۳۰۹مشاهدات

لماذا تضايقت أمريكا من فتوى سماحة السيد السيستاني ووصفتها بعدم المفيدة؟!

رمز الخبر: ۲۰۰۰۷
تأريخ النشر: 06 July 2014
أنصار الفاروق: يبدو ان فتوى المرجعية الدينية في النجف الاشرف قد نجحت بإسقاط اجندات البعض في وحل الفشل واللاعودة، فباتوا يتخبطون في تصريحاتهم التي تبين نياتهم السيئة من حيث يعلمون او لا يعلمون.

ومن هؤلاء اصحاب النيات السيئة هو رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي، الذي تهجم على فتوى الجهاد الكفائي للمرجع الاعلى السيد علي السياستاني. وقال ديمبسي في مؤتمر صحافي في البنتاغون، ان ”تخبط اصاب الادارة الامريكية من دعوة المرجع الأعلى آية الله السيستاني للتطوّع إلى جانب الجيش العراقي، واصفا اياها بانها لم تكن مفيدة، وانها تعقّد الوضع قليلا، مشيرا الى، ان ” الدعوة للمتطوعين تلقى استجابة".

ان كلام ديمبسي يؤكد بان المرجعية اسقطت محاولات أقلمة الوضع العراقي، والتدخل في تشكيل الحكومة، والسعي الى فرض الشروط على العراقيين، مقابل الدفاع عنهم.

ان الهجوم الاول على فتوى المرجع الاعلى كان من قبل الكيان الصهيوني عبر عدة مقالات وتصريحات، واليوم يأتي موقف ديمبسي منسجم للغاية مع الهجمات الصهيونية واللوبي الخليجي الطائفي السلفي على هذه الفتوى التي انقذت العراق من التقسيم.

ان انتقادات ديمبسي لا تنسجم مع التقييمات التي اطلقها الكثير من الشخصيات الامريكية خلال السنوات العشر الماضية التي كانت تقيم السيستاني بانه شخصية فذة استطاعت ان تلجم الحرب الاهلية في العراق،وهذا ما دعاهم لترشيحة عدت مرات لنيل جائزة نوبل للسلام العالمي.

لا نعرف ما وراء هذه الانتقادات لقائد عسكري مثل ديمبسي، هل هو احرص على العراق من المرجعية او من العراقيين انفسهم، اذ ان هذا الامر شأن عراقي داخلي، وحينما تعرض البلد للاذى رأت المرجعية بانه من الواجب ان تتدخل وحسب ما تراه مناسبا ولاسيما انها تملك تأثيرا كبير.

لقد استبقت فتوى السيستاني ثلاثة مواقف مصيرية في تاريخ العراق وكأنها كانت تستشعرها وتقرأها بوضوح قبل حدوثها، فقد سيطرت البيشمركة على كركوك والمناطق المتنازع عليها بالقوة، وطالب مسعود البارزاني بالإنفصال وتقسيم العراق، وأسست داعش خلافتها اللإسلامية وأعلنت عنها من العراق تحديدا، ولا ندري مالذي يريده ديمبسي اكثر من ذلك إلا العودة الى العراق تحت مثل هذه الذرائع وقد حرمته فتوى السيستاني من ذلك.

ان التحليل السياسي المنسجم مع هذه الانتقادات يكشف، ان امريكا أرادت استخدام داعش كذريعة للرجوع الى العراق من خلال الشباك وليس الباب، ومثلما استطاعت المرجعية باخراج القوات الامريكية من خلال اصرارها على تاسيس حكومة وطنية وجمعية وطنية منتخبة ودستور عراقي مستفتى عليه من قبل الشعب منذ بدأ الاحتلال، وهذا ما قاد الى تأسيس حكومة وطنية في العراق اشرفت على الانسحاب الامريكي عام 2011، فان الفتوى حرمت امريكا من الرجوع الى العراق بحجة محاربة الإرهاب وضعف قدرات الجيش العراقي".

وكان الموقف الامريكي من تعرض العراق الى مؤامرة كبيرة وهجمة غير مسبوقة من تنظيم داعش الارهابي، دون المستوى المطلوب ولا ينسجم مع اتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين.

وجوبهت هذه الموقف بانتقادات عراقية كبيرة ان كانت على المستوى الرسمي او الشعبي، وذلك لـ / برودة / ردة الفعل الامريكية من الازمة العراقية، حيث رأت الكثير من الاوساط العراقية بان امريكا تتقصد بعدم تسليح الجيش العراقي بالاسلحة المطلوبة حسب الاتفاقية وحسب العقود الموقعة بين البلدين، ما اضطر العراق الى البحث عن تسليح من دول اخرى لتغطية احتياجاته في هذه الحرب منها روسيا التي استجابت سريعا.

رایکم