۲۰۸۷مشاهدات

كيف تنظر "إسرائيل" إلى المظاهرات في لبنان؟!

رمز الخبر: ۴۳۰۴۱
تأريخ النشر: 20 November 2019

عادت الأمور السياسية في لبنان إلى المربع الأول بعد حرب بيانات بين رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري من جهة والتيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل من جهة أخرى، في ظل حال من الشلل التي تشهدها البلاد، حيث يستمر إقفال المصارف اليوم، على أن تعود بإجراءات أمنية وشروط في سحب الأموال من قبل المودعين.

وتكشف مصادر سياسية مطلعة أن الأزمة الحكومية باتت مغلقة في الوقت الراهن، حيث لا يمكن الحديث عن أيّ انفراج في وقت قريب، نظرًا إلى أن لا جديد على مستوى الاتّصالات السياسيّة، بعد سقوط اسم محمد الصفدي من قائمة المرشحين لرئاسة الحكومة، وتؤكد أنّ الأمور قد تكون ذاهبة إلى المزيد من التعقيد، بانتظار الوصول إلى تسوية جديدة بين القوى السياسية الفاعلة، ولا سيما أنها لا تزال المقرر الأول لهويّة رئيس الحكومة المكلّف، من دون تجاهل دور الحراك الشعبي المعنوي.

لكن هذه المصادر تؤكّد أن للأزمة الراهنة وجها خارجيا، يتمثل برغبة الولايات المتّحدة في إخراج "حزب الله من الحكومة، الأمر الذي ترى عدم امكانيّة تحقيقه من خارج الاحتجاجات الشعبية، نظرًا إلى أنه في السياسة لا يمكن أن يطالب أي فريق سياسي بذلك، لكن من بوابة التكنوقراط يمكن الوصول إلى هذه النتيجة، ولا سيما أن هذا المطلب يصور على أساس أنه مطلب المتظاهرين الأساسي، وتسأل: "هل فعلاً هذا هو ما يريده المتظاهرون، أي تشكيل حكومة تكنوقراط برئاسة الحريري"؟.

وفي هذا السياق، كتب أحد معلّقي الشؤون الأمنيّة الإسرائيليّة، مقالة بعنوان: "العيون على حزب الله كيف تنظر إسرائيل إلى المظاهرات في لبنان" أن الكيان يرى لبنان قبل أي شيء على أنه أرض حزب الله. ومن الواضح أن الحزب في الوعي الإسرائيلي، على المستوى السياسي والأمني والشعبي، هو قوة ردع استراتيجي نجح حتى الآن في كبح خيارات تل أبيب وواشنطن بإحداث تغييرات جذرية في الساحتين اللبنانية والإقليمية. كما أنه مصدر تهديد استراتيجي للعمود الفقري للكيان (البنى التحتية الاقتصادية والعسكرية والاستراتيجية).

فالاحتجاجات الشعبية والسياسية في لبنان هي بعيون إسرائيلية، مستجَدّ يمكن الرهان عليها ومحاولة توجيهها والاستفادة منها، وتحديدا في هذه المرحلة بالذات بعدما استنفدت "إسرائيل" - ومعها الولايات المتحدة - الكثير من الخيارات والأوراق الأمنية والسياسية في الساحتين المحلية والإقليمية للقضاء عليه أو إضعافه.

وما يضفي عليه أهمية، من منظور إسرائيلي، أنه أتى في لحظة مفصلية أقر بها قادة العدو وخبراؤه بأن حزب الله، وحلفاءه الإقليميين، نجحوا في فرض معادلة قيدت الكيان على المستوى الاستراتيجي، ويحققون المزيد من التقدم الإقليمي في موازاة انكفاء أميركا بعد فشل رهاناتها وخياراتها في مواجهة الجمهورية الإسلامية في إيران.

ويرى معلق الشؤون الأمنية أنه بغض النظر عما ستفضي إليه المظاهرات اللبنانية، سيبقى لبنان - من منظور إسرائيلي - قبل أي شيء (آخر) أرض حزب الله. ما يعني أن معيار الكيان الأول والأخير في هذه المرحلة التاريخية التي يمر بها الصراع في المنطقة، في الرهان والتخطيط والموقف والخيار، من أي مستجد إقليمي، هو مقدار تأثيره السلبي في من تراه تهديدًا استراتيجيّا ووجوديّا لها.

المصدر: العالم

رایکم