شبکة تابناک الاخبارية: أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن هناك "تحيزاً كبيراً” ضد الإسلام والمسلمين في المواد المنشورة في صحيفة "نيويورك تايمز”، أبرز الصحف الأمريكية، من المرجح أن يدفع القارئ العادي إلى إلقاء اللوم على الإسلام والمسلمين عن أعمال عنف يرتكبها البعض.
وقال الباحث "أسد صديقي”، الذي شارك في إجراء الدراسة لحساب مؤسسة "لابس 416” البحثية: "حين بدأنا في إعداد الدراسة لم نعتقد أنه سيكون مدهشا أن الإسلام من أكثر المواضيع التي تصور بشكل سلبي في نيويورك تايمز”.
ونقلت خدمة "التر نت” الإخبارية في تقرير بموقعها الالكتروني عن "صديقي” قوله: إن "الأمر الذي فاجئنا حقا هو أنه بالمقارنة بشيء سلبي بطبيعته مثل مرض السرطان، ما زال الإسلام يصور على أنه أكثر سلبية”.
وذكر التقرير أن الإسلام صُوّر بشكلٍ سلبي في 57% من العناوين خلال فترة التحليل للدراسة، في حين بلغت النسب لمرض السرطان ومخدر الكوكايين 34% و47% على التوالي.
وفي المقابل، أشار التقرير إلى أن الديانتين المسيحية واليهودية صورتا بشكل سلبي في 37 و34 % من العناوين التي تناولتهما.
وقال التقرير إن الإسلام ذكر في 5.4 من عناوين الصحيفة يوميا في 2014، أي ما يزيد بنحو ألف بالمئة عن 2013، ومن المرجح أن تكون الزيادة مرتبطة بظهور تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، مضيفا أن نسبة العناوين السلبية المتعلقة بالإسلام والمسلمين ارتفعت بشكل كبير في 2014 إلى 68 بالمئة من العناوين التي تناولتهما مقابل 35 بالمئة في 2009.
وذكرت الدراسة أن "إظهار الإسلام بصورة سلبية هو أمر ليس بالجديد”.
وقال الباحث عويس أرشد الذي شارك في إعداد الدراسة إنه "بمرور الوقت استشرى هذا الأمر (تصوير الإسلام بشكل سلبي) بدرجة لا يمكن تجاهلها”كان هناك إدراك واضح لدى أصدقائي المسلمين بأن وسائل الإعلام مصدر للمعلومات، ولكنها معلومات متحيزة”.
وأشارت المؤسسة البحثية في تقريرها إلى أن نتائج الدراسة برهان على أن التحيز ضد المسلمين ليس قاصرا على المحافظين فقط أخذا في الإعتبار أنه "على الرغم من أن وسائل الإعلام الليبرالية أكثر دقة في تصويره (الإسلام) إلا أنها في آخر المطاف انتهت إلى ما توصل إليه الإعلام المحافظ بتصوير المسلمين باعتبارهم (الآخر).”
وبحسب التقرير، فقد حلل الباحثون أكثر من 2.6 مليون عنوان من عناوين صحيفة نيويورك تايمز المطبوعة والإلكترونية خلال الفترة ما بين عامي 1990 و2014.
وحذر التقرير من عواقب تحيز وسائل الإعلام ضد الإسلام، وقال إن "الصراعات الحالية والسياسات الأمنية التي تتبناها الدول الغربية خلال الحرب على الإرهاب غالبا ما تبرر بالإشارة إلى تهديدات يمثلها المتشددون الإسلاميون والقوى الجهادية”.
وخلص التقرير إلى أن كلمة "متشدد” هى من بين أكثر خمس كلمات ارتبطت بالإسلام والمسلمين، بينما كانت الأربع كلمات الأخرى محايدة مثل كلمة "الدولة”. ولم تكن هناك كلمة واحدة لها مدلول إيجابي من بين أبرز 25 كلمة ارتبطت بالإسلام والمسلمين.
وبحسب التقرير، فإن عناوين الصحف التي يذكر بها الإسلام والمسلمين ليست سوى جزء واحد من المشكلة، مضيفا أنه "يوجد عدد لا يحصى من المقالات التي تناولت الإسلام والمسلمين "بطريقة سلبية دون أن تستخدم أي مصطلح (سلبي) في العنوان”. لكن هذه العناوين تعززها أحيانا مقالات معادية للإسلام بصورة صريحة.
النهاية