۱۱۹۶مشاهدات

هذا ما حدث في الجلسة المغلقة في بيت العرب!

فارس الصرفندي
رمز الخبر: ۴۳۸۵۸
تأريخ النشر: 02 February 2020

هناك في بيت العرب الجامع كما نعتها احمد ابو الغيظ والمقصد الجامعة العربية كانت تدور حكايات اخرى مختلفة عما تناقلته وسائل الاعلام. فعلى الرغم من خلع بعض وزراء الخارجية العرب برقع الحياء امام وسائل الاعلام وتحديدا وزير الخارجية البحريني ووزير الخارجية الاماراتي حاول بعض الوزراء العرب من حلفاء واشنطن ان يسيروا على قاعدة (اذا بليتم فاستتروا) وعليه القوا ببيانات تؤيد الموقف الفلسطيني الرافض لصفقة ترامب، في الجلسة المغلقة كان الحديث يختلف تماما عن الجلسة العلنية فبعض من تغنوا بالقضية الفلسطينية وبدعمهم للخيار الفلسطيني كان يعاتب الرئيس عباس لعدم قبوله التواصل مع الادارة الامريكية ورفضه الخطة جملة وتفصيلا، وبعض وزراء الخارجية العرب اعتبر الرئيس الفلسطيني يغامر بالعلاقة مع البيت الابيض مغامرة غير محسوبة النتائج، لكن محمود عباس وفي حديثه بكل صراحة امام وسائل الاعلام استطاع بشكل او باخر ان يحشر العرب في الزاوية وان يفرض عليهم على الاقل اعلاميا ان يخرجوا ببيان يؤيدون فيه الموقف الفلسطيني الرافض للصفقة، الرجل الثمانيني مازال صافي الذهن ويعرف ان من يراهن عليهم لو وصلهم الامر لباعوه وقضيته بابخس الاثمان ولذلك كان لا بد من الاعلان عن وقف العلاقة الامنية مع الاحتلال ورفضه التواصل مع الولايات المتحدة ظنا منه انه يقطع الطريق على عمليات التفاف من بعض العرب لاستكمال مسلسل التنازلات والتطبيع المجاني والذي تزايدت وتيرته في السنتين الاخيرتين، عباس لم يحمل الاحتلال المسؤولية كاملة عن الضفة الغربية والقطاع وانما القى بكلمات محسوبات في الميزان عندما تحدث عن الملف الامني الاكثر حساسية بالنسبة للاحتلال وعندما ابقى الباب مواربا مع المؤسسة الامنية الامريكية لعلمه واداراكه ان حسابات الامن تختلف تماما عن حسابات الساسة وفي الايام الاخيرة كما يبدو وصل للرئيس الفلسطيني رسائل امنية تطمئنه بان كل ما جاء في الصفقة سيكون بعده اعلامي لا اكثر، هذه الرسائل كانت من المخابرات المركزية الامريكية التي كما قيل زارت رئيستها جينا هاسبل الاراضي الفلسطينية مباشرة بعد اعلان ترامب عن صفقته المشبوهة، ورغم ان المقربين من ابي مازن قالوا ان المرأة سمعت كلاما قويا الا انها ايضا اسمعتهم كلاما يخفف من شدة التوتر ويضع الامور في نصابها، الاوراق الان اصبحت مكشوفة على الطاولة تماما وبالنسبة للقيادة الفلسطينية لن تستطيع العودة عن قرارتها التي اعلنتها امام الجامعة العربية والا فان حدث ذلك فكأنها تمنح للعرب ضوءا اخضرا كي يذهبوا مع (اسرائيل) الى اخر الدنيا في العلاقات الاقتصادية والسياسية والامنية وما اكثر الاعراب الذين يريدون هذه العلاقات ويحلمون بها، اذا من المفترض ان تكون السلطة قد بدأت مرحلة جديدة عنوانها الطلاق من الماضي واستقبال الحاضر بجمع الشتات الفلسطيني وراب الصدع واجراء انتخابات فلسطينية عامة تنهي ثلاثة عشر عاما من الصراع الداخلي، اما قناعتي الشخصية فهي ان شيئا لن يتغير على الارض لان السلطة غير معنية في التغيير او التبديل وتحاول الحفاظ على الوضع القائم لانه الاقل تكلفة.

رایکم