفاق حول هذا الطرح او على الاقل على خطوطه العامة، الامر الذي من شأنه ان يشكل انطلاقة للخطوات الهامة اللاحقة.

وشدد رئيس الجمهورية على ان اصل امتلاك التقنية النووية غير قابل للتفاوض، كما ان اصل تخصيب اليورانيوم في ايران غير قابل للحوار، الا ان التفاصيل قابلة للحوار. فمبادئنا تتمثل في اننا فتحنا ابواب منشآتنا النووية امام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبإمكانها ان تشرف عليها، فليس لدينا ما نخفيه في المجال النووي عندما نكون واثقين من نزاهتنا، والاهم من ذلك هو فتوى قائد الثورة الذي صرح اننا لسنا بصدد السلاح النووي.
رایکم