شبكة تابناك الإخبارية : ترخي المأساة اثقالها على الواقع الطرابلسي منذ اكثر من اربع سنوات حيث بعض النازحين لعب دورا في الاحداث الطرابلسية،ومجمل النازحين من ناحية ثانية تحول الى اعباء ضاغطة فاقمت من ازمة استهلاك الكهرباء والماء ومزاحمة العامل الطرابلسي وغيرها من الاعباء..
ومن ناحية ثالثة مأساة تعاني منها عائلات سورية نازحة الى طرابلس وهاجسها ان تتابع مسيرة الحياة على أمل ان تعود الى بلدها لتستأنف تحقيق طموحاتها باعتبار ان مئات من ابناء هذه العائلات آثروا متابعة تحصيلهم العلمي بعد الاعلان عن تشكيل «الهيئة التعليمية التربوية في لبنان» والتابعة لما يسمى «الحكومة السورية الانتقالية».
لكن منذ ايام فاحت رائحة فضيحة حين احتفلت احدى الجامعات الخاصة التي استقبلت طلابا سوريين بتوزيع شهادات تخرج واحجمت عن تسليم الشهادات لطلاب سوريين بحجة تراكم مستحقات مالية عليهم وتخلفهم عن تسديد اقساطهم الجامعية ..
القضية لها وجهتان :
الاولى سياسية - فكرية، حسب رأي بعض المتابعين.
والثانية اشكالية مالية تتعلق برائحة فساد مالي فاحت من ادارة «الحكومة السورية الانتقالية» وصولا الى الهيئة التعليمية التربوية السورية التي افتتحت لها مكتبا في طرابلس.
حسب المصدر المتابع ان الاسباب السياسية - الفكرية تعود الى ان طلابا سوريين نازحين رفضوا الانضواء تحت جناح اصولية اسلامية تمسك بالهيئة التعليمية التربوية السورية، هذا الرفض قابله احجام عن تسديد ما وعدوا به من منح تربوية ..
وهنا يطرح السؤال الكبير هل اعترفت الحكومة اللبنانية بالحكومة السورية الانتقالية وبمظهرها التربوي في لبنان؟
وهل هكذا يكون النأي بالنفس عن الاحداث السورية الى درجة افساح المجال لهيئات تعينها ما يسمى «الحكومة السورية الانتقالية» وتدرس مناهج ذات ابعاد اصولية تلقنها للفتيان والفتيات السوريين ؟
اما على مستوى الفساد المالي فقد لفت المصدر الى موازنة مالية خصصت لمنح تقدم للطلاب السوريين الذين يرغبون بمتابعة تحصيلهم العلمي في الجامعات اللبنانية الخاصة ..
هنا يسأل الطلاب السوريون اين ذهبت هذه الموازنة؟ كيف صرفت ولمن؟ ومن هو الذي وضعنا امام حائط مسدود وساهم في اذلال الطلاب السوريين الذين فوجئوا بامتناع جامعة الجنان عن تسليمهم شهاداتهم الجامعية مما يعرقل مسيرتهم الحياتية.
اين ذهبت المخصصات المالية للتعليم الجامعي؟
فضائح «الحكومة السورية الانتقالية» تتوالى فمن فضيحة تعليم المنهج التركي للطلاب المقيمين في لبنان الى عشرات المنح الجامعية للطلاب والطالبات السوريين الوهمية، وتحولت الوعود التي تلقاها هؤلاء الطلاب من تحصيل تعليمهم في جامعات خاصة في لبنان الى قضية قلق بعد تلقيهم إنذارات بعدم السماح لهم بمتابعة تعليمهم في حال لم يتم تسديد مستحقات الاقساط المتراكمة عليهم.
تروي زينة التقي معاناتها «للديار» بالقول: كنت من الطالبات المتفوقات في بلدي سوريا قبل الانتقال وعائلتي للعيش في مدينة طرابلس، وكنت ارغب الالتحاق بالجامعة لمتابعة دراستي، فالتقيت مع طلاب اخرين بالسيد عاطف مجد عيون السود المسؤول عن الهيئة التعليمية في لبنان المكلفة من الحكومة السورية الانتقالية التي تشكلت في تركيا، وشرحنا له نحن الطلاب السوريين معاناتنا منذ وصولنا الى لبنان فأكد لنا انه مخول من الحكومة الانتقالية الاهتمام بهذه الحالات من الطلاب، فوقعنا على عقود تنص على تقديم منحة لكل طالب قيمتها 50% ، فاخترت وبعض الطلاب جامعة الجنان في ابي سمراء للتسجيل فيها، وقدمنا المستندات التي تؤكد على حصولنا المنحة، فوافقت الجامعة.
كما طلب منا السيد عيون السود دفع مبلغ 500 دولار عند بداية الفصل الاول كرسم تسجيل ، على ان ندفع القيمة المتبقية من الاقساط بعد حصولنا على المنحة. وكنا ندفع كل المستحقات التي ترتبت علينا رغم ظروفنا الصعبة، لكن الصدمة التي تلقيناها كانت قبل حفل التخرج.
تقول التقي: قبل تقديم امتحان الفصل الأخير فوجئت والعشرات من الطلاب والطالبات السوريين اننا ممنوعون من تقديم امتحان الفصل الأخير، فتوجهنا الى المدير المسؤول لنستفسر منه عن السبب الذي يمنعنا من تقديم الامتحانات، فقال لنا ان المنحة التي حصلنا عليها من هيئة التعليم من الحكومة السورية الانتقالية لم تدفع المبالغ المترتبة عليها، وان قانون الجامعة لا يسمح لأي طالب بتقديم امتحان الفصل الاخير وتحصيل الشهادة في حال لم تسدد كافة المستحقات، فشرحنا للمدير المالي ان الذنب ليس ذنبنا إنما ذنب من منحنا هذه المنحة ولم يقم بواجبه، وأكدنا له ان على إدارة الجامعة مطالبة المسؤول من كان السبب في تراكم هذه المبالغ وليس نحن الطلاب، لكن الشخص المسؤول قال ان حل القضية غير معنية الجامعة بحلها، إنما الطلاب هم المسؤولون عن حلها مع الجهة المسؤولة عن المنح والاستفسار منها لماذا لم يلتزم بدفع المنح، فتوجهنا الى السيد عيون السود وسألناه عن الأسباب المباشرة التي منعت مكتب هيئة التعليم للطلاب السوريين من دفع مستحقات المنح، فقال ان الوضع المالي للهيئة سيّء جدا.
تضيف التقي: وأكثر ما آلمنا عندما شاركنا في حفل تخرج نهاية فصول الدراسة، حيث كانت مشاركتنا شكلية، بحيث ان الورقة التي استلمناها في حفل التخرج ليست سوى ورقة بيضاء، وعندما عدنا الى إدارة الجامعة وطالبنا بشهادتنا أكدوا لنا ان إدارة الجامعة ترفض تسليمنا الشهادة قبل دفع كل المستحقات، فطلبنا منهم تقسيط هذه الدفعات على مراحل حتى يتسنى لنا دفع قيمتها فوافقوا، وعلينا ان ننتظر أشهراً ربما سنوات حتى نستطيع دفع هذه المبالغ المتراكمة.
ويقول الطالب محمد انه حاول العودة الى مكتب الهيئة والاستفسار عن الأسباب التي منعتهم من متابعة وعودهم فأكد له مسؤول مكتب هيئة التعليم ان الهيئة تعتبر نفسها مسؤولة بالدرجة الاولى عن تعليم الأطفال، اما الكبار فهم معنيون بتعليم أنفسهم على نفقتهم الخاصة، فتساءلت اي وظيفة او عمل يمكن ان نحصل عليه ونحن لم نستلم بعد شهاداتنا، حتى اننا لا نستطيع ان نسافر بلا شهادة. وأوضح انه طلب من إدارة جامعة الجنان تخفيض هذه الدفعات خصوصا انها كانت منحة مقدمة لهم، وان الذنب ليس ذنبهم، فردوا عليه بالقول، هذه جامعة خاصة وليست رسمية، ان كُنتُم عاجزين عن الدفع لماذا لا تتابعون تعليمكم في الجامعات الحكومية ؟
اما الطالبة آلاء التلي فتقول انها ستسافر الى خارج لبنان وحزنها كبير لانها لا تحمل معها شهادتها الجامعية واعتبرت انه كان على الجامعة بدلا من محاسبتهم هم كطلاب محاسبة المسؤول عن هذا التقصير خصوصا ان إدارة الجامعة تعرف ان الخطأ ليس خطأهم بل كان تقصيرا وإهمالا من مكتب هيئة التعليم للطلاب السوريين، خصوصا ان هناك عقوداً وقعها السيد عاطف مجد عيون السود مع الجامعة تنص على منح الطلاب السوريين منح تعليم وبموجب هذه العقود على الجامعة محاسبة المسؤول المباشر وليس نحن الطلاب.