۳۹۸مشاهدات

وماذا عن التهديدات النووية الأكثر خطرا من إيران؟

ولنضعها ببساطة، فن الوسيلة الوحيدة لمنع خطر اندلاع حرب نووية، أو حادث إطلاق نتيجة خطأ أو التباس هو بتفكيك الأسلحة النووية.
رمز الخبر: ۱۶۹۷۲
تأريخ النشر: 12 December 2013
شبكة تابناك الاخبارية: هذه المقالة عبارة عن رأي لإيرا هيلفاند، وهي نائب الرئيس لمنظمة أطباء لمنع حرب نووية" ومؤلفة كتاب "مجاعة نووية.. مليارا شخص في خطر."

ركز العالم على إبرام اتفاق متين يمنع إيران من تطوير سلاح نووي فردي، وفي شأن لا يقل أهمية، تغافلت تلك الجهود عن خطر أكبر بكثير ألا وهو.. الآلاف الرؤوس النووية المتواجدة بالفعل.

هناك أكثر من 17 ألف رأس نووي حرب، تعتبر تهديدا قائما لبقاء البشرية، تم تجاهلها تماما منذ نهاية الحرب الباردة قبل عقدين من الزمن، وعلى نقيض الوضع مع إيران، فليس هناك مفاوضات مقارنة جارية للتعامل مع هذه الترسانة الأكثر خطورة.

في الحقيقة، العواقب الإنسانية المترتبة حتى عن حرب نووية محدودة، كنزاع بين الهند وباكستان في جنوب آسيا، يشمل 100 قنبلة بحجم قنبلة هيروشيما، ولا تمثل سوى أقل من 0.5 في المائة من الترسانة النووية العالمية، ستعرض حياة ورفاه أكثر ملياري شخص للخطر.

التأثير الإقليمي سيكون كارثيا، فأكثر من 20 مليون شخص سيلقون حتفهم في اسبوع جراء الانفجارات، والتأثير الإشعاعي المباشر، لكن العواقب العالمية لذلك ستكون أسوأ من ذلك بكثير.

فتلك الانفجارات سترفع بخمسة ملايين طن من السخام للغلاف الجوي لتمنع أشعة الشمس من الوصول إلى الأرض وتدني درجات الحرارة على الكوب، وستؤدي هذه التغييرات المناخية لتراجع حاد في إنتاج الغذاء العالمي، إذ سيتراجع إنتاج الولايات المتحدة من الذرة بواقع 12 في المائة، وفي الصين سيتقلص إنتاج الأرز بنسبة 15 في المائة والقمح بمعدل 31 في المائة، في تراجع للإنتاج الزراعي سيستمر لنحو عقد كامل.

وسينعكس التراجع كمجاعة عالمية تعرض حياة 870 مليون لشخص للخطر في الدولة النامية التي يعاني سكانها أصلا من سوء التغذية، بجانب 300 مليون شخص في الدول التي تعتمد على الغذاء المستورد.

وعلى المستوى الإقليمي، سينجم عن هذا التدني في الإنتاج الغذائي بالصين، التي لديها ترسانة نووية كبيرة بدورها، تهديد حياة 1.3 مليار شخص، بجانب فوضى اجتماعية واقتصادية في أكبر دول العالم، ذات الاقتصاد الأكثر حيوية والذي تعتبر ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.

أي حرب نووية بهذا الحجم في أي مكان في العالم سيكون لها ذات المردود الدولي، ولغاية المقارنة فقط، فأن أي غواصة أمريكية من طراز "ترايدنت" تحمل 96 رأسا نووية، تبلغ قوة كل منها ما بين 10 إلى 30 مرة ضعف الأسلحة النووية التي استخدمت في سيناريو جنوب آسيا، فهذا يعني بأن أي من تلك الغواصات سيكون لها تأثير نووي كارثي مضاعفة.

وللولايات المتحدة 14 غواصة من هذا النوع، بالإضافة إلى صواريخ أرضية وأساطيل من القاذفات الإستراتيجية، كما لروسيا ترسانة مماثلة لها ذات خاصية الفتك التي لا تصدق، التي تكلف مئات المليارات من الدولارات لتخزينها وحمايتها.

والآن هناك تحركات دولية متنامية لمنع مثل هذه الكوارث، فقد دعت الصليب الأحمر الدولية، وحركة الهلال الأحمر إلى توعية العامة بشأن العواقب الإنسانية لتلك الترسانة ودعت لتفكيك الأسلحة النووية، وارتفع عدد الدول المنادية بالتخلص من الترسانة النووية إلى 125 دولة.

على المجتمع الدولي مواصلة خطواته العملية لمنع حصول المزيد من الدول على أسلحة نووية، لكن جهود منع انتشار النووي هذه يجب أن تتماشي مع تقدم حقيقي بتفكيك الخطر الأعظم المتمثل في الترسانة النووية الواسعة الموجودة حاليا.

ولنضعها ببساطة، فن الوسيلة الوحيدة لمنع خطر اندلاع حرب نووية، أو حادث إطلاق نتيجة خطأ أو التباس هو بتفكيك الأسلحة النووية.

ففي العام الماضي شاركت معظم دول العالم في مؤتمر أوسلو حول العواقب الإنسانية لحرب نووية، لم تحضره الولايات المتحدة أو القوى النووية الأخرى، ومن المقرر عقد مؤتمر للمتابعة بالمكسيك في فبراير/شباط المقبل، على أمريكا أن تقود الدول النووية في المشاركة واعتناق فكرة نزع الأسلحة النووية.

ويشار إلى أن الآراء الواردة في المقالة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن آراء الشبكة ولا تمثل سوى أفكارها الخاصة.

النهاية

رایکم