شبکة تابناک الاخبارية: کتب "رضوان الذيب" في مقال له: التبدل القطري تجاه ملفات الشرق الاوسط وسوريا واضحة، لكنها لن تظهر على الارض قريباً وتحديداً في سوريا على حدّ قول مصادر في 8 آذار رغم اعتراف المعارضين «بشح» المال القطري، وبالتالي لا يمكن الحديث قريبا عن كيفية استثمار النظام السوري للتبدّل القطري وظهور النتائج على الارض لان «القصة» ما زالت في بدايتها وتحتاج لوقت طويل مع اعتماد سياسة «الخطوة خطوة» في ظل عدم الثقة بين الجانبين، نتيجة الحذر السوري لان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
وفيما يتحكم البطء بعودة العلاقات القطرية السورية، فان ملف العلاقات القطرية اللبنانية يتقدم سريعاً في ظل حماس قطري لعودة «الدفء» الى العلاقة مع بيروت وتحديداً مع مكونات 8 آذار، وكون لبنان مفتاح الحلول للازمات ومدخلا لكل «طالب قرب» على الصعيد العربي.
وفي هذا الاطار، تقول معلومات مؤكدة ان امير قطر طلب من «شركة هندسية» البدء بتجهيز قصره والذي يعود لوالده في عاليه، وانه طلب الانتها من العمل سريعا، وهذا مؤشر على زيارة قريبة له الى لبنان.
وتضيف المعلومات «ان امير قطر طلب من مكتب الدراسات الاستراتيجية التابع للجزيرة البدء باعداد تصور عن الاستراتيجية الدفاعية في لبنان، وصوغ مقترحات وتقديم تصورات للحلول على ان تكون على طاولته قريبا، مع مواقف الاطراف من الاستراتيجية الدفاعية والاوراق التي قدمتها الى طاولة الحوار في هذا الخصوص، وتقديم خلاصة متكاملة للملف.
كما طلب امير قطر من المركز نفسه اعداد دراسة شاملة عن الاوضاع في طرابلس والبقاع، وتوزيع القوى السياسية، ودور الفاعليات، وخريطة لخطوط التماس وكيفية دخول السلاح، والتمويل، وقوة كل طرف، ونفوذ الاسلاميين بالتفصيل الدقيق، على ان تشمل الدراسة اوضاع منطقة البقاع ايضا والتواجد والانتشار السني، ومدى حجم ونفوذ «تيار المستقبل» ودوره ان كان في الشمال او البقاع.
وتضيف المعلومات ان امير قطر طلب انجاز هذه الملفات سريعا وهذا ما يؤشر الى رغبة قطرية بلعب دور اساسي في لبنان، والرهان على فتح خطوط مع 8 اذار في ظل لعبة المصالح السائدة وفي ظل معرفة قطر للاتجاه السياسي لقوى 14 اذار.
وتكشف المعلومات ايضا «ان قوى فلسطينية تقوم بالعمل ايضا على خط تحسين العلاقات بين قطر وسوريا ولكن ما سرب عن تلقي الرئيس بشار الاسد رسالة من امير قطر الشيخ تميم لا اساس له من الصحة والرئيس الاسد نفى شخصيا هذا الامر امام اعلاميين لكن خطوط التواصل موجودة على مستوى ضيق جدا وبحذر لكن حدة المواقف السورية تجاه قطر تراجعت لكنها لم تتوقف كليا، في المقابل فان الخبر عن سوريا في «الجزيرة» لم يعد عنوانا رئيسيا وبدأت المحطة بنقل تصريحات لمسؤولين سوريين وبياناتهم المنشورة في الوكالات الاجنبية.
اما على صعيد الملف القطري الفلسطيني، فان تعليمات قطرية واضحة اعطيت لخالد مشعل بتخفيف اندفاعته تجاه سوريا، وقد وزع مشعل بياناً عبر الصحف القطرية دعا فيه المعارضين السوريين الى توجيه بندقيتهم بالاتجاه الصحيح ضد اسرائيل مؤكدا ان ما يجري في سوريا لمصلحة اسرائيل ويساهم باضعاف نظام عربي ممانع، وحاول مشعل ارسال ايحاءات الى طهران ورغبته في زيارتها، لكن طهران اعتذرت عن استقباله فيما اقتصر وفد «حماس» الذي زار ايران على عضوية محمود الزهار وموسى ابو مرزوق اللذين عقدا سلسلة لقاءات في طهران التي اكدت في المقابل على استمرار الدعم لحماس وصمودها في غزة، حيث رفعت في شوارع غزة صورا كتب عليها «شكراً ايران» كما رفعت يافطة كبيرة رسم عليها «صواريخ القسام» بمواجهة الحاجز الاسرائيلي وكتب تحت الصواريخ «شكراً ايران».
ورغم الموقف «الحمساوي» اعلنت ايران وقوفها مع كل فصائل الثورة الفلسطينية بمن فيهم «حماس» في قتالهم ضد اسرائيل، ولم تتوقف عن دعمها حيث يقول مسؤول فلسطيني تابع لحماس «ان العرب وامراء الخليج ركضوا للاستثمار في غزة وليس همهم الا الاستثمار بينما ايران ركضت لتقديم الدعم عبر المال والسلاح لمتابعة المعركة ضد العدو الصهيوني»، وهذا ما يشير الى ان قيادات حماس في الداخل وكتائب القسام في مكان بقيادة الزهار وابو مرزوق وقيادت الخارج في مكان آخر.
ورغم كل هذا فان المؤشرات توحي بتبدل في موقف «حماس» وتقول المعلومات ان اجتماعات عقدت بين الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة و«حركة حماس» للمرة الاولى منذ شهور، وهما الفصيلان اللذان يتقاتلان في مخيم اليرموك في دمشق حيث القيادة العامة مع النظام و«حماس» مع المعارضة.
ومن المتوقع ان تؤدي هذه اللقاءات الى ترتيب الاوضاع في مخيم اليرموك اذا التزمت «حماس» بما سيتم اقراره، وبالتالي فان الاوضاع في اليرموك نحو الهدوء مع انسحاب مقاتلي حماس اذا التزموا؟
وتقول المعلومات «ان هذه التحولات في سلوك حماس وان كانت خجولة هي «ثمرة من ثمرات» التبدل القطري بقرار اميركي واضح التزمه الشيخ تميم، لكن طرق الباب السوري من قبل قطر يلزمه الكثير من الوقت حتى يأتي الجواب السوري وربما سلبياً لان قطر ساهمت بشكل كبير في استباحة الدم السوري وما لحق بها من خراب ودمار وقتلى ودماء ودموع لا يمكن ان تمحى من ذاكرة السوريين بسهولة، رغم ان لا شيء ثابتاً في السياسة القائمة على المصالح وتفكيك جبهة الاعداء، رغم ان هذه التحولات ليست منة من احد، بل تعود لصمود الرئيس الاسد وبسالة الجيش السوري الذي قالت عنه الواشنطن بوست انه جيش جدير بالاحترام، وهذا الصمود قلب المعادلات في مصر مع اللواء السيسي، وقريبا في تونس حيث يستعد الجيش التونسي لتطبيق السيناريو المصري وضرب الاخوان المسلمين وبالتالي العودة الى الحضن السوري، كما عادت مصر، والامور «صبر ساعة» فقط.
النهاية