أبعاد خطيرة لخطاب بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل في جامعة بار إي
لان، تؤكد عدم رغبته في تحقيق الس
لام، وإصراراه على مواقف مرفوضة فلسطينيا.
خطاب "بار اي
لان2"، يصفه نتنياهو بأنه يمثل رؤيته للمستقبل، وقراءة لهذا الخطاب نجد أن رئيس الوزراء ا
لاسرائيلي يركز على النووي ا
لايراني، وتطرف للموضوع الفلسطيني والمفاوضات التي استؤنفت.
وفي قراءتنا لهذا الخطاب يجب أن
لا
ننسى الظروف التي أحاطت به، فهو يأتي بعد خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة،
والأهم من ذلك، يأتي بعد المشاورات التي أجراها مع الرئيس الأمريكي باراك
أوباما في البيت الأبيض، ومن هنا تأتي خطورة ما ورد في خطاب "بار اي
لان2".
بالنسبة للنووي ا
لايراني أعاد نتنياهو التأكيد على ما تحدث به في نيويورك، بأن اسرائيل لن تسمح بامت
لاك الس
لاح النووي، وأن "ابتسامات" الرئيس الإيراني حسن روحاني خادعة، وطهران تريد "الضحك" على المجتمع الدولي.
غير أن هذا التشدد في موقف نتنياهو اتجاه النووي ا
لايراني يأتي ل
لاسته
لاك
الداخلي، فهو لن يستطيع "المشاغبة" في هذا الموضوع، ولن يسمح له الرئيس
الأمريكي بذلك، فهناك صفقات تتم بين الكبار لحل الكثير من المشاكل في
مقدمتها النووي ا
لايراني، وروسيا ستدخل قريبا على خط ا
لاتصا
لات
فطهران ستمنحها هذا الدور.
أما بالنسبة للملف الفلسطيني، فان نتنياهو أعاد التأكيد على شروطه المسبقة
لأي اتفاق دائم مع الفلسطينيين، عندما تحدثت عن دولة فلسطينية منزوعة الس
لاح بمفاهيم اسرائيلية، وتحدث أيضا عن ضرورة الإعتراف بيهودية الدولة كشروط لتحقيق أي اتفاق مع الفلسطينيين.
هذه الرسالة التي أعاد نتنياهو التأكيد عليها من جديد مرة أخرى تأتي بعد عودته من الو
لايات
المتحدة المتحدة، بمعنى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتفق مع نتنياهو
على صعوبة التوصل الى اتفاق دائم مع الفلسطينيين يتناول كافة المسائل
الجوهرية، وأكثر من ذلك، أن نتنياهو على ما يبدو نجح في التوصل الى شكل من
أشكال التفاهم مع أوباما على عدم المشاغبة في الوضع ا
لايراني، مقابل عدم الضغط عليه في الموضوع الفلسطيني، أي أن خطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لتحريك عملية الس
لام، وإحداث تقدم في المفاوضات وانفراج في ا
لاتصا
لات بين الطرفين الفلسطيني وا
لاسرائيلي
قد تسير من الآن فصاعدا ضمن "مسار آمن" حسب مفهوم نتنياهو، أي أن
المفاوضات ستتقدم بشكل بطيء في القضايا السياسية وبشكل غير ملزم، ولن يكون
هناك وصول الى لحظات حسم ومناقشة قضايا جوهرية قد تشكل تحديا لنتنياهو سواء
داخل حزبه أو داخل ا
لائت
لاف الحكومي الذي يترأسه.
وفي نفس الوقت سيتواصل العمل من أجل توفير طريقة
لادارة الصراع بين الجانبين الفلسطيني وا
لاسرائيلي ومنع انز
لاق الأمور نحو العنف، خاصة وأن نتنياهو أدرك خ
لال
زيارته لواشنطن أن اهتمامات الرئيس الأمريكي ليست بالملف الفلسطيني، وأن
الملف الإيراني والوضع في سوريا يسيطران بقوة على تفكير أركان ا
لادارة الأمريكية، وأن إحتياجات الو
لايات المتحدة الى تعاون عبر الهدوء والسكينة من جانب اسرائيل خ
لال فترة التفاوض وفحص "النوايا" ا
لايرانية ستجعله أكثر حرية وقدرة على المناورة. كما أن نتنياهو أدرك خ
لال زيارته لواشنطن أن سقف كيري الزمني للمفاوضات هو سقف وهمي أو سحري يمكن تفكيكه ورفعه دون جهد أو تعب، وهو ما سيتم بالفعل، ف
لا سقف زمنيا للمفاوضات الدائرة حاليا بين الفلسطينيين وا
لاسرائيليين، وهو ما أكدته تسيفي ليفني رئيس طاقم المفاوضات عن الجانب ا
لاسرائيلي عندما تحدث عن احتمال تمديد المفاوضات لتتجاوز التسعة أشهر.
ان التركيز في الفترة القادمة سيكون على الموضوع ا
لاقتصادي في خطة كيري، وستكون السلطة الفلسطينية مضطرة للتعامل مع هذا التوجه، لأن البديل سيكون الحصار وا
لانهيار وا
لانز
لاق نحو مواجهة جديدة من أعمال العنف.
وهذا يعني أن
لا حلول أو اتفاقيات يمكن رؤيتها في ا
لافق، وعلى الفلسطينيين ادراك ذلك، فشروط نتنياهو موجودة ولم تتغير، وموقفه ما زال على حاله، وهذه أدوات لمنع أي تقدم في عملية الس
لام، ونتنياهو يستبق التفاوض باشتراطات مسبقة، وهو يريد انتزاع اعتراف فلسطيني بيهودية اسرائيل، وهو موقف
لا
يختلف عن موقف اليسار في اسرائيل، فالفرق بين موقف نتنياهو وموقف اليسار
اتجاه هذه المسألة، هو أن اليسار يريد اعترافا فلسطينيا بيهودية الدولة قبل
التوقيع على أي اتفاق، وهو يتفهم امكانية أن تطيح هذه المسألة بكل شيء.
بينما نتنياهو ومن أجل تعطيل المفاوضات يبكر في حسم مسألة ا
لاعتراف
لتصبح في المرحلة الأولى من المفاوضات وليس في مرحلتها الأخيرة.
فيهودية الدولة أمر ومطلب مرغوب لدى اليمين ولدى اليسار في اسرائيل، ويحقق
أمنية أن تكون اسرائيل دولة يهودية ديمقراطية باعتراف الفلسطينيين.