۵۵۴مشاهدات

هل تتحقّق نبوءة نوري المالكي؟

وهذه الحساسية، يمثل بعضا من اسبابها، تحذير رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، همام حمودي، في سبتمبر العام 2013، من "تداعيات الازمة السورية على أمن العراق والمنطقة في حال تسلم المجموعات المسلحة المتشددة السلطة في سوريا".
رمز الخبر: ۱۷۰۷۴
تأريخ النشر: 18 December 2013
شبكة تابناك الاخبارية: في شباط العام 2012، قال المالكي بلهجة الواثق من نفسه بان "الاسد سيبقي، وان الازمة السورية ستستمر".

واليوم، تردّد أطراف النزاع ودول اقليمية ما ردده رئيس الوزراء العراقي، ذات يوم، من ان الاسد باق، ما يعتبره كثيرون ان نبوءة المالكي السياسية على وشك ان تتحقق.

ذلك ان حتى الاطراف الاقليمية التي قاتلت نظام الرئيس الاسد بشراسة عبر دعمها للمسلحين بالمال والسلاح، بدأت تتوجس خيفة من احتمال بقاء الاسد، ما يضعها في موقف حرج امام نفسها وشعوبها لاحتمال الفشل الذي سيقلب الطاولة على اللاعبين الذين انتظروا طويلاً لحظة سقوط دمشق.

وفي افتتاحيتها، اليوم الاحد، قالت صحيفة "الوطن" السعودية، ان تبريرات وزير الخارجية الأميركي جون كيري حول تعليق بلاده ومعها بريطانيا للمساعدات غير الفتاكة للجيش الحر "غير منطقية، فالتعليق يصب في صالح النظام السوري ليحرز تقدما على الأرض قبل أن يواجه استحقاق مؤتمر جنيف 2".

وتعتقد الصحيفة في تقريرها، ضمناً، ان ذلك يرجح بقاء الاسد لان تعليق المساعدات "يؤدي إلى إضعاف الجيش الحر الذي بات يواجه خصمين، هما النظام والجبهة الإسلامية التي تحتل مواقعه وتستولي على ما يمتلك من أسلحة وذخيرة".

وحذر التقرير، أمام كل تلك المعطيات من "وجود سيناريو على مستوى عال يبقي على بشار الأسد في الحكم حتى وإن طال عمر الأزمة".

وتزامن افتتاحية الصحيفة مع تصريح الامير السعودي تركي الفيصل في موناكو السبت وقال فيه ان "النزاع في سوريا سيستمر بسبب نقص الدعم الغربي لمسلحي المعارضة"، منتقدا "موقف واشنطن ولندن حيال مقاتلي الجيش السوري الحر".

وهذا التزامن في التصريحات، يشير الى القلق الذي يساور النظام السعودي من احتمال تغير المعادلة الاقليمية لصالح بقاء الرئيس السوري بشار الاسد.

وفيما تخشى دول الخليج بقاء الرئيس السوري بشار الاسد، فان العراق مع أي اتجاه للاحداث، يضعف او ينهي توجد الجماعات المسلحة التكفيرية في سوريا، بعدما وجدت القاعدة وتوابعها في الفوضى في سوريا فرصة لتعزيز نفوذها في المناطق العراقية المحاذية لسوريا بشكل خاص.

ويؤكد وجهة النظر هذه، سفير العراق في واشنطن لقمان الفيلي، الذي قال في تصريحات في كانون الاول/ديسمبر 2013، إن "العراق ليس له حاجة في بقاء الرئيس السوري بشار الاسد أو زواله وإنما بحاجة الى استقرار سوريا كونها ستنعكس ايجابيا على العراق".

لكن مراقبين يرون ان السياسة العراقية تتملكها حساسية مفرطة من الشان السوري، بسبب الخشية من انتصار الجماعات المتطرفة، ما يوفر بيئة حاضنة للفعاليات العسكرية والسياسية المعادية للنظام في العراق.

وهذه الحساسية، يمثل بعضا من اسبابها، تحذير رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، همام حمودي، في سبتمبر العام 2013، من "تداعيات الازمة السورية على أمن العراق والمنطقة في حال تسلم المجموعات المسلحة المتشددة السلطة في سوريا".

وبحسب حمودي فان "البيت العراقي سيحترق والمنطقة كلها اذا تسلمت هذه المجموعات السلطة في سوريا".

ان الثابت اليوم في خضم تضارب التصريحات وتعدد الرؤى والافكار ان استقرار الوضع في سوريا لصالح قوى معتدلة، تسعى الى علاقات وطيدة من العراق، هو الحل الامثل بالنسبة للعراق، بغض النظر عن بقاء الاسد أو رحيله.

ويبدو ان الاطراف الاقليمية، بدت اكثر تفهماً لاحتمال بقاء الاسد كمخرج لابد منه للحفاظ على وحدة سوريا، والحيلولة دون توسع نفوذ الجماعات المتطرفة التكفيرية بل ان السوريين انفسهم صاروا يفضلون بقاء الاسد، بعدما ذاقوا ذرعا من القتل والذبح الذي تقوم به الجماعات المتطرفة، وباتت الاولية بالنسبة لهم البحث عن سبل ايقاف الحرب قبل كل شيء، ذلك انه حتى كاتباً معارضاً للنظام السوري يرى ان الاولوية اليوم هو "لخروج كل السوريين من المحنة الحالية منتصرين، على مبدأ كسنجر الشهير، فليبشروا بأن تطول محنتهم، نظاماً ومعارضة وشعباً، لعقود واجيال، هذا طبعاً إذا بقيت هناك دولة اسمها سوريا".

النهاية
رایکم