شبکة تابناک الاخباریة: تشعر غالبية دول الخليج بأنها باتت اليوم وحيدة في صحراء الشرق الاوسط الموحشة، وأن الراعي الأمريكي قد تخلى عنها كما تخلى قبل ذلك عن حلفاء رئيسيين للولايات المتحدة في المنطقة ابرزهم الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك، وتقول دوائر سياسية لـ (المنـــار) أن هذا الشعور بالخوف والقلق والرهبة، سببه ومصدره ما يوصف في الدوائر الغربية بالتقارب الامريكي الايراني واحتمالية تعاطي الولايات المتحدة بصورة ايجابية مع الحلول السياسية للازمة الايرانية.
هذا الشعور بالخوف والرهبة المقرونة بخيبة الامل من المواقف الامريكية الاخيرة وتخلي اوباما عن خياره العسكري في سوريا وبحثه عن حلول سياسية لأزمة البرنامج النووي الايراني، أثار حالة متعاظمة من الانجراف الخليجي الرسمي نحو السواحل الاسرائيلية، حيث وصلت عشرات الرسائل في الاسبوعين الاخيرين الى مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عبر قنوات الاتصال القائمة بين دول خليجية واسرائيل بهدف عقد لقاءات مع رئيس الوزراء ومع كبار المسؤولين الاسرائيليين على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة.
وكشفت دوائر اسرائيلية عن أن اللقاءات بين المسؤولين الخلايجة وبين المسؤولين الاسرائيليين في نيويورك وواشنطن بدأت عشية وصول بنيامين نتنياهو للقاء اوباما والقاء خطابه في الامم المتحدة، حيث عقدت لقاءات على مستويات منخفضة، وأن نتنياهو سيلتقي خلال وجوده في الولايات المتحدة مع شخصيات سياسية وأمنية خليجية بناء على طلبها وتتناول هذه اللقاءات العديد من الاهتمامات المشتركة بين الدول الخليجية واسرائيل.
ومن بين اللقاءات اللافتة بين شخصيات خليجية واسرائيلية، اللقاء الذي عقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة بين وزير الخارجية البحريني، خالد بن احمد بن محمد آل خليفة، الذي التقى مع شخصيات يهودية واسرائيلية حيث اطلع المسؤول البحريني المسؤولين الاسرائيليين الذين التقاهم على الدور الذي تقوم به المنامة في ملاحقة ومتابعة نشاطات حزب الله وضم الوفد الاسرائيلي وزيرا اسرائيليا مقربا من نتنياهو بالاضافة الى شخصية استخبارية تعتبر "حاضر دائم" في بلاط الملك البحريني، حيث فتح الوزير البحريني قلبه للمسؤولين الاسرائيليين شاكيا لهم التدخل الايراني في شؤون البحرين ونشاط حزب الله "التحريضي والتعبوي" بين الشيعة في البحرين "لاثارة التوتر" في البلاد.
ومنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالديمقراطية والحقوق لكافة المواطنين في المملكة، اصبح هناك تنافس بحريني ـ قطري على تطوير العلاقات مع اسرائيل، وذلك انطلاقا من ايمان البحرين ومعظم دول الخليج بأن أقصر الطرق الى قلب الادارة الأمريكية يمر بعلاقات طيبة مع اسرائيل.
يشار الى أن العديد من التسريبات التي تناقلتها وسائل الاعلام في السنوات الماضية اشارت الى وجود تعاون كبير بين اجهزة النظام الامنية في البحرين وبين الاجهزة الاستخبارية الاسرائيلية.
ومن ابرز هذه التسريبات ما كشفت عنه وثائق "ويكيليكس" عن تفاصيل اللقاء الذي جمع الملك البحريني مع السفير الامريكي في المنامة، عندما تفاخر الملك بوجود علاقات استخبارية متقدمة بين البحرين واسرائيل.
كما ان المسؤولين البحرينيين لا يحاولون اخفاء تلك العلاقات وهذا التوجه الايجابي نحو اسرائيل وكانت هناك دعوات في اكثر من مناسبة لاقامة منظمات تعاون اقليمية تشارك فيها اسرائيل.
النهاية