۶۰۴مشاهدات

اتفاق تاريخي بين واشنطن وطالبان وانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان خلال 14 شهراً

وبينما أنهى التحالف الدولي مهمته القتالية في 2014، لكنه أبقى آلاف العناصر تحت بند تدريب القوات الأفغانية. لكن الولايات المتحدة تابعت عملياتها القتالية الخاصة بعد تقليصها في أوقات سابقة، بما فيها الغارات الجوية.
رمز الخبر: ۴۴۲۵۱
تأريخ النشر: 01 March 2020

أعلن مسؤولون أمريكيون وأفغان أن الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو سيسحبون قواتهم من أفغانستان خلال 14 شهراً، في حال إيفاء حركة طالبان بالتزاماتها بموجب اتفاق تم توقيعه في العاصمة القطرية الدوحة اليوم.

وجاء الإعلان في بيان أمريكي أفغاني مشترك صدر في كابول.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنها كانت “رحلة طويلة وشاقة” في أفغانستان. وأضاف “لقد حان الوقت بعد كل هذه السنوات لإعادة جنودنا إلى الوطن”.

وفي كلمة في البيت الأبيض، قال ترامب إن حركة طالبان كانت “تحاول التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة منذ فترة طويلة”.

وقال إن القوات الأمريكية كانت تقتل الإرهابيين في أفغانستان “بالآلاف” ، والآن حان الوقت لشخص آخر للقيام بهذا العمل وستكون طالبان وقد تكون دولًا محيطة “.

وأضاف ترامب: “أعتقد حقًا أن طالبان تريد فعل شيء لإظهار أننا لا نضيع الوقت”، ملوحا إلى امكانية الرجوع في الاتفاق قائلا “إذا حدثت أشياء سيئة، سوف نعود بقوة مثلما لم يحدث من قبل.”

ويمهد الاتفاق الطريق نحو إحلال السلام في أفغانستان بعد أكثر من 18 عاماً من الصراع. ومن المفترض عقب ذلك، أن تبدأ محادثات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.

وجاء في البيان الأمريكي الأفغاني المشترك: “إن التحالف سيكمل سحب باقي قواته من أفغانستان في غضون 14 شهراً من نشر هذا البيان المشترك، والاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان … شريطة أن تفي طالبان بالتزاماتها”.

وكانت الولايات المتحدة دشنت عملياتها الحربية في أفغانستان بعد شهر من هجمات سبتمبر/أيلول 2001 الذي اتجهت أصابع الاتهام في تنفيذها إلى القاعدة التي كانت تنشط قيادتها في أفغانستان.

وقتل أكثر من 2400 جندي أمريكي في أفغانستان، ولا تزال هناك قوات أمريكية قوامها نحو 12000 جندي متمركزة في البلاد. وقد وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوضع حد لهذا الصراع.

كيف بدأت المحادثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان؟

تعود البداية إلى عام 2011، حين استضافت قطر قادة طالبان الذين انتقلوا إليها لبحث السلام في أفغانستان. ولكن كان مسار المحادثات متأرجحاً. ووافتتحت طالبان مكتباً سياسياً في الدوحة عام 2013 ثم أقفل في السنة نفسها وسط خلافات بشأن رفع أعلام التنظيم.

واستضافت قطر أيضاً مؤتمراً كبيراً في تموز/ يوليو خرج بخارطة طريق للسلام في أفغانستان. وضم المؤتمر مسؤولين من طالبان ومن الحكومة الأفغانية، علماً بأن الأخيرين حضروا بصفة شخصية.

وفي ديسمبر/ كانون الأول عام 2018، أعلن قادة طالبان أنهم سيلتقون بمسؤولين أمريكيين لمحاولة إيجاد “خريطة طريق للسلام”. لكن الحركة الإسلامية المتشددة استمرت في رفضها إجراء محادثات رسمية مع الحكومة الأفغانية، التي وصفتها بأنها مجموعة “دمى” أمريكية.

وبعد تسع جولات من المحادثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في قطر توصل الجانبان إلى اتفاق.

وأعلن كبير مفاوضي الجانب الأمريكي في سبتمبر/ أيلول الماضي أن الولايات المتحدة ستسحب 5400 جندي من أفغانستان خلال 20 أسبوعاً كجزء من اتفاق تم التوصل إليه “مبدئياً” مع مقاتلي طالبان.

طالبان: الحركة التي فشلت أمريكا في القضاء عليها وفاوضتها بعد 19 عاماً من الحرب

وبعد ذلك بأيام، قال ترامب إن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود بعد أن قامت الحركة بقتل جندي أمريكي. لكن في غضون أسابيع استأنف الجانبان المناقشات خلف الكواليس.

وقد وافقت طالبان قبل نحو أسبوع على “الحد من العنف” على الرغم من أن مسؤولين أفغان قالوا إن 22 جندياً و 14 مدنياً على الأقل قتلوا في هجمات قامت بها طالبان خلال تلك الفترة.

ما هي خلفية الحرب الأفغانية؟

بدأت الحرب حين شنت الولايات المتحدة غارات جوية بعد شهر من هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2011 على الولايات المتحدة. ورفضت طالبان تسليم الرجل الذي وقف خلف تلك الهجمات، أسامة بن لادن.

وانضم إلى الولايات المتحدة إلى تحالف دولي وتمت الإطاحة سريعاً بحكومة طالبان التي كانت تحكم افغانستان. فتحولت طالبان إلى حركة تمرد وشنت هجمات دامية، وزعزعت الحكومات الأفغانية المتلاحقة.

وبينما أنهى التحالف الدولي مهمته القتالية في 2014، لكنه أبقى آلاف العناصر تحت بند تدريب القوات الأفغانية. لكن الولايات المتحدة تابعت عملياتها القتالية الخاصة بعد تقليصها في أوقات سابقة، بما فيها الغارات الجوية.

مع ذلك، استمرت طالبان في كسب الزخم، وفي 2018 وجدت “بي بي سي” أنهم ينشطون في 70 بالمئة من أفغانستان.

وقتل نحو 3500 عنصر من قوات التحالف الدولي في أفغانستان منذ 2001، بينهم 2300 جندي أمريكي.

رایکم