شبکة تابناک الاخبارية: ما زال الإعلام المصري "القومي” الموالي لنظام عبد الفتاح السيسي يشن هجومه على المملكة العربية السعودية في صورة غير مسبوقة, في الوقت الذي تخرج فيه بيانات الدولة المصرية الرسمية تتحدث عن عدم وجود أي اختلاف في وجهات النظر بين القاهرة والرياض ولكن ما يسوقه الإعلام المصري يثبت عكس ذلك تماما.
مجلة "روز اليوسف” التي تشرف عليها الدولة المصرية نشرت تقريرا حملت فيه ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان مسؤولية حادث التدافع في مشعر منى, مجارية بذلك وسائل الاعلام الإيرانية التي نشرت سابقا معلومات مشابهة لتقرير "روز اليوسف”, المجلة المصرية التي تخضع لرقابة النظام المصري قالت فيه إن موكب بن سلمان هو سبب حادثة تدافع الحجاج بمشعر منى، التي أدت إلى مقتل وإصابة مئات الحجاج.
وتحت عنوان ”من قتل الحجاج؟ لتجيب: موكب الأمير” (تقصد الأمير: محمد بن سلمان), نشرت الصحيفة تقريرها معتمدة فيه على روايات موثقة من سعوديين ومصريين أدوا هذا العام مناسك الحج, مشيرة إلى أن عدد كبير من شهود العيان والحجاج، أكدوا أن موكب أحد الأمراء كان سببا في وقوعها، وذهب بعضهم إلى ما هو أبعد، إذ أكد عدد ليس بقليل من شهود العيان أن صاحب الموكب هو الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد بالمملكة، وفق المجلة.
وأضافت: "هذه الرواية تنفيها السلطات السعودية بشراسة، نفيا قاطعا ويقينيا قبل حتى أن تفتح التحقيق في الواقعة، مما يدعو لإثارة الريبة والشك في صدق الرواية الرسمية للسلطات السعودية”.
وقال كاتب الموضوع أحمد شوقي العطار: "التقينا خلال الأسبوع الماضي بأكمله عددا كبيرا من الحجاج المصريين الذين كانوا يؤدون فريضة الحج في هذا التوقيت، واستمعنا لشهاداتهم كاملة حول ما شاهدوه أو سمعوه عن الوقعة، وانتقينا من بين شهادات الحجاج المصريين بعض الشهادات المهمة لأشخاص كانوا أكثر قرابة من موقع الحدث، ووثقنا هذه الروايات صوتيا قبل نشرها”.
وأضاف: "من ضمن هذه الشهادات، ما روته لنا الحاجة زينب عبد العزيز (خمسينية)، إذ كانت واقفة في الصفوف الأولى، فتمكنت من رصد ما حدث بدقة، وأكدت أن سبب وقوع هذه الكارثة مرور موكب لأحد الأشخاص المهمين مما دفع العساكر المسؤولين عن تنظيم المرور بين الحجاج إلى أن يندفعوا لتوسعة الطريق للموكب، كي تمر السيارات بسرعة.
وتقول: "كنا نستعد للخروج من البوابة بعد رمي الجمرات، وكنت في الصفوف الأولى بالقرب من البوابة، وقبل أن نخرج فوجئنا جميعا بالعساكر بيننا يصرخون فينا: "وسع يا حجي.. وسع يا حجي”، وأغلقوا البوابة المخصصة للخروج، وبدأ الحجاج في التراجع للخلف، وأغلقوا البوابة بالفعل، وشاهد جميع الواقفين في الصفوف الأولى موكب سيارات طويل بدأ بسيارات الإسعاف، وبعدها ظهرت سيارات سوداء كبيرة، والحجاج خلفنا بدأوا في التوافد بكميات كبيرة، وتسبب غلق البوابات في التدافع حتى تساقط الحجاج تحت الأقدام، وما شاهدته وقتها لا يمكن وصفه، آلاف الأشخاص يتساقطون ويدهسون بالأقدام، الموكب استمر 3 دقائق على الأقل، وبمجرد مرور الموكب بسلام تم فتح البوابة بعد أن سقط آلاف الشهداء”.
وأضافت المجلة: "الحاجة زينب أكدت أن آلاف الحجاج ماتوا خلال هذه الواقعة، وأنها لا تصدق الأرقام التي أعلنتها وزارة الصحة السعودية”.
ثم استشهدت "روزاليوسف” ب”الحاج أحمد عبد الرحمن”، وهو في الستينيات من عمره، واصفة إياه بأنه واحد من الحجاج الذين شاهدوا الواقعة كاملة”.
ويقول الكاتب: "في الفجر قمنا بالرجم وعند عودتنا وجدنا أفراد الشرطة السعودية قاموا بإغلاق البوابات المخصصة للخروج دون أن نعرف السبب، وعندما سألت أحد أفراد الشرطة الموجودين.. أجابني بأن هناك ازدحاما عند مخرج جسر كبار الشخصيات المهمة، وإصرار أحد الأمراء على اصطحاب عدد كبير من المرافقين.. فحصل اصطدام عدد كبير من الموكب في الخارج.. عندها كانت الكارثة الكبرى عندما أمر هذا الأمير بغلق الأبواب حتى لا يزدحم المكان بالحجاج الخارجين حتى فتح الطريق، وخروج سيارة الأمير.. عندها حصل هرج ومرج شديد.. ورأيت بأم عيني حاجة مصرية، وهي تمسك بزوجها حتى فارقا الحياة.. والله كان شيئا محزنا.. خصوصا أنه لم تأت سيارات الإسعاف إلا بعد فترة طويلة.. وظل الكثير ملقى على الأرض لفترة طويلة أيضا حتى فارقوا الحياة”.
المجلة ذكرت أن الكلام نفسه تقريبا أكده كل من الحاج حسن عبدالعال والحاجة أميرة عبدالحي في شهادتهما الموثقة ل”روزاليوسف”، بعد أيام من عودتهما من الحج.
وأضافت المجلة: "من قلب السعودية تدفقت الشهادات المطابقة لما ذكره الحجاج المصريون، حيث نشرت مي القحطاني الناشطة الحقوقية السعودية والصحفية بوكالة الأنباء العالمية "رويترز” على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك” أحد الفيديوهات لموكب رسمي طويل يضم عشرات السيارات، وأكدت أن هذا الموكب هو السبب الحقيقي وراء كارثة وفاة ألف حاج طبقا للأرقام الأولية التي أعلنتها وزارة الصحة السعودية”.
وبحسب المحرر: "كتبت القحطاني على صفحتها في يوم الكارثة: "شهود عيان من بين الضحايا الذين سقطوا اليوم من جراء التدافع في "مني” يقولون: "إن التدافع سببه ضربنا بالعصي من قبل حراس ومرافقي موكب ولي ولي العهد ابن الملك محمد بن سلمان، وأنه تم إدخال الحجاج للطرق الفرعية من أجل مرور موكب الأمير فحصل التدافع، وانتهي الأمر بموت أكثر من 850 حاجا”.
وأردفت "روزاليوسف”: "في تقرير مصور بثته قناة "النهار” الجزائرية تم توثيق شهادات الحجاج الجزائريين الذين شهدوا كارثة منى، وكشفت شهادات الحجاج أن السلطات السعودية هي من تتحمل كامل المسؤولية عن الكارثة التي وقعت، مبينين أن قوات الأمن السعودية أغلقت المدخل إلى مكان رمي الجمرات ما تسبب بازدحام كبير، وتجمع الآلاف من الحجاج الخارجين مع الواردين، ما أدى إلى تدافع الحجاج، وتهاويهم، وحدثت المأساة”.
كما أكدت شبكة "عاجل” الإخبارية السعودية – على صفحتها بموقع تويتر، في تصريحات منسوبة لشاهد عيان – أن فرقة أمنية غيرت مسار الحجاج من شارع رئيسي إلى فرعي بسبب موكب مجهول مما تسبب في حادثة تدافع الحجاج”، وفق المجلة.
وأشار كاتب التقرير، أحمد شوقي العطار، كذلك إلى ما كتبه "ذيب الحجاز العتيبي”، وهو أحد النشطاء السعوديين، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، من أن السلطات السعودية تحاول نفي خبر موكب رسمي مما أدى إلى مقتل ما يقرب من ألف حاج وإصابة أكثر من ألفين بجراح خطيرة من حجاج بيت الله”.
وقال ما نصه – بحسب المجلة المصرية- : ”حقيقة الأمر أنه في لحظة التدافع في منى قرر أن يشارك ولي ولي العهد في هذه اللحظة، فجاء بموكب رسمي كبير يضم أكثر من 200 عنصر من الجيش و150 من الشرطة، وكانوا يحيطون به من كل الجهات، ودخل بين الجمهور الحجاج، ووصل إلى مركز منى، وهنا تغيرت وجهة الحجاج، ذلك لأنه وصل عكس السير، ليصل بسرعة، ويذهب بسرعة، وحصل بعد ذلك تدافع رهيب، وأكثر من ألف حاج كانوا يضغطون مما جعل الكارثة تبدأ، وأنهى ولي ولي العهد زيارته، وانسحب، وبدأ الحجاج يضغطون، ويقعون أرضا بشكل تلقائي، وآلاف الحجاج الآخرين كانوا يدوسون عليهم، وعلى رؤوسهم وأجسادهم، وبدأ عدد القتلى يرتفع إلى أن وصل العدد إلى 900 قتيل من الحجاج والسبب يعود إلى عدم التنظيم، وإلى الموكب الرسمي الذي جاء عكس السير”.
وفي ختام موضوعها قالت "روزاليوسف”: "من الضروري أن تتمتع التحقيقات التي تجريها السلطات السعودية بشفافية ومصداقية، ومن الضروري أن تتم محاسبة المسئول عن ذلك أيا كانت نفوذه داخل المملكة، وأن تضغط الحكومة المصرية من أجل ذلك”.
النهاية