مرة أخرى يسقط ضحايا مدنيون بفعل غارات مقاتلات تحالف العدوان على اليمن التي ارتكبت مجزرة جديدة بحق العشرات معظمهم نساء وأطفال في مديرية المصلوب بمحافظة الجوف شمالي البلاد.
هذه الجريمة او المجزرة البشعة التي تشير الاحصائيات فيها الى استشهاد ٣٢ مدنياً واصابة آخرين تأتي امتداداً لجرائم هذا التحالف منذ بدأ شن حربه العبثية على اليمن في مارس من العام ٢٠١٥ تحت تواطوء وصمت المجتمع الدولي والمنظمة الأممية، والغريب أنه وبكل وقاحة جاء بيان التحالف السعودي ليعترف بما ارتكب واعتبر ذلك خطأ عرضياً، فيما قوبلت هذه الجريمة بإدانات واسعة من القوى والأوساط اليمنية التي اعتبرتها كسابقاتها من الجرائم لن تسقط بالتقادم وتكشف الوجه القبيح والإجرامي ومدى الفشل والتخبط لهذا العدو الذي لم يبق له هدف إلا قتل واستهداف أبناء الشعب اليمني بالقنابل المحرمة دوليا وتدمير اليمن أرضا وإنسانا، فخمسة أعوام كانت ولازالت كفيلة بكشف أهداف هذا العدوان من احتلال الأرض ونهب الثروات ومسخ الهوية والدين وإحياء النعرات المناطقية والمذهبية وإغراق البلد كل البلد في أتون الفتن والمشاكل التي لا نهاية لها.
الاستهداف هذا للمدنيين في الجوف تزامن مع كثافة غارات جوية شهدتها المناطق اليمنية خلال الأيام الأخيرة وتحديدا مناطق نهم والجوف ومأرب وحجه وصعده في ظل تصعيد جنوني بالقصف الجوي والعمليات العسكرية على الأرض وتحديدا في الجبهة الحدودية ومحافظة الحديدة المتواصل قصف احياء وقرى ومناطق فيها بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا، والضحايا كذلك هم المدنيون والمنازل والمنشئات المدنية والبنى التحتية دون تحقيق أي أهداف عسكرية ملحوظة، وهذا ما دفع خبراء عسكريون لتفسير هذا التصعيد والفعل الهيستيري لتحالف العدوان بأنه محاولة لتغطية هزائمه الأخيرة في الميدان ويمثل حالة الإفلاس التي وصل إليها من خلال لجوئه لاستخدام سلاح الجو باتجاه المدنيين بعد فشله عسكرياً على الأرض وتلقيه ضربات موجعة في ميادين القتال وآخر ذلك عملية "البنيان المرصوص" التي أفضت الى سيطرة قوات صنعاء على منطقة نهم الاستراتيجية ومديريات في محافظتي الجوف ومأرب اللتان تعدان من أهم معاقل سلطة عبدربه منصور هادي وقواته.
الخسائر الكبيرة التي مُني بها التحالف السعودي وأطرافه في الداخل اليمني دفعته أيضاً -برأي البعض- إلى محاولة خلخلة الجبهة الداخلية من خلال مخططات ترمي إلى إدخال المحافظات التي تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية في حالة من الفوضى والصراع الداخلي حسب ما كشفته وزارة الداخلية بصنعاء ضمن عملية أمنية كبيرة أسمتها "فأحبط أعمالهم"، وتم الكشف فيها عن خليتين تديرهما الاستخبارات السعودية والإماراتية للقيام بأعمال فوضى وأنشطة تخريبية للإضرار بمركز الجمهورية اليمنية ومؤسساتها، ما يعني أيضا أن إحباط هذا المخطط يمثل انتصاراً أمنياً جديداً للسلطة في صنعاء ويضاف إلى انتصاراتها العسكرية، لتحضر الخشية من أن يقابل هكذا انتصار بجنون جديد لتحالف العدوان تكون نتيجته حصد أرواح الأبرياء وضحايا مدنيون جدد -لا قدر الله- كما هو ديدن هذا التحالف مع كل فشل وانكسار.