شبکة تابناک الأخبارية: قرعت صحف إسرائيلية صادرة أمس، ناقوس الخطر وقالت: إن ما تشهده مصر هذه الأيام من انتفاضة شعبية تطالب برحيل الرئيس حسني مبارك يهدد أمن واستقرار إسرائيل. وكتبت هذه الصحف في افتتاحياتها وفي مقالات رأي وتحليلات مؤكدة أن ما ينتظر إسرائيل ليس هينا بعد أن هبت الشعوب العربية مطالبة بتغيير أنظمتها.
* تهديد من الأردن
وقالت صحيفة جيروزاليم بوست في تحليل إخباري على نسختها الإلكترونية إنه لو نجح المصريون في الإطاحة بمبارك، فإن ذلك على الأرجح سيؤثر بشكل كامل على الوضع الإستراتيجي لإسرائيل.
وأضافت: إن عدم الاستقرار في مصر إذا أضيف إلى الاضطرابات التي تشهدها لبنان، فإن ذلك يعني أن على حكومة نتنياهو أن تزيد من مطالبها وشروطها الأمنية للتوصل إلى اتفاق سلام مع السلطة الفلسطينية. ثم تساءلت الصحيفة ماذا لو امتدت الاحتجاجات إلى الأردن؟، وقالت بالأمس بعد أن أسقط التونسيون (الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي) خرج من يقول: إن مصر ليست تونس، وإن الثقافة السياسية في مصر مغايرة، وإن علاقة مبارك بالجيش تختلف عن علاقة بن علي، واليوم بعد أن أصبحت مصر على شفا الثورة لا يزال هناك من يحتاطون في الاستقراء، ويقولون: إن الأردن ليست هي مصر.
وتابعت الصحيفة ماذا لو اندلعت مظاهرات في الأردن وطالبت بسقوط الملك عبد الله الثاني، وماذا لو سقط وجاء لحكم الأردن إسلاميون متطرفون تساندهم إيران.
* سلام على السلام
أما صحيفة هاآرتس فقد كتبت في افتتاحيتها أن الجمهور في مصر أو في الأردن، في لبنان أو في السلطة الفلسطينية لم يعد مستعدا لمنح ثقة غير محدودة لقيادته على المستوى الحزبي، الاقتصادي أو السياسي.
ووصفت هذا الجمهور بأنه جمهور يرى نفسه متساوي القيمة –وإن لم يكن متساوي القوة– مع الجمهور في الدول الغربية، وقالت: إن الهزة التي تمر الآن على مصر، تهز كل حلفائها في الشرق الأوسط وفي الغرب.
ونشرت الصحيفة نفسها مقالا للكاتب عاموس هرئيل يرى فيه أن انهيار النظام القديم في القاهرة إذا حدث فسيكون له تأثير عظيم في وضع إسرائيل الإقليمي -أكثره سلبي- وقد يعرض في الأمد البعيد تسويتي السلام مع مصر والأردن للخطر. واعتبر أن من شأن هذه التطورات أن تفقد إسرائيل حليفيها الأردن ومصر، اللذين يرى أنهما أكبر كنوز إسرائيل الإستراتيجية بعد تأييد الولايات المتحدة، وأضاف: إن هذا الأمر قد يوجب تغييرات في الجيش الإسرائيلي ويثقل على الجهاز الاقتصادي.
وأضاف: إذا أسقط نظام مبارك فسيتضرر في غضون زمن قصير التنسيق الأمني الصامت بين إسرائيل ومصر، وقد تتحسن علاقات القاهرة بحكومة حماس في قطاع غزة، ويتم المس بمكانة القوة المتعددة الجنسيات في سيناء وترفض مصر التمكين من حركة سفن الصواريخ الإسرائيلية في قناة السويس، التي استغلت في السنتين الأخيرتين، حسب تقارير في وسائل الإعلام الأجنبية، لمكافحة تهريب السلاح من السودان إلى غزة، وفي أمد أبعد قد يحدث برود حقيقي للسلام البارد أصلا مع إسرائيل.
وقال الكاتب: إذا سقط نظام الحكم في مصر في نهاية الأمر، وهو إمكان كان يبدو غير متصور قبل يومين أو ثلاثة فقط، فإن أحداث الشغب قد تنتقل إلى الأردن أيضا وتعرض نظام الحكم الهاشمي للخطر، آنئذ سيسود أطول حدود للسلام لإسرائيل واقع جديد تماما.
* شرق أوسط جديد
وفي افتتاحيتها قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن إسرائيل ستصبح جزيرة منعزلة في محيط من الكراهية، وإن شرقا أوسط جديدا يتشكل الآن غير ذلك الذي تمناه الحالمون عندما أطلقوا إلى هواء العالم هذه العبارة.
وأضافت في الشرق الأوسط كل شيء يمكن أن يحصل، وكل شيء يمكن أن ينقلب رأسا على عقب في غضون يوم، في غضون ساعة، علينا أن نكون جاهزين كل يوم لكل شيء.
وتابعت أمام ناظرينا ينقلب العالم رأسا على عقب، ولا سيما العالم العربي، وليس في أيدينا ما نفعله كي نؤثر ونغير، والأجواء تجاهنا في البيت الأبيض تختلف تماما عما كانت في الماضي، فقد انتهت الفترة الذهبية في علاقاتنا.
وقالت الصحيفة: إن الرئيس المصري ألقى به الرئيس الأميركي باراك أوباما، إلى الكلاب، وإن أميركا أدارت ظهر المجن في غضون يوم واحد لواحد من أهم حلفائها في الشرق الأوسط، وتابعت الاستنتاج عندنا في إسرائيل يجب أن يكون هو أن الرجل الذي يجلس في البيت الأبيض من شأنه أن يبيعنا بين يوم وليلة.