۸۷۷مشاهدات

استهداف المقدسات في البحرين خطوة نحو الإنهيار

ناجي غنام
رمز الخبر: ۳۷۶۶۸
تأريخ النشر: 13 February 2018

شبکة تابناک الاخبارية: لم يعد خافياً على أحد إصرار النظام الخليفي على استهداف المقدسات والرموز الدينية للشعب البحريني من منع إقامة صلاة الجمعة في مدينة الدراز المحاصرة للأسبوع الثالث والثمانين على التوالي إلى محاصرة المرجع الديني آية الله عيسى قاسم في منزله ومنع من تلقي العلاج الضروري ومحاكمته على فريضة الخمس والحقوق الشرعية إلى منع إقامة المراسم العاشورائية وإحياء ذكرى استشهاد سبط الرسول (ص) الإمام الحسين (ع) إلى هدم المساجد والحسينيات والتي بلغ عددها حتى الآن 38 مسجداً وحسينية.

فسياسة استهداف المقدسات الدينية من قبل النظام الخليفي تأتي بهدف تكميم الأفواه وإسكات الثورة البحرينية التي تستمد عمقها ومبادئها من قيمها الدينية والمذهبية.

ولا يخفى على أحد أيضاً التوجه السعودي البحريني مؤخراً نحو التضييق على الطائفة الشيعية بشكل عام ومنعهم من ممارسة شعارئهم الدينية والمذهبية وخاصة مراسيم عاشوراء الحسين عليه السلام.

فما تقوم به السلطات السعودية في المنطقة الشرقية التي تسكنها غالبية شيعية ومنع هذه الطائفة من ممارسة حقوقها الدينية وشعائرها المذهبية يتطابق تماماً مع ما يقوم به النظام الخليفي في البحرين، بل إن النظام البحريني يستمد سياسته وممارساته من الداعم الأول له في المنطقة وهو النظام السعودي بشكل خاص.

منذ إنطلاق ثورة الرابع عشر من فبراير في البحرين تبنى النظام الخليفي توجهاً خاصاً هو توجهاً سعودياً بالأصل في إنهاء الوجود الشيعي في البحرين، وعندما لم يجد مبرراً لترحيل جميع أبناء الطائفة من البحرين سعى إلى محاربتهم واستهدافهم ثقافياً ودينياً والتضييق على شعائرهم ورموزهم الدينية من خلال منع كل ما يتعلق بالمراسم الدينية وخاصة مراسم عاشوراء وثورة الطف باعتبار إن الإمام الحسين هو رافع علم الثورة ضد الظلم والإستبداد والمطالبة بالمساواة والعدالة والقيم الأخلاقية والدينية.

فالثوار في البحرين يقتدون بالإمام الحسين كرمز لمقارعة الأنظمة الفاسدة والمستبدة كما أن الثقافة العاشورائية الحسينية تلعب دوراً مهماً وكبيراً جداً فيما يحصل في البحرين من خلال تحشيد الناس وخرجهم إلى الشوراع واستمرارهم في الثورة.

والأنظمة المستبدة بطبيعتها لا ترضى بهذه القيم والثقافة التي تنتجها كربلاء الثورة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ الإسلامي الأصيل، وفي حال رضي الحسينيون بمصادرة الأنظمة لثقافتهم الإسلامية الكربلائية وقبلوا بمحاربة هذه الأنظمة لمراسم عاشوراء فإنهم سيقبلوا أيضاً بالظلم والتعسف فيما بعد ويقبلوا أيضاً باستمرار الحاكم الظالم بالتسلط عليهم ولن يطالبوا بالعدالة والمساواة.

فالثقافة الدينية والثقافة العاشورائية الكربلائية مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالعدل والمساواة وقيم الخير والتغيير ومحاربة الظلم والفساد وهذا ما يخشاه الطغاة على مر العصور.

لكن التعرض لهذه الثقافة العظيمة ستدخل الأنظمة في أسوء المهالك والإنهيارات، وهنا يتناقل القدماء في البحرين وصية الأمير سلمان لولده الأمير عيسى (والد الملك الحالي) والتي كان يقول فيها: “إياك والتعرض لمآتم الحسين عليه السلام ومجالسه إن كنت تريد البقاء على كرسي الحكم”

رایکم