شبكة تابناك الاخبارية: الارهاب يضرب عدداً من البلدان العربية وعلى رأسها العراق وسوريا وليبيا وتونس ومصر واليمن، وفي الوقت الذي نرى ان الارهابيين متحدون في اجرامهم لكننا نرى الدول التي يضربها الارهاب هي عاجزة عن مواجهته ولم تتمكن من توحيد جهودها لضرب الارهاب.
وعلى العراق الذي يضرب الارهاب بنيته الاجتماعية والوطنية أن يدعو الى تحالف اقليمي بين الدول التي يستهدفها الارهاب من اجل محاصرة الارهابيين ومنع تمددهم ووقف حركتهم.
البلدان الاوروبية اقدمت على خطوة خبيثة تمثلت بتصدير السلفيين المتوحشين الدمويين الى منطقة الشرق الاوسط وسوريا للتخلص منهم وتدمير البلدان الاسلامية لكننا لم نسمع اي اعتراض من البلدان التي يضربها الارهاب كالعراق وغيره على هذه الخطوة الخبيثة والتي مست آثارها العراق وبلداناً أخرى.
لااحد يستطيع ان يقول بأن تلك البلدان والحكومات لاعلم بها بتحركات هؤلاء المتعطشين للدماء والذين اصبح اليوم قتلهم عملاً شعبياً على يد السنة في سوريا وقد نشرت الحكومات الاوروبية تقارير دقيقة ومفصلة عن حركة هؤلاء بما يؤكد معرفتها باتجاههم نحو منطقة الشرق الاوسط.
ان القتل والاجرام الذي حصل في منطقة الشرق الاوسط والذي وصلت شرارته للعراق تتحمل البلدان الغربية جزءا من المسؤولية عنه، والى حد هذا اليوم لم نسمع اعتراضاً من بلداننا على الحكومات الاوروبية التي ارسلت لنا تلك القنابل البشرية الحيوانية الانتحارية.
لو كانت هناك منظمة امنية واقليمية تراقب هذه الامور وتتابع أحوال هؤلاء المجرمين كانت سترسل اعتراضها للحكومات الغربية لمنع حركة هؤلاء بتجاه منطقة الشرق الاوسط ، وإذا كان هذا الموقف يعبر عن راي عدد من البلدان العربية سيكون تأثيره بلا شك أكبر.
لكن الحرب المهمة هي التي تقع على مستوى الاعلام حيث نجد أن المجرمين الارهابيين أصبحوا في الاعلام العربي مقاومة وابطال واصحاب قضية وانهم مظلومون يتعرضون لتمييز طائفي بينما نفس هؤلاء افعال هؤلاء المجرمين لو ارتكبوها في مصر على سبيل المثال او تونس او الجزائر لاصبحوا كفرة وقتلة ويستحقون القتل وذلك كله نتيجة للاعلام الفاشل والهزيل في العراق الذي لم يتمكن من الوصول الى المواطن في الداخل فمابالك بالانسان العربي الذي يرى الامور مقلوبة.
الآن بدأ المصريون يفهمون بعض مايجري في العراق بعدما ضرب الارهاب بلدهم لكن لازال الكثير منهم ينظر الى المسألة بأنها مجرد صراع طائفي ، فإذا كان العراق متحالفاً مع هذه البلدان التي يضربها الارهاب لكان قد تمكن بسهولة ان يوضح لهم مايجري في العراق ويخلق نوعاً من التعاطف الاعلامي معه بل بامكانه ان يحقق التنسيق الاعلامي المطلوب لدحض داعمي الارهابيين العراقيين من العرب .
ضرب منابع الارهاب والدول الداعمة لهم لايستطيع العراق بنفرده ان يحققه أن يفعله فهو بحاجة الى دول اخرى تشاركه في عمليات التحقيق والمراقبة وتتبع المعلومات كما يتطلب الامر موقفاً موحداً من الدول الاعضاء حتى يجري العمل على تجفيف منابع الارهاب والتصدي للبلدان الداعمة له.
تركيا تقول انها ضد الارهاب وبين الحين والآخر تمسك بعض الاشخاص وتقول انهم ينتمون الى داعش لكنها من جانب آخر تشتري النفط من داعش وتفتح اراضيها لتنقل افرادهم وقادتهم حيث ان معظم افراد داعش الذين اتوا الى سوريا من اوروبا أو من العراق كان عن طريق الاراضي التركية وحتى اجتماعاتهم السرية عقدت ولازالت تعقد على الاراضي التركية.
السعودية تقول انها ضد داعش وتحاكم افرادها الذين تورطوا باعمال اجرامية قبل عشرات الاعوام لاظهار ان السعودية ضد الارهاب مما يؤكد انها مجرد مسرحية انها لم تقم بمحاكمتهم في تلك السنوات التي اعتقلتهم فيها وهي اضافة الى >لك تطلق سراحهم مقابل التوجه للجهاد بحسب مايزعمون الى سوريا ومن جانب آخر هي تغض النظر عن عمليات تبرع مالية كبرى تحدث على اراضيها لصالح تنظيم داعش وفي الوقت الذي تسهل فيه سفر السعوديين لما يسمونه بالجهاد الى سوريا، هي تفرض على مفتيها بأن يصرح ضد الذهاب الى هناك.
ونجدها تشتري المعدات الحربية بمليارات الدولارات لكي تقع فيما بعد بأيدي داعش حتى اصبحت هذه المنظمة الارهابية تمتلك الدبابات والمدافع والصواريخ ، وهل هناك ساذج يمكن ان يصدق بأن هذه المنظمة لم تحصل على دعم دول بعينها لكي تمتلك مثل هذه القوة الهائلة؟
الولايات المتحدة كشفت أن سياسيين وتجار ومتنفذين في قطر يدعمون داعش مالياً ،لكن لم نسمع بخطوات عملية من جانب الحكومة العراقية أو غيرها لاستقصاء هذه المعلومات !
نحن بحاجة الى تحالف اقليمي لمواجهة اخطبوط الارهاب والى منظمة امنية تتشكل من البلدان العضو للمراقبة والمتابعة والتحقيق والقبض وحتى القيام باعمال خاصة لمواجهة هذا الاخطبوط المميت.
الارهاب في العراق تحول الى ظاهرة اجتماعية بمعنى انه اصطبغ بصبغة طائفية وهناك من السياسيين ومن القادة في العراق من يحاولون تحويل الارهاب الى ظاهرة اجتماعية من خلال الخلط بين السنة والارهاب وهذه مؤامرة كبيرة الهدف منها تمزيق العراق والمستهدف فيها ليس الشيعة وحدهم بل السنة ايضاً ، لأن الارهابيين قتلوا من السنة اكثر مما قتلوا من الشيعة بل هم قتلوا النخبة من السنة لكنهم يقتلون عامة الشيعة في الشوارع والازقة.
وللاسف الخدعة انطلت على السنة كما هي انطلت على الشيعة حتى اصبح الجهلاء والسذج من السنة ينادون ان مادة 4 ارهاب تعني 4 سنة وأن القضاء على الارهاب يعني القضاء على السنة ، وتقدم الارهاب الى هذا المستوى ليتحول الى ظاهرة اجتماعية مقبولة وانه اذا اريد القضاء عليه يعني القضاء على طائفة بعينها ، هذا يعني ان الارهاب ينخر في قلب الدولة العراقية وان هذه الدولة تترنح على وقع الضربات المتتالية.
ولنجرب محاولة للتقليل من قوة الضربات الموجهة الى الدولة من خلال تكبير حجمها والتحالف مع دول اخرى تتحمل معنا ضغط الضربات من خلال تشكيل منظمة اقليمية امنية.
النهاية