شبکة تابناک الاخبارية: ولد بصورة غير شرعية وغير قانونية ونشأ وترعرع في بيئة لا يمت لها بصلة أبداً معتمداً في وجوده على وعد بلفور الإستعماري الزائف وقرارات المحتل البريطاني وخطة التقسيم التي رسمها الغرب على أرض فلسطين المحتلة.
إنه الكيان الصهيوني اللقيط الذي نشأ على دعم الإستعمار الغربي وتشكل من خلال استجلاب قطعان المستوطنين اليهود من مختلف أنحاء العالم من أجل إسكانهم في فلسطين المحتلة وترحيل سكانها الأصليين عن أراضيهم.
وليس بعيداً عن الواقع الوصف الذي أطلقه مفجر الثورة الإسلامية في إيران الإمام الخميني الراحل رحمه الله على الكيان الصهيوني بأنه غدة سرطانية زُرعت في جسم الأمة الإسلامية داعياً إلى إستئصالها والتخلص منها إلى الأبد.
هذه الغدة السرطانية إنتقلت رعايتها ودعمها عبر الزمن من الإستعمار البريطاني إلى الولايات المتحدة التي لم تتوقف أبداً عن تقديم كل أشكال الدعم والمساندة العسكرية والسياسية واللوجيستية وراحت تضغط على الدول العربية والأطراف الفلسطينية الداخلة في عملية التسوية لقبول السياسات والشروط التي تمليها إسرائيل فيما واصلت الأطراف العربية والفلسطينية الوثوق بواشنطن واعتبارها راعياً رئيسياً لما يسمى (السلام الإسرائيلي – الفلسطيني).
إن نشأة الكيان الصهيوني وزرعه في قلب العالم الإسلامي جاء وفقاً لكذبة تاريخية اعتبرت فلسطين (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض) وإن بالإمكان العمل على التخلص من الشعب الفلسطيني إلى الأبد على شاكلة الطريقة التي نشأة فيها الولايات المتحدة عندما سعت إلى التخلص من الهنود الحمر من خلال شن عمليات إبادة جماعية وترحيل قسري للمواطنين الأصليين واستيطان القادمين الجدد في أراضيهم، وهذا التشابه في النشأة بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ودور اللوبي الصهيوني في أمريكا هو الذي جعل واشنطن تتبنى القضية الصهيونية وتدافع عنها بكل قوة.
لم يخف على احد الدور الذي كانت ولا تزال الولايات المتحدة تلعبه في منطقة الشرق الأوسط والمنحاز تماماً إلى الكيان الصهيوني وهو ما أشارت إليه الأطراف الحريصة على قضايا الأمة ومنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية مراراً وتكراراً إلا أن الأطراف التي راهنت على الدور الأمريكي اكتشفت متأخرة هذا الأمر وأعلنت إن الولايات المتحدة لم تعد راعية للسلام في الشرق الأوسط وذلك بعد إعلان حكومة ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها من تل أبيب إليها.
إن الأمة العربية والإسلامية ضاقت ذرعاً بالأوضاع المخزية التي نتجت على تخاذل الدول العربية والأطراف الفلسطينية ومراهنتها المطلقة على الدور الأمريكية وعلى عملية التسوية مع الكيان الصهيوني، هذه الأمة تسعى اليوم إلى وضع حد للإذلال وكسر الإرادات والاحتلال والاستيطان الذي تقوم به إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة والدول الغربية.
ومن هنا فإن الشعوب العربية والإسلامية عادت مرة أخرى تراهن على خيار المقاومة والتصدي للإحتلال الصهيوني ومنع كل أشكال التطبيع الذي تسعى إليه بعض الأنظمة العربية الأمر الذي يبقي الكيان الصهيوني حالة شاذة وغير طبيعية في المنطقة.
وفي هذا السياق إنتشرت قناعات داخل الأوساط اليهودية نفسها ترى إن المشروع الصهيوني أقيم في المكان والزمن الخطأ وإن فلسطين لن تصلح أبداً لهذا المشروع وكان يجب تحميل مسؤولية ما حصل لليهود في اوروبا على الأوروبيين أنفسهم وكان يجب على الأوروبيين أن يقدموا الوطن البديل ليهود العالم.
هذه القناعة دفعت بعميدة الصحفيين في البيت الأبيض الراحلة هيلين توماس إلى دعوة الإسرائيليين إلى حزم حقائبهم والعودة إلى من حيث أتوا.
إن الكيان الصهيوني هو وليد الاستعمار العالمي والحركة الصهيوني وأثرياء اليهود حول العالم وقد نجح في الإستيلاء على الأراضي الفلسطينية بفضل دعم الدول الإستعمارية وبعض حكام العرب ومن الواضح فإن الحروب العدوانية التي أشعلها هذا الكيان والمجازر التي ارتكبها بحق شعوب المنطقة والشعب الفلسطيني بشكل خاص تؤكد عدم وجود مستقبل له في هذه المنطقة.. فكيف يمكن لشعوب المنطقة أن تنسى كل الدماء التي سفكها الكيان منذ إنشاءه وحتى اليوم.