شبکة تابناک الأخبارية: قالت صحيفة ايرانية ان مصر باتت قاب قوسين او ادنى من انتصارثورة وسقوط حسني مبارك. وهذا هو المصير الذي تنتظره الكثير من الدول العربية.
واضافت صحيفة "جمهوري اسلامي" في افتتاحيتها، صحيح ان التطورات الجديدة في البلدان العربية بدات من تونس، الا ان الحقيقة تكمن في ان تونس كانت ذريعة ليس الا. فالعالم العربي تحول الى مستودع بارود قابل للاشتعال لمجرد شرارة ليسقط حكامه واحدا تلو الاخر. وهذا الوضع ناتج عن فساد البلاطات العربية والفقر المدقع السائد في معظم البلدان العربية والفوارق الطبقية السائدة في البلدان الثرية والغنية بالنفط والاضطهاد الخانق وتبعية الانظمة للقوى الاستعمارية والاختراق الصهيوني لها. وهذه الاسباب الستة، اصابت الانظمة العربية بمرض مزمن جعلها تكون منبوذة من شعوبها ومتصدعة ومتصدئة ومتهرئة من الداخل.
واظهر الشعب المصري خلال تظاهراته التي قام بها خلال الايام القليلة الماضية بانه دخل الساحة بغضب عارم تمتد جذوره الى 30 عاما على الاقل. فالشعارات التي اطلقها اهالي القاهرة والاسكندرية والاسماعيلية والسويس وسائر المدن المصرية واجراءاتهم وتحركاتهم القوية كلها مؤشر على عمق ومدى غضبهم من النظام الحاكم. وقد شدد الشعب في مسيراته وتظاهراته على اربعة مطالب وهي:
1- تنحي مبارك
2- استقالة الحكومة المصرية
3- اقامة انتخابات حرة ونزيهة
4- تشكيل حكومة ذات قاعدة شعبية بكل ما للكلمة من معنى
وتابعت الصحيفة تقول ان الدعم العاجل الذي قدمته وزيرة الخارجية الامريكية لنظام مبارك وتصريحات الناطق بلسان الخارجية الامريكية الذي قال ان مصر تتمتع بحكومة مستقرة، تشير على النقيض من ظاهرها بان السلطات الامريكية وسائر حماة نظام مبارك الاجانب اخذوا يشعرون بالقلق البالغ واصبحوا يرددون ما يحبون ان يكون لا ما هو سائد على ارض الواقع.
واوضحت ان احد مؤشرات فزع ورعب قادة النظام المصري من الظروف الحالية ومن انتفاضة الشعب المصري، هو قمع المظاهرات الشعبية وقتل وجرح ابناء الشعب. والان حيث ازدانت ثورة شعب مصر بلون الدم الذي يزيد بدوره من حدة غضب الجماهير، فانه لم يبق سبيل امام حسني مبارك واعوانه سوى الهروب.
وقالت صحيفة "جمهوري اسلامي" ان تحريم الازهر، المشاركة في الانتخابات، لا اثر له فحسب بل يجعله يفقد مصداقيته. كما اصبح من غير الممكن بالنسبة لاميركا والصهاينة دعم مبارك الذي خدمهم على مدى 30 عاما. ان المشكلة الرئيسية التي يعاني منها الشعب المصري تتمثل في تدخل اميركا والصهاينة في شؤون بلاده وتبعية حسني مبارك لهم. لذلك فان احتمال ان تتوصل اميركا والكيان الصهيوني الى نتيجة مؤداها بان حسني مبارك قد انتهت صلاحيته ولا يجب الرهان عليه اكثر من هذا، كبير جدا، بالضبط مثل المصير الذي لقيه صدام ديكتاتور العراق.
"وتمر هذه الايام سائر الدول العربية بدء من شمال افريقيا ووصولا الى جنوب الخليج الفارسي في حالة غليان، ففي اليمن يصول ويجول علي عبد الله صالح لمدة 32 عاما وسمى نفسه قبل مدة رئيسا لليمن مدى الحياة، لكنه اضطر للتراجع خوفا من غضب شعبه".
"وبعد سقوط بن علي واندلاع الغضب الثوري للشعب اليمني، اعلن انه غض النظر عن توليه الرئاسة على مدى الحياة، لكن هذا التراجع لم يفده لان الشعب اليمني زاد من احتجاجاته، رغم ان علي عبد الله صالح يملك مهارات كثيرة في قمع الشعب من اجل البقاء في السلطة".
واضافت الصحيفة ان عمر البشير حكمه هش في السودان ايضا. فهو يتمسك بتلابيب السلطة منذ ثلاثة عقود وانه غير مستعد للتخلي عنها. والاهم انه تزامنا مع ثورة تونس والتطورات الاخيرة في العالم العربي، ارتكب عمر البشير خيانة كبرى وسلم جنوب السودان الى المتمردين مستسلما في الحقيقة لمطالب اميركا والكيان الصهيوني.
وتابعت ان عددا من شيوخ جنوب الخليج الفارسي اقدموا على استعجال بتقسيم الاموال بين الناس واظهروا انهم يشعرون بالخطر على كراسيهم وسلطتهم.
وخلصت صحيفة "جمهوري اسلامي" الى القول "انه لا يمكن انكار هذه الحقيقة بان الامواج العاتية للثورة قد وصلت الى هذه الدول ايضا كما انها طالت الاردن والسعودية. والمؤكد ان تسلسل سقوط الديكتاتوريين قد امتد من اقصى غرب شمال افريقيا وحتى اقصى شرق الشرق الاوسط العربي وان العالم العربي حبلى باحداث وتطورات مهمة ومصيرية من شانها ان تقرر عهدا جديدا في تارخ العالم الاسلامي".