شبکة تابناک الاخبارية: يقع مرقد النبي قيدار (ع) على سفح مرتفعات بهذا الاسم في جنوب غرب قضاء خدابنده بمحافظة زنجان ً في الناحية الوسطى لشمال غرب ايران.
في كتابه المعروف بـ "بحار الأنوار"، قال العلامة الكبير محمد باقر المجلسي ونقلاً عن بعض المصادر والمراجع فيما يخصّ أجداد خاتم الانبياء محمد المصطفى(ص)، قال: ان النبي قيدار بن اسماعيل بن ابراهيم(ع) هو الجد الثلاثون للنبي الأعظم محمد بن عبدالله (ص).
كما جاء في تاريخ اليعقوبي: كان للنبي اسماعيل (ع) 12 ولداً كان أكبرهم سناً النبي قيدار (ع). وبعد ان رحل النبي اسماعيل (ع) عن الدنيا عن عمر يناهز 130 سنة و ووري جثمانه المطهر الثرى في حِجر اسماعيل بالمسجد الحرام، خلف قيدار (ع) والده اسماعيل(ع)، وبدأ دعوته الناس الى وحدانية الله سبحانه وتعالى.
من جهته، ذكر العلامة آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي (ره)، في معرض رده على سؤال عدد من الباحثين حول وجود مرقد في قضاء خدابنده بزنجان يُنسب الى النبي قيدار(ع) ، ذكر ان هذا المرقد المقدس يعود الى النبي قيدار (ع) جد النبي الكريم محمد (ص).
مفردة "قيدار" تعني في اللغة العبرية "عبدالله"؛ ومن اللافت القول ان مفردة "خدابنده" الفارسية، والمدينة المعروفة بهذا الاسم في محافظة زنجان هي معادل لـ "قيدار".
أما الطراز المعماري العام لمرقد النبي قيدار (ع) فهو عبارة عن مرقد مبني على شكل المستطيل، حيث يبلغ طوله 5/14 متراً وعرضه 30/8 أمتار، ويشتمل على ثلاثة أجزاء.
قبة المرقد وإن كانت قبة متواضعة بسيطة إلا انها شيّدت في غاية الجمال والروعة. هذه القبة التي تم بناؤها على أساس نمط معماري خاص فريدة من نوعها، وتشبه القباب التي بنيت على شكل الناقوس.
القبة والواجهة الخارجية للمرقد تفتقران الى أية زخارف وتزيينات بالقاشاني. فمعظم تزيينات هذا البناء يشمل فضائه الداخلي، حيث ازدان بالقطع القاشانية السداسية الأضلاع التي تتنوع في ألوانها الفيروزجية والبنفسجية والسوداء والبيضاء.
أما سقف الصحن ذي القبة، فتم تزيينه بتجصيصات رائعة تتمثل في أشكال ونقوش مختلفة كالورود والأشجار والأطرج والنقوش الإسليمية وصورة خيالية عن الملائكة وشجرة الحياة تحيط بها الطيور.
المدخل الرئيسي للمرقد المقدس يقع في الجهة الجنوبية، حيث تتم المراقبة عليه من خلال برجي مراقبة هناك.
هذا وتطالعنا في مرقد النبي قيدار(ع) نقوش حجرية تؤشر طرق تزيينها المختلفة وكذلك فن النحت المعماري عليها، على أن هذه النقوش تعود الى حقب تاريخية مختلفة. من أقدم هذه النقوش، نقش حجري يوجد في جنوب الصحن ذي القبة، نُحتت عليه سنة 719 للهجرة القمرية، حيث يشير الى إعادة إعمار هذا المرقد في تلك السنة، وبأمر من "بلغان خاتون" زوجة سادس السلاطين الايلخانيين "غازان خان". هذا النقش بخط الثلث وله عمق كبير.
كما يوجد نقش آخر في الصحن نفسه يؤمئ الى عمليات إعادة البناء التي شهدها هذا المرقد في عام 751 للهجرة القمرية، وذلك بأمر من تيمور الأعرج. هذا النقش منحوت بخط النستعليق والكلمات المنحوتة عليه لها عمق أقل من النقش الحجري الأول. جدير ذكره ان بعض هذه الصور يعود تاريخها الى قبل إعادة إعمار هذا البناء العريق التاريخي.
النهاية