۴۸۲مشاهدات

قرية آمرلي التركمانية تحت حصار "داعش"

ويقول هارمر إنه من "المحتمل أن تصعد الميليشيات الشيعية الى هناك وتحاول تنفيذ عملية انقاذ، نعم، بالتأكيد، لكن الواقع هو انه اذا ذهبت الميليشيات الشيعية وجهاً لوجه مع داعش، سوف يُسحقون. وأظن انهم يعرفون ذلك".
رمز الخبر: ۲۰۹۸۲
تأريخ النشر: 27 August 2014
شبكة تابناك الاخبارية: تعيش قرية آمرلي التركمانية في شمال العراق هاجس الخوف من اقتحام تنظيم "داعش" لها على غرار ما قام به ضد الأقلية الإيزيدية في سنجار. إذ أن أهاليها، كانوا قد صدّوا مقاتلي "داعش" حين هاجموا القرية قبل حزيران الماضي.

ويروي المدرّس قاسم جواد حسين (45 عاماً) أنه كان من بين مئات من القرويين اندفع بسلاحه ليقاتل الى جانب الشرطة والشعب التركماني الشيعي حين تواجهوا مع المسلحين المتطرفين.

يقول حسين، من خلال هاتف جوال محطم من آمرلي، "حاولنا ترك القرية وشاهدنا (سيارات) هامر داعش وراياتهم السود. أُخِذنا على حين غرة. ثم سمعت من القرية التالية صوت إطلاق نار. كانوا يقاتلون مع داعش. لذلك رجعنا لنأخذ بنادقنا". يضيف حسين أن "بنادقهم (التركمان) التي تعود الى العهد السوفياتي لم تكن متكافئة مع ترسانة الأسلحة الأميركية المنهوبة التي كانت بحوزة داعش مع آليات مدرعة".

وظلّت آمرلي تحت الحصار لأكثر من شهرين، حيث تضاءلت فيها المؤن. إذ يقول حسين "لقد طلبنا (المساعدة) من المسلمين والمسيحيين ومن أي كان، ما نريده في الواقع هو الحليب للأطفال"، مشيراً إلى أن الميليشيات (داعش) تبعد فقط كيلومترات قليلة عن القرية، والمواطنون نظموا أنفسهم من 200 رجل لكل منه نوبة حراسة، خوفاً من أن تنقض الميليشيات على آمرلي.

من جهته وصف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق نيكولاي ملادينوف، في بيان السبت الماضي، وضع الناس في آمرلي بأنه "يائس ويتطلب عملاً فورياً لتجنب حدوث مجزرة محتملة ضد مدنيي" القرية.

وعاش التركمان في شمال العراق منذ قرون، وهم مسلمون من كلا المذهبين السني والشيعي. ويطالب هؤلاء بحصة من مدينة كركوك الغنية بالنفط، وبعض القرى الآهلة في جميع أنحاء محافظة كركوك وجنوبها. لقد تعرضت معظم هذه القرى، في حزيران الماضي، لاعتداءات "داعش".

ويقول المتحدث باسم "جبهة التركمان العراقيين" علي مهدي، إنه "منذ شهرين استهدف داعش مناطق تركمانية، بدءاً من تلعفر، مروراً بالموصل وطوز خرماتو والآن آمرلي. لذلك أنا قلق على مستقبل الشعب التركماني".

والخوف الآن يكمن في أن مواطني التركمان في آمرلي سيعانون نفس مصير الإيزيديين في سنجار، الذين رحلوا أخيراً الى أعلى الجبل خوفاً من مقاتلي "داعش"، ما ادى الى بروز كارثة انسانية قبل أن تنطلق الجهود الدولية نحوهم.

وكمسلمين شيعة، يُعتبر تركمان آمرلي مرتدين بالنسبة لـ"داعش"، الذين يمارسون أفكاراً مشوهة عن الإسلام. وكما كل هؤلاء الذين لم يختبروا نسخة داعش العقائدية، يصبح التركمان هدفاً، وهم أقلية صغيرة فريدة من نوعها، وبشكل خاص هم معرضون للهجوم.

وفي هذا السياق أعلنت بعض الميليشيات العراقية الشيعية أنها تريد أن تحشد من أجل آمرلي، لكن الميليشيات تحاول ألاّ تعرّض السكان للخطر في القرية، هذه الميليشيات، على الأرجح، ليست بكفاءة داعش. وفوق ذلك، معظم الشيعة هم عرب، وليسوا تركمانا، وقد نظموا أنفسهم لحماية جيرانهم، تاركين التركمان لمصيرهم.

من جهته يرى المحلل في "معهد واشنطن لدراسة الحرب" كريستوفر هارمر، والذي قام بعدة جولات مع الجيش الأميركي في العراق، أن "الميليشيات الشيعية نظمت نفسها كقوات دفاع محلية. وهي ليست شبيهة بداعش، حيث أن إحداهما (داعش) منظمة عسكرية متماسكة، يقف على رأسها شاب واحد".

ويقول هارمر إنه من "المحتمل أن تصعد الميليشيات الشيعية الى هناك وتحاول تنفيذ عملية انقاذ، نعم، بالتأكيد، لكن الواقع هو انه اذا ذهبت الميليشيات الشيعية وجهاً لوجه مع داعش، سوف يُسحقون. وأظن انهم يعرفون ذلك".

مهدي وحسين يطالب كلاهما الولايات المتحدة بالتدخل. فحتى الآن، لا يوجد هناك ضربات جوية مثل تلك التي نفذتها الطائرات الأميركية فوق سنجار. هذه الضربات سمحت للقوات الكردية المحلية بفتح ممر، يسمح للكثيرين من الإيزيديين بالهرب. ويسأل مهدي، "لماذا لا تفعل الولايات المتحدة أي شيء للقرية؟ لماذا يذهب سلاح الجو الأميركي الى سد الموصل، وأربيل، لكنه لا يأتي الى هنا؟". ويجيب أن "هذا يجعلنا نفكر أن الولايات المتحدة لا تهتم بشأن التركمان".

لكن الأميركيين أيضاً لهم علاقات، منذ فترة طويلة، مع القوات الكردية، التي تقوم بعمليات عسكرية حول سنجار، وسيكون من الصعب بالنسبة للقوات الأميركية الخاصة التنسيق مع الميليشيات الشيعية، التي اصطف بعضها ضد القوات الأميركية خلال احتلال العراق.

وفوق ذلك، قد تكون محنة الشيعة التركمان، ببساطة، ليست بحاجة الى نداء الإيزيديين، الذين هم ذات عقيدة لا يعرفها الكثيرون وفي عزلة يائسة في قمة الجبل المحاصرة والتي اثارت تعاطفاً واهتماماً واسعين.

بالعودة الى هارمر يقول الباحث الأميركي إن ذلك قد يتغيّر في البيان الأخير للأمم المتحدة، لكن قد يكون قراراً صعباً لواشنطن لتقوم بذلك. ويضيف أن أميركا استغرقت وقتاً طويلاً لتقرر التدخل.. وفي المرة التي قررنا فيها التدخل، قررنا التدخل في سنجار. اعتقد كان هناك نوع من الشعور بأن هذه الفرقة (الإيزيدية) هي فقط أقلية دينية فريدة".

وتقوم الولايات المتحدة الآن بضرب "داعش" في شمال العراق، مركزة على منطقة حول سد الموصل، حسيث يستنتج هارمر أنه "بالنسبة للشيعة، فان الصراع الشيعي السني لن يجلب سوى الخسارة. واستهداف داعش قرية شيعية لا يعتبر شيئاً فريداً".

النهاية
رایکم