۳۳۱۳مشاهدات

بعد عام على فوز ترامب.. الكل خاسر حتى الجمهوريون

ترجمة: مروة عبدالله
رمز الخبر: ۳۶۶۵۹
تأريخ النشر: 28 October 2017
شبکة تابناک الاخبارية - شفقنا: بعد وعوده الكثيرة بالفوز حد الملل، حدثت مفارقة طريفة في السياسات الأمريكية، الأطراف جميعها تعتقد أنها خسرت!

يقول «ديفيد لوتنر» في تقريرٍ له نشرته «لوس أنجلوس تايمز» إنّ الفجوة بين عدد المواطنين الأمريكيين من كافة التيارات السياسية في أمريكا، الذين يرون أن هناك مكاسب حققها أيّ طرف منذ فوز ترامب بالرئاسة وبين من يؤمنون أن الكل خاسر زادت بشكل مطرد عن العقود الماضية، يظهر ذلك من خلال نتائج دراسة حول الرأي العام في أمريكا أجراها مركز بيو للأبحاث مؤخرًا بعد مرور عام تقريبًا على فوز ترامب في سباق الانتخابات الرئاسية.

يقول «ديفيد» إن بعد عام منذ أن فاز الرئيس الذي وعد الشعب الأمريكي بأنهم مع فوزه سيفوزون كثيرًا لدرجة «الملل من الفوز»، حدثت مفارقة طريفة في السياسات الأمريكية، الأطراف جميعها تعتقد أنها خسرت.

ويضيف أن الدراسة إلى حد كبير تُعزِّز الشعور العام بأن الجميع خسروا، والذي يظهر يوميًا في الكونجرس الأمريكي. كشفت الدراسة أن أكثر من ستة من بين كل 10 مواطنين أمريكيين يقولون إنهم يعتقدون أن طرفهم خسر أكثر مما كسب فيما يتعلق بالقضايا المهمة، في حين يعتقد واحد من بين كل أربعة مواطنين أن تياره يحقق مكاسب.

اقرأ أيضًا: وقت لا ينفع الندم.. أرقام تُظهر ندمًا أمريكيًا وبريطانيًا على دعم ترامب والبريكسيت

يعتقد الكاتب أن هذا السلوك والتوجه ليس أمرًا مفاجئًا من جانب الديمقراطيين، إذ خسروا السيطرة على جميع فروع الحكومة الاتحادية الثلاث بعد تلك الانتخابات، بيد أن اللافت للنظر حقًا هو ما يعتقده الجمهوريون الذين فازوا بالانتخابات، فهم يعتقدون أن نهاية الأمر لهم كانت سيئة وليست رابحة.

تشاؤم وخسارة

يوضح «ديفيد» في تقريره أن دراسة مركز بيو للأبحاث تعد الأحدث ضمن سلسلة بحثية يعمل عليها فريق البحث على مدى ثلاثة عقود، إذ يعرضون على الناس مجموعة من الأسئلة بحيث تقسمهم تلقائيًا في مجموعات أساسية وفقًا لآرائهم السياسية. كشفت الدراسة الأخيرة عن وجود ثمانية تصنيفات للمجموعات السياسية في أمريكا، أربعة منهم جمهوريون والأربعة الآخرين ديمقراطيون، علاوة على تصنيف تاسعٍ يشمل حوالي 8% من الشعب الأمريكي، إذ يقعون تحت وصف «المتفرجين» الذين لا يشاركون فعليًا في الانتخابات أو النقاش السياسي في أمريكا.

لكن الجدير بالذكر أن من بين المجموعات الثمانية –الذين لديهم آراء حول الوضع السياسي في أمريكا– لم تكن هناك أي مجموعة يعتقد أغلب أفرادها أنهم فازوا، بالكاد شعرت مجموعة واحدة أنها حازت بعض المكاسب. ففي جانب الديمقراطيين، يؤدي الشعور بالضياع إلى غضب كبير، لا سيما مع تراجع السياسات التي تبناها الرئيس أوباما –أو من سبقوه من الرؤساء– في ظل إدارة ترامب. أما من ناحية الحزب الجمهوري، فإن الاعتقاد بأن حزبهم يخسر على الرغم من فوزه بأغلبية في الكونغرس بغرفتيه، يثير تحديات أمام المسؤولين الجمهوريين ويتطلب الكثير من الجهد للإطاحة بزعماء الحزب.

يقول «ديفيد» إن بالإضافة للأسئلة المتعلقة بالفوز التي طرحتها الدراسة، برزت نسب أخرى من الآراء المتشائمة في أحد الأسئلة حول ما إن كانت الأجيال القادمة ستكون أفضل حالا أم أسوأ؟ كانت إجابة 48% ممن شملتهم الدراسة بأنّها ستكون أسوأ، في مقابل 29% رأوا أنها ستكون أفضل، وتستمر وجهة النظر المتشائمة حول مستقبل أمريكا في الهيمنة على الرأي العام الأمريكي لأكثر من عقد الآن.

يحاول «ديفيد» تناول النتائج بشيء من التفصيل، فيذكر أن أكبر مجموعتين شملهم التصنيف في بحث مركز بيو، وهما مجموعة المحافظين المتشددين ومجموعة الليبراليين الأساسيين، يتشاركان تقريبًا نفس القدر من التشاؤمية حول آفاق وفرص الأجيال القادمة، حتى إن اختلفت أسبابهم. ففي المجموعتين، حوالي ثلاثة من بين كل عشرة يشعرون أن الجيل القادم ستكون حياته أفضل، في حين أن أكثر من النصف بقليل من مجموعة الليبراليين الأساسيين وأقل من النصف قليلا من مجموعة المحافظين المتشددين يشعرون أن حياة الجيل القادم ستكون أسوأ.

سمات كل مجموعة

يؤكد الكاتب على أن هاتين المجموعتين تشكلان ركيزتي الائتلافات السياسية للأمة، وأن واحدًا من بين كل خمسة مواطنين أمريكيين نشطين سياسيًا يقعون في قلب أحد هاتين المجموعتين، إلا أن الدراسة أظهرت أن واحدًا من بين كل أربعة من الأمريكيين الناشطين سياسيًا يقع ضمن مجموعة الليبراليين الأساسيين.

ويضيف أن أغلب مجموعة المحافظين المتشددين من الذكور البيض، ويقعوا ضمن الفئات الميسورة الحال ماليًا، إذ ذكر أكثر من نصف المجموعة تقريبًا أن عائلاتهم حققت «الحلم الأمريكي»، ويؤمنون بوجهات النظر المحافظة التي تفضِّل عادة الحكومات الصغيرة، والآراء الإيجابية بشأن التدخل الأمريكي في الاقتصاد الدولي، علاوة على أن حوالي تسعة من بين كل 10 أفراد من تلك المجموعة يشعرون بأن التمييز ضد المرأة هو أمر عفا عليه الزمن في أمريكا، وحوالي ثمانية من بين كل 10 يقولون إن أمريكا بالفعل «اتخذت التغييرات اللازمة من أجل منح السود حقوقًا مساوية»، ونسبة مماثلة تشعر أن الفضل في أن حياة «الفقراء» أصبحت أفضل بسبب البرامج الحكومية.

أما مجموعة الليبراليين الأساسيين، فتذكر الدراسة أنها أيضًا عادة ما يكون أغلب قوامها من البيض والميسورين الحال ماليًا، وأغلبهم يحملون شهادات جامعية أو درجات علمية أعلى، فضلا عن أنهم ليسوا متديّنين، وأغلبهم من سكّان الحضر. أما عن آرائهم، فتقول الدراسة إنّ لديهم اعتقادًا قويًا في أهمية شبكة الأمان الاجتماعي وأهمية التشريعات الحكومية، ويعتبرون غياب المساواة والتمييز المشكلات الكبرى التي يواجهها المجتمع في أمريكا، كما أنّ لديهم وجهات نظر إيجابية تجاه المهاجرين، ويرون أن الانفتاح على ثقافات العالم هو قيمة أمريكية جوهرية.

فجوة غير مسبوقة

يقول «ديفيد» إن في أعقاب انتخابات ترامب، أصبحت مجموعة الليبراليين الأساسيين الأنشط سياسيًّا على مستوى الأمة. شارك حوالي نصفهم بالتبرعات المالية إما لصالح مرشح أو حملة خلال العام الماضي، وشارك أربعة من بين كل 10 في التظاهرات، بينما تواصل ستة أفراد من بين كل 10 مع أحد المسؤولين المنتخبين، في حين لم تقترب أيٍّ من المجموعات السياسية الأخرى أو الائتلافات الأخرى ولو حتى القليل من نسبة المشاركة تلك، يشير الكاتب هنا إلى أن هذه الفجوة في حجم المشاركة لم توجد قبل انتخابات ترامب.

يذكر الكاتب أنه على الرغم من أن التحالفات السياسية الرئيسية ترتكز على هاتين المجموعتين، إذ توضح الدراسة أن أربعة أفراد من بين كل 10 جمهوريين هم من مجموعة المحافظين المتشددين، وأن حوالي نصف الديموقراطيين يعتبرون من الليبراليين الأساسيين، فإن كلا الحزبين يملآن صفوفهما بمجموعات صغيرة أخرى، تختلف فيما بينها في الجوانب الأساسية.

يشير الكاتب إلى أن المجموعات التي تميل لليبرالية تتشارك بشكل عام الآراء الليبرالية، ومعارضة ترامب، لكنها تختلف في درجة إيمانها بفاعلية النظام السياسي والاقتصادي للأمة، كما أنها تنقسم إلى حد ما في نظرتها للهجرة.

تباين حاد بين فِرَق الجمهوريين

لكنه يؤكد أن الاختلافات أكثر حدة في جانب الجمهوريين، خاصة فيما يتعلق بمجموعتين أطلقت عليهم دراسة مركز بيو مجموعة المحافظين الذين يضعون الأولوية للدولة ومجموعة المشككين في السوق، ولعله جدير بالذكر أن المجموعتين كان لهما دورٌ كبير في انتصار ترامب.

يحاول الكاتب تفنيد السمات المشتركة بين أعضاء كل مجموعة، فيقول إن السواد الأعظم من مجموعة المحافظين الذين يضعون الأولوية للدولة هم من المناطق الريفية وأغلبهم لم يتلق تعليمًا جامعيًا فضلا عن أنهم أكثر تدينًا وأكبر سنًا. يضيف «ديفيد» أن حوالي نصف المجموعة صرّحوا بأنهم متقاعدين. وأن شخصًا واحدًا من كل ستة يعيشون كأسرة في منزل واحد هو عضو في أحد النقابات العمالية، وهي تعد النسبة الأكبر مقارنة بكل المجموعات الأخرى، علاوة على أن التوجس من المهاجرين والتخوف من فقدان أمريكا هويتها يشكلان العنصر الأساسي في تكوينهم. ويضيف الكاتب أنهم المجموعة الوحيدة التي يقول أغلبها أن المجتمع يجب أن يردع الشذوذ الجنسي.

لكن وفقًا لما جاء في الدراسة يبدو أن مجموعة المحافظين التي تضع الأولوية للدولة هم المجموعة الوحيدة التي لديها آراء إيجابية بشأن أداء ترامب، فضلا عن أنهم المجموعة الوحيدة التي لديها آراء داعمة لطريقة تعبيره عن نفسه. حوالي النصف يوافقون على تحركات ترامب، في حين أن واحدًا فقط من بين كل ستة مواطنين على مستوى الأمة يتفقون معهم في نفس الرأي.

بينما تميل مجموعة المشككين في السوق أيضًا الى الحزب الجمهوري، لكن لأسباب مختلفة. إذ تختلف بعض سماتهم عن المجموعة السابقة؛ فهم ليسوا متدينين وغير مهتمين بالقضايا الاجتماعية، لكنهم يشككون بوجه عام في الحكومة والأعمال التجارية والنظام السياسي. يقول ديفيد: «إنهم ليسوا وَلِعين بترامب تحديدًا، إنما يعتقدون أن النظام الاقتصادي والسياسي على السواء غير عادلين، ويعتقدون أن أيٍّ من الحزبين الرئيسين في البلد لا يهتمون بالطبقة الوسطى، إلا أنهم يعدوا المجموعة الوحيدة من بين المجموعات الداعمة للجمهوريين التي تفضل زيادة الضرائب على الشركات التجارية والأثرياء».

وختامًا يصل الكاتب إلى المجموعة الأخيرة من بين المجموعات التي تميل للجمهوريين، وهي ما تدعوها دراسة مركز بيو بـ«رياديُّو الحقبة الجديدة»، وهم بصفة عامة فئة أصغر سنًّا، ومتفائلة يتعاملون باعتدال مع القضايا الاجتماعية لكنهم محافظين فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية، ومن بين كل مجموعات الحزب الجمهوري، يعدّ أعضاء تلك المجموعة الأقل تفضيلًا لترامب، ويضيف إنهم يفضلون العيش في المناطق الحضرية، فضلا عن أنهم الأقل نقدًا ومعارضة للديمقراطيين.

مترجم عن Nearly a year after Trump’s election, both sides think they’re losing للكاتب David Lauter

رایکم