۱۱۸۴مشاهدات

بوريل في طهران.. فرصة لخفض التوتر أم تحرك أوروبي وفق رؤية ترامب؟

وفي السياق، فإن أقصى ما يتوقعه الباحث في الشؤون الدولية أمير علي أبو الفتوح من أول زيارة لمفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي هو إبقاء العلاقة بينهما على ما هي عليه.
رمز الخبر: ۴۳۸۸۱
تأريخ النشر: 04 February 2020

اعتبرت أوساط إيرانية زيارة مفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إلى طهران فرصة لتطبيع علاقاتها الإقليمية والدولية من بوابة الاتحاد، في حين اتهم برلماني إيراني بارز الجانب الأوروبي بالتبعية لإملاءات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

والتقى مفوض السياسة الخارجية الجديد في الاتحاد الأوروبي ظهر اليوم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في العاصمة طهران، وبحث معه القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفق ما أعلنه التلفزيون الإيراني.

ومن المقرر أن يجري بوريل في زيارته -التي تعد الأولى من نوعها إلى طهران منذ توليه منصبه- محادثات مع كل من الرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس السلطة التشريعية علي لاريجاني.

ترميم العلاقات

وينظر فريق في إيران إلى الزيارة باعتبارها فرصة طهران لترميم علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي بعيدا عن التأثير الأميركي، لا سيما أن مواقف الاتحاد الأوروبي كانت أكثر إيجابية حيال الجمهورية الإسلامية مقارنة مع أعضاء الترويكا الأوروبية منفردة.

وأشار الباحث في القانون الدولي والسياسة الخارجية الإيرانية رضا نصري إلى الدور البناء لبوريل في تمديد الإطار الزمني لتفعيل آلية فض النزاع بشأن الاتفاق النووي، وحث الطرفين الأوروبي والإيراني على استغلال الفرصة لتعزيز العلاقات وخفض التوتر بينهما.

وردا على سؤال بشأن إمكانية تراجع الجانب الأوروبي عن تفعيل آلية فض النزاع وعودة طهران إلى تنفيذ كامل التزاماتها في الاتفاق النووي؛ قال أستاذ القانون الدولي إنه عندما يسلك الجانبان الإيراني والأوروبي نهج خفض التوتر، فإنه دون أدنى شك سيتمكن السياسي الإسباني بوريل من اتخاذ خطوات بناءة في هذا الاتجاه.

وبعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واحتمالات تقرب لندن أكثر فأكثر من واشنطن في المرحلة المقبلة؛ يرى نصري أن الرئيس ترامب سيبذل قصارى جهوده للقضاء على الاتفاق النووي؛ للحيلولة دون تمتع طهران بامتيازاته بعد انتهاء الحظر الأممي للأسلحة المفروض عليها.

وحذر من مغبة تداعيات إلغاء الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015، وقال إن معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي ستشهد تغييرات أساسية عقب انهيار الاتفاق النووي، وإن مهمة التوصل إلى ميثاق بديل ستكون صعبة للغاية بسبب انعدام الثقة بين أطرافها.

بوابة أخيرة

وفي السياق، يذهب طيف في إيران إلى ضرورة التطبيع مع الدول الإقليمية؛ تمهيدا لحل الخلافات مع القوى الغربية، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي؛ لإبطال مفعول المؤامرات التي تستهدف بلادهم.

من جانبه، يرى الباحث في الشؤون الدولية علي بيكدلي أن زيارة بوريل تأتي لحث طهران على إيجاد تغييرات جزئية في سياساتها الإقليمية للحصول على مكاسب، موضحا أن الضيف الأوروبي يبحث عن ذريعة تمكنه من مساعدة طهران.

وأشار إلى أن الجانب الأوروبي يصر على البقاء في الاتفاق النووي لعدم التفريط في دوره الرقابي في البرنامج النووي الإيراني، مشبها الاتحاد الأوروبي بـ”بوابة إيران الأخيرة نحو المجتمع الدولي” التي لا ينبغي التفريط فيها.

وحض طهران علی التعاطي إيجابيا حيال المبادرات الأوروبية عبر إعادة النظر في سياساتها الإقليمية، محذرا من تضييق الخناق على بلاده في حال عدم تغيير سياساتها مع الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط.

وشدد بيكدلي على صواب السياسة الإيرانية مع المجتمع الدولي، مستدركا أن جميع مشاكل إيران الخارجية تقتصر في الإقليم، وأن هناك اعتراضا أوروبيا على سياسات طهران الإقليمية، مؤكدا أن التوافق مع الجانب الأوروبي سيمكن الإيرانيين من إبطال مفعول مؤامرات “الثالوث الأميركي الإسرائيلي السعودي”، على حد تعبيره.

ورأى أن الاتحاد الأوروبي يسعى من أجل إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، موضحا أننا بحاجة إلى إبداء ليونة تجاه الجانب الأوروبي، لا سيما في ظل المساعي الرامية إلى استقلال سياسة الاتحاد عن سياسات إدارة ترامب التي تطالبه بالتبعية العمياء.

تشاؤم وتهديد

وعلى النقيض من الطيفين الأولين، هناك من لا يعول على نتائج زيارة بوريل؛ انطلاقا من قناعته بأنها غير قادرة على تحريك مياه الاتفاق النووي الراكدة.

ولا يزور المسؤولون الأوروبيون طهران إلا من أجل الضغط عليها، وفق رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني مجتبى ذو النوري، الذي هدد باتخاذ الخطوة التقليصية السادسة في الاتفاق النووي، في حال عدم تحقيق زيارة بوريل النتائج المنشودة.

وأشار إلى أنه لا يعلق آمالا على نتائج زيارة بوريل، متهما الجانب الأوروبي بالتبعية لإملاءات إدارة ترامب؛ مما أدى بالترويكا الأوروبية إلى عدم الوفاء بتعهداتها في الاتفاق النووي، مستدركا أنه إذا كانت الزيارة ترمي إلى تنفيذ الالتزامات فإننا نرحب بها.

وفي السياق، فإن أقصى ما يتوقعه الباحث في الشؤون الدولية أمير علي أبو الفتوح من أول زيارة لمفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي هو إبقاء العلاقة بينهما على ما هي عليه.

واعتبر أن الاتفاق النووي يمثل أهم موضوع في العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي، مستبعدا أن تعدل طهران عن خطواتها الخمس في تقلیص التزاماتها بالاتفاق النووي، خاصة أن الضيف الأوروبي سيسمع عتبا إيرانيا لعجز الأوروبيين عن الوفاء بتعهداتهم في الاتفاق.

رایکم