شبکة تابناک الأخبارية: علمت شبكة راصد الاخبارية أن وزارة الداخلية السعودية استنفرت جميع قطاعاتها الأمنية في المنطقة الشرقية تحسبا لخروج تظاهرات شعبية على غرار الاحتجاجات التي أسقطت النظامين التونسي والمصري.
وقالت مصادر مطلعة للشبكة أن جميع القطاعات العسكرية في المنطقة أصدرت أوامر عسكرية قضت بمرابطة 50 بالمئة من قواها الأمنية في أماكن عملها إلى أجل غير مسمى.
ولم يتسنى معرفة ما إذا كان الاستنفار الامني الذي اتخذ قبل أيام شمل جميع أراضي المملكة أم هو مقصور على المنطقة الشرقية وحدها حيث تكمن معظم ثروة البلاد النفطية.
وفي السياق ذاته ذكرت المصادر أن السلطات الأمنية في مدينة الخبر أجهضت الأسبوع الماضي مسيرة على كورنيش المدينة قيل انها خرجت ابتهاجا بشفاء الملك عبدالله وشارك فيها عشرات الشبان.
ويقضي الملك عبدالله فترة نقاهة في المغرب اثر عمليتين جراحيتين في العمود الفقري اجراهما في الولايات المتحدة.
واقتاد عناصر الأمن جميع الشبان المشاركين في المسيرة إلى مراكز الشرطة وأجبروهم على توقيع تعهدات خطية بعدم الخروج في مسيرات قادمة قبل أن يطلقوهم بعد احتجاز قصير.
وذكر المصدر أن أجهزة الأمن سارعت لاجهاض المسيرة المؤيدة للملك تخوفا من تحولها إلى مسيرة غاضبة تحاكي الاحتجاجات التونسية والمصرية.
وكانت السلطات الأمنية أجهضت قبل نحو اسبوعين مسيرة احتجاجية شارك فيها العشرات في مدينة جدة خرجت احتجاجا على تردي البنى التحية في المدينة التي ضربتها سيول جارفة.
كما اعتقلت الشرطة أكثر من 50 امرأة شاركت في مظاهرة في العاصمة الرياض يوم السبت الماضي للمطالبة بالافراج عن سجناء اعتقلوا بدون محاكمة في اطار جهود تبذلها المملكة لمحاربة متمردي القاعدة.
وتشديد الرقابة على الشباب
وقالت مصادر مطلعة أن السلطات الأمنية شددت الرقابة الصارمة مؤخرا على المجاميع الشبابية على أرض الواقع وعلى شبكة الانترنت بما في ذلك المجموعات البريدية والمنتديات وصفحات الفيس بوك.
وإلى جانب الاعلان عن أول حزب سياسي سعودي أمس الأول لاحظ متابعون انضمام أكثر من ثلاثة آلاف مشترك في اسبوع واحد ضمن أحدث مجموعة سعودية على موقع "فيس بوك" تطالب باصلاحات جذرية في المملكة أبرزها تحويل الدولة إلى مملكة دستورية.
وتعليقا على مطالب المجموعة قالت الكاتبة وجيهة الحويدر في مقالة عبر شبكة راصد الاخبارية "اليوم اصحاب القرار في السعودية في حاجة ان ينظروا في هذه المطالب بحكمة وبجدية قبل ان يحل في السعودية ما حل بتونس ومصر".
ولاحظ شهود عيان في الأيام القليلة الماضية انتشارا ملحوظا لمركبات الشرطة في بعض التقاطعات الرئيسية في المنطقة والأماكن التي تشهد عادة تجمعات شبابية كبيرة في كورنيش الخبر والدمام والقطيف وراس تنورة والجبيل.
سي آي ايه: الزلزال المصري قد يصيب دولا عربية أخرى
وكانت السعودية استضافت الشهر الماضي الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي كما انفردت بموقف مؤيد للرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي أطيح به أمس في ثورة شعبية.
عدوى الثورة المصرية
ووصف مدير الاستخبارات القومية ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي اي ايه) ليون بانيتا الثورة الشعبية في مصر بالزلزال السياسي، وقال ان الاحباطات المكبوتة التي اثارت موجة احتجاجات الشوارع في مصر موجودة في دول عربية اخرى.
وقال بانيتا خلال جلسة استماع امام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب "اعتقد انه يكفي القول ان هناك عددا من الدول في العالم العربي تواجه نفس المشاكل".
واضاف ان من أبرز تلك المشاكل "غياب الحريات وغياب الاصلاح السياسي وعدم وجود انتخابات حرة ونزيهة، والركود الاقتصادي وتأثيرات ذلك على البطالة خاصة بين الشباب".
وتابع في رد على سؤال حول تأثيرات ذلك على السعودية "كل ذلك يعني ان علينا ان نولي اهتماما كبيرا للأمر لانني اعتقد ان العوامل التي تسببت في ما يحدث في مصر يمكن ان يكون لها تأثير على مناطق اخرى".
وقال بانيتا ان المحللين الاستخباراتيين يمكن ان يعرفوا مناطق الضعف ويبلغوا عن وقوع الزلازل "ولكنهم لا يستطيعون توقع وقت حدوث الزلزال".