شبکة تابناک الأخبارية: كان اردوغان احد مساعدي اربكان خلال تسلم الاخير منصب رئاسة الوزراء لكن الجيش أرغمه عام 1997 على الاستقالة بدعوى ضمان المبادئ العلمانية في البلاد.
ونعى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس الأحد نجم الدين أربكان، أبو الإسلام السياسي في تركيا وأول رئيس حكومة إسلامي في تاريخها، الذي توفي في وقت سابق الأحد عن عمر ناهز 85 عاما.
وقال أردوغان الذي ذاع صيته بصفته واحدا من مساعدي أربكان "كان أربكان عالما كرس حياته للمعرفة، وسنتذكره بالعرفان".
وتوفي أربكان الذي يعد مؤسس الحركة الإسلامية الحديثة في تركيا الأحد في أحد مستشفيات أنقرة بعد صراع مع المرض.
وقال أوزغون ألسيتورك -أحد أبرز مساعدي أربكان- في اتصال مع قناة أن تي في "إن تركيا فقدت أبرز شخصياتها".
وكان أربكان (85 عاما) قد نقل في يناير/كانون الثاني إلى مستشفى غوفن بالعاصمة التركية جراء إصابته بالتهاب.
وقالت وسائل الإعلام التركية إن أربكان المولود عام 1926 سيدفن الثلاثاء المقبل في إسطنبول.
وبدأ أربكان حياته السياسية بعد تخرجه في كلية الهندسة، وأصبح رئيسا لاتحاد النقابات التجارية، ثم انتخب عضوا في مجلس النواب عن مدينة قونيا، لكنه منع من المشاركة في الحكومات المختلفة بسبب نشاطه المعادي للعلمانية.
ولم يصمد حزبه (النظام الوطني) وهو أول حزب شكل في تركيا الجديدة سوى تسعة أشهر، حيث تم حله بقرار قضائي من المحكمة الدستورية بعد إنذار من قائد الجيش محسن باتور، فقام أربكان بتأسيس حزب السلامة الوطني عام 1972.
شارك أربكان في مطلع العام 1974 في حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه أتاتورك ليرعى المبادئ العلمانية.
وفي العام 1983 قام بتأسيس حزب الرفاه الوطني، وواصل جهوده السياسية حتى أفلح في الفوز بالأغلبية في انتخابات عام 1996 ليترأس حكومة ائتلافية مع حزب الطريق القويم برئاسة تانسو تشيلر.
وفي يناير/كانون الثاني 1998، قررت المحكمة الدستورية حل حزب الرفاه، بحجة أن عمله سيؤدي إلى المساس بمبادئ العلمانية، وحرمت أربكان من حقوقه المدنية.
لكن دعم الحزب الذي كان يضم اكثر من أربعة ملايين عضو لم يتبخر ببساطة، وفتح الحظر المفروض على أربكان الطريق لصعود نجم أردوغان لرفع راية حزب جديد أكثر تنظيما وهو حزب العدالة والتنمية الذي تولى السلطة عام 2002.
حكم على أربكان بالسجن عامين وأربعة أشهر عام 2002، ثم خففت العقوبة إلى الإقامة الجبرية، بعد إدانته بتزوير مستندات في إطار محاكمة ملفقه تتعلق باختلاس أموال داخل حزب الرفاه.
أسس لاحقا حزب السعادة الذي تولى زعامته من 2003 حتى 2004، ومن 2010 حتى وفاته.