شبکة تابناک الاخبارية: بدأ الجيش الأميركي اليوم الجمعة سحب معدات عسكرية من سوريا فيما شككت روسيا بالخطوة ، وأكدت تركيا أنها ستشن عملية عسكرية في شرقي الفرات، في حين تفاءل مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون بالتوصل لاتفاق مع الأتراك في محادثات الأسبوع القادم.
وبعد أقل من شهر على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره المفاجئ سحب قواته من سوريا، أعلن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي تقوده الولايات المتحدة، اليوم بدء الانسحاب من هناك.
وقال المتحدث باسم التحالف شون راين في بيان له "بدأت قوة المهام المشتركة -عملية العزم الصلب- عملية انسحابنا المدروسة من سوريا"، رافضا إعطاء تفاصيل بشأن الجدول الزمني للعملية والمواقع أو تحركات الجنود لأسباب أمنية.
وذكرت مصادر ميدانية أن عملية الانسحاب بدأت من الرميلان بمحافظة الحسكة في شمالي شرقي سوريا.
ولدى التحالف الذي تقوده واشنطن قواعد أخرى في مناطق أخرى بشمالي شرقي سوريا وفي العراق المجاور، حيث أشار ترامب إلى أن قوات بلاده ستبقى.
وتشكل التحالف الذي يضم دولا بينها فرنسا وبريطانيا، في منتصف عام 2014 لمواجهة توسع تنظيم الدولة. ولم يتضح بعد مصير القوات التابعة لباقي دول التحالف، لكن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أكد أمس أن بلاده ستنسحب من سوريا عندما يتمّ التوصل إلى "حل سياسي" للنزاع.
ويتزامن بدء الانسحاب الأميركي مع جولة يقوم بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في الشرق الأوسط، حيث أكد من مصر أمس أن الانسحاب سيتم رغم الانتقادات الواسعة له.
وقال بولتون اليوم في مقابلة إذاعية إن المحادثات بين مسؤولين عسكريين أميركيين ونظرائهم الأتراك بشأن الأكراد وسوريا ستتواصل الأسبوع القادم، على أمل التوصل إلى نتائج مقبولة من البلدين.
وأضاف أن ترامب وبومبيو يدركان أن تركيا ملتزمة "بعدم الإضرار بالأكراد الذين قاتلوا معنا ضد تنظيم الدولة الإسلامية".
وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن شكوكها بشأن خطط الولايات المتحدة الأمريكية في الانسحاب من سوريا.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة: إنه "كما يقال في أحد أفلامنا المفضلة، يبدو أنهم يغادرون للبقاء. هذا الشعور موجود".
وشددت زاخاروفا على القول: "لا يمكنني أن أشارككم الثقة في مغادرتهم من هناك، لأننا لم نشهد الاستراتيجية الرسمية بعد".
وأشارت إلى أنه بالنسبة للجانب الروسي تبقى مسألة الانسحاب الأمريكي من سوريا مفتوحة.
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن بلاده أعدت الخطط اللازمة حيال العملية العسكرية المرتقبة شرق الفرات في سوريا.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أكار اليوم خلال تفقده ورئيس هيئة أركان الجيش التركي يشار غولر وقائد القوات البرية أوميت دوندار، الوحدات العسكرية التركية المتمركزة على الحدود مع سوريا.
وشدد الوزير التركي على أنه "سيتم دفن الإرهابيين شرق الفرات في الحفر التي حفروها في المكان والزمان المناسبين مثلما جرى خلال العمليات السابقة".
وأكد أن "الدولة التركية مصممة بكل قوة على إنهاء الإرهاب أينما كان، سواء داخل حدودها أو خارجها"، مضيفا أن "الإرهابيين هدفنا الوحيد ويعلم كل من يتحلى برجاحة العقل أنه ليس لدينا أي مشكلة مع إخواننا الأكراد الذين نحن معهم مثل اللحم وظفره".
لكن روسيا التي تشكك في الانسحاب الأميركي، ما زال لديها بالمقابل تحفظ على العملية العسكرية التركية، وقالت الخارجية الروسية إن "القوات السورية الحكومية هي من يجب أن تستعيد المناطق التي سينسحب منها الجيش الأميركي".