شبكة تابناك الاخبارية : تنبأ الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة يديعوت أحرونوت رون بن يشاي بأن الهجمة التالية في أوروبا باتت في الطريق عقب تفجيرات بروكسل، في ظل أن تنظيم الدولة "داعش" يواجه ضربات متلاحقة في الشرق الأوسط، وملاحقة من قبل أجهزة الأمن الأوروبية، مما دفعه لتنفيذ هجماته الأخيرة في بروكسل وإسطنبول وسيناء، وهو ما يشير إلى امتلاك التنظيم عددا من الخلايا النائمة في أوروبا وأمريكا الشمالية، وسيقوم بتفعيلها عند الحاجة.
وقال يشاي إن إسرائيل تجري استنفارا أمنيا مكثفا حول حدودها، لأن التقدير السائد في أجهزتها الأمنية يشير إلى أن تنفيذ عملية من قبل تنظيم داعش ضدها بات أمرًا قابلا للتحقق، سواء من قبل جبهات سيناء أو غزة أو الحدود السورية، مشيرا إلى أن التنظيم يسعى لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل من خلال نشطائه الذين قد يصلون من الأردن.
وفي السياق نفسه نقل مراسل الصحيفة ذاتها أورلي أزولاي عن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قوله إن الطريق الوحيد لمواجهة العمليات التي تشهدها أوروبا هو محاربتها بصورة موحدة، رابطا بين ما وصفها بالهجمات الإسلامية العالمية وبين العمليات التي ينفذها الفلسطينيون ضد إسرائيل.
وأضاف نتنياهو أن العمليات التي وقعت في باريس وسان برناردينو وإسطنبول وساحل العاج وبروكسل، هي ذاتها ما تتعرض له إسرائيل من هجمات يومية، وزاد أن منفذي هذه الهجمات يريدون القضاء علينا والسيطرة الكاملة علينا ومطلبهم الأساسي يتمثل في أن نختفي عن الخريطة.
من جهته نقل مراسل صحيفة معاريف نوعام أمير عن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون وصفه هجمات بروكسل بأنها تمثل الحرب العالمية الثالثة وهجوما على القيم المشتركة للغرب، وهو ما يتطلب من الدول الغربية التوحد للقيام بحرب حاسمة ضد هذه العمليات.
وقال يعلون إذا لم تتم مواجهة الهجمات بالطرق المناسبة فإنها سوف تتسبب في مزيد من الدمار والخراب، معتبرا أن إسرائيل جزء من هذه المواجهة وهي مستعدة لتقديم مساهمتها فيها.
أما مراسل موقع "أن آر جي" زئيف كام فنقل عن وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلية يسرائيل كاتس مطالبته بإيجاد جبهة عالمية لمواجهة هذه العمليات، لأنها لا تفرق بين حدود وحدود، وهناك حاجة لفرض عقوبات على الجهات التي تشجع هذه العمليات من أجل توفير الردع أمام سواها من الأحداث.
وزير العلوم الإسرائيلي أوفير أكونيس من جهته اعتبر أن هذه العمليات تعتبر ضربة من قبل الجماعات الإسلامية ضد كل من يعارضها، وأنه في الوقت الذي انشغلت فيه أوروبا بمقاطعة إسرائيل ومنتجاتها جاءتها الضربات العسكرية من داخلها.
وفي الإطار نفسه اعتبرت عضوة الكنيست عن المعسكر الصهيوني كاسنيا سابتلوفا أن أوروبا تواجه تحديا حقيقيا من التطرف الراديكالي من قبل الجيل الثاني من المهاجرين، ودعت لمواجهة البرامج التعليمية والدعوات العنصرية في ضوء ما اعتبرته فشل الاندماج الكلي للمسلمين في أوروبا.
ورأى عضو الكنيست الإسرائيلي عوفر شيلح أن عمليات بروكسل غير مفاجئة، وقال عضو لجنة الخارجية والأمن البرلمانية للقناة العبرية السابعة إن المشكلة تكمن في آلاف المتطرفين المدفوعين بأيديولوجية دموية ومسلحين بجوازات سفر أوروبية، بعضهم موجودين على أراضي أوروبا وآخرون في مناطق تنظيم الدولة، وسوف يعودون إلى أوروبا في وقت ما.
ونشرت صحيفة هآرتس مقالا لجايسون بورك، قال فيه إن الهجمات في بروكسل تثبت مجددا أن التهديدات الأمنية لن تتوقف باعتقال المطلوبين لأجهزة الأمن الأوروبية، لأن ما وصفه بالتطرف الإسلامي في أوروبا ليس عبارة عن أفراد وحيدين منعزلين، وإنما مرتبطين كليا بجالياتهم، وتثبت جميع الهجمات التي نفذها تنظيم الدولة أنها نفذت من قبل أشخاص محليين.