۱۵۲۴مشاهدات

إقالة بولتون دليل على فشل سياسة الضغط الاقصى

رمز الخبر: ۴۲۳۲۹
تأريخ النشر: 11 September 2019

أقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، مستشار الأمن القومي جون بولتون من منصبه.

وقال ترامب إنه أبلغ بولتون يوم الاثنين أن خدماته لم تعد مطلوبة في البيت الأبيض، مضيفا في تغريدة على تويتر أنه اختلف بشدة مع العديد من اقتراحات بولتون، كما فعل آخرون في إدارته.

وتابع قائلا: "سألت جون عن استقالته، التي أعطيت لي هذا الصباح.. أشكر جون جزيل الشكر على خدمته.. سأقوم بتعيين مستشار جديد للأمن القومي الأسبوع المقبل".

وبولتون هو ثالث مستشار للأمن القومي في إدارة ترامب بعد كل من "مايكل فلين" و"هربرت ماكماستر".

جون روبرت بولتون هو محامي، ومعلق سياسي أميركي، مستشار وناشط جمهوري، ومسؤول حكومي ودبلوماسي سابق، ومستشار الأمن القومي الأميركي رقم 27. بدأ ولايته كمستشار للأمن القومي في 9 نيسان/أبريل 2018. عيّنه الرئيس جورج دبليو بوش سابقا سفيرا للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة من آب/أغسطس 2005 حتى كانون الثاني/يناير 2006.

استلم بولتن مناصب عدة، لكن نجمه سطع بقوة بعد تعيينه كمستشار للأمن القومي الأميركي في عهد دونالد ترامب.

سُمي بولتون "بصقر الحرب" وهو مؤيد لتغيير النظام في إيران وكوريا الشمالية ودعا مراراً لإنهاء الإتفاق النووي مع إيران. وكان من أوائل داعمي احتلال العراق والتدخل العسكري وتغيير النظام في سوريا وكذلك في ليبيا.

ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، جون بولتون بقاتل الإتفاق النووي واكد بانه المحرض الأول في واشنطن لشن حرب ضد إيران، ووضعه ضمن فريق أطلق عليه فريق باء، ويشمل إضافة الى بولتون، كذلك بنيامين نتنياهو ومحمد بن سلمان ومحمد بن زايد، وكلهم يشتركون بوجود حرف باء في اسمائهم، فضلا عن اشتراكهم في تحريض ترامب ضد ايران.

ویرى الخبراء والمراقبون، ان هذه الإقالة دليل على فشل سياسة الضغط الاقصى ضد ايران، والتي انتهجها ترامب منذ فترة بتحريض من فريق الصقور، بمن فيهم جون بولتون.

لقد تمكنت الجمهورية الاسلامية الايرانية، ومن خلال اعتماد المقاومة القصوى في مواجهة الضغط الاقصى، ان تمتص صدمة الحظر المشدد عليها، وان تحوله الى فرصة في عدة اتجاهات. الاتجاه الاول الحد من اعتماد الميزانية العامة على العائدات النفطية، وهو الموضوع الذي طالما اكد عليه قائد الثورة ودعا الحكومات المتتالية الى تنفيذه، وقد وفر الحظر هذه الفرصة للحد من الاعتماد على عائدات النفط، وقد وصلت نسبة اعتماد الميزانية الايرانية على عائدات النفط الى اقل من 30 بالمائة.

والاتجاه الثاني تعزيز البدائل الاقتصادية عن النفط، وهي كثيرة ومتعددة، بما فيها تقوية قطاع البتروكيمياويات وكذلك تقوية اسواق المشتقات النفطية بدلا من النفط الخام، وخاصة تصديرها الى الدول المجاورة، وزيادة صادرات الغاز، فضلا عن تعزيز الصادرات غير النفطية.

والاتجاه الثالث، تعزيز التعاون مع الدول الاخرى وخاصة المنافسة لأميركا، وفي مقدمتها الصين وروسيا. وقد نقلت مصادر دولية مهتمة بشؤون الطاقة ان الصين بصدد استثمار مئات المليارات من الدولارات في القطاعات الايرانية التي قد تتضرر من الحظر الاميركي، على مدى خمس سنوات، مع تقديم ايران امتيازات خاصة للعملاق الصيني. وهذا من شأنه ان يقوض الحظر الاميركي ويجعله مجرد حبر على ورق.

ومن مؤشرات المرونة الاميركية امام ايران، اعلان وزير الخارجية الاميركي، مايك بومبيو، ان ترامب قد يلتقي مع روحاني على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة دون قيود مسبقة، في حين ان ترامب كان يضع الشروط والآن تخلى عن شروط، بينما ايران هي التي تضع الشروط لأي لقاء على مستوى قمة او دونه، واول شروطها رفع الحظر وعودة واشنطن الى الاتفاق النووي.

ويبدو ان الوقت يداهم ترامب، فلم يبق الكثير على الانتخابات الرئاسية، فإن اراد الفوز المريح لولاية ثانية فهو بحاجة الى انجاز يرفع من شعبيته المنهارة، والتي انهارت كثيرا بسبب عنترياته، فهل ستنفعه إقالة بولتون؟ وهل سيحل على امتياز من طهران؟ لا نعتقد ذلك. وسترينا الايام المقبلة مزيدا من الفشل الاميركي.

رایکم