۱۰۰۰مشاهدات

التخبط يلف تل أبيب

رمز الخبر: ۴۴۳۳۰
تأريخ النشر: 05 March 2020

إن اضطرابات النظام الصهيوني الداخلية، والتي قد تؤدي إلى الفشل في تشكيل حكومة أغلبية للمرة الثالثة؛ تُظهر أن التيارات السياسية لا تعيش حالة جيدة. يتعرض النظام الصهيوني للعديد من التهديدات الخارجية التي تفرض عليه توحيد صفوفه لمواجهتها والتصدي لها. لكن نتائج الانتخابات الماضية، أظهرت أن الأمر لا يزال غامضا ولا يمكن لأي حزب إنهاء هذا الارتباك. لم يتم حل الانقسامات الداخلية فحسب، بل أصبحت كل الأطراف أكثر ثباتا في مواقفها، وليس هناك احتمال لتوحيد صفوفها، كان نتنياهو مهتما بالفوز في الانتخابات لتطبيق اقتراح ترامب. ولكن الآن مع عجزه عن تشكيل حكومة قوية، أصبحت الخطة تحديا لنظامه، إذ لا يمكنه كحليف لترامب، من تنفيذها ولو ظاهريا.

من الواضح أن صفقة القرن ليس لها أي آفاق عملية للتنفيذ، ومختلف الأطراف، سواء الفلسطينية أو الدول العربية المجاورة لإسرائيل المشار إليها في الخطة، ليست مستعدة لتنفيذها. لم يكن الفلسطينيون والدول العربية متحمسين للحضور الشكلي في محادثات التفاوض حولها. بعد استمرار التفكك في النظام الصهيوني، يبدو أن الأمل الذي كان يحدو الأمريكيين بشأن صفقة القرن قد تبدد. ومع ذلك، ليس من الواضح ما هي إستراتيجية نتنياهو لحل الأزمات في انتخاب رئيس الوزراء. طوال حياته السياسية، نجح في التغلب على الأزمات المختلفة، وبقي في طليعة السلطة بمبادراته الخفية أو العلنية، وبإقامة احتفالات الفوز ليلة الاثنين، من المحتمل أنه قد يفكر في مبادرة للخروج من الأزمة وإقناع المنافسين بالعمل معه لتشكيل الحكومة. لكن حتى مع مثل هذه المبادرة، وبعد سنة وثلاثة انتخابات متتالية، يقف نتنياهو اليوم سياسيا حيث وقف قبل سنة وبعد سنة، عاد إلى نقطة الصفر. يبدو أن أي مبادرة لإنهاء الأزمة السياسية الصهيونية غير قابلة للتحقيق في ظل الوضع الحالي ونتائج الانتخابات.

في ظل هذه الظروف، أي خطة طموحة لنتنياهو تبدو مستحيلة. لا تسمح الظروف التي يعيشها النظام الصهيوني بقيادة نتنياهو أو غيره، بتطبيق شعارات مثل ضم وادي الأردن. قد تكون هناك إجراءات شكلية لتنفيذ الشعارات الانتخابية، لكن يبدو من المستحيل أن يتم تنفيذها في المنطقة. وحتى مجموعة القدرات التي كانت لدى النظام الصهيوني قبل معاهدة كامب ديفيد في عام 1977 لم تسمح له بتطبيق مثل هذه المناورات. لكن الحروب العديدة بين النظام الصهيوني والدول العربية وجماعات المقاومة في ذلك الوقت أظهرت أن النظام الصهيوني يعيش وضعا هشا في المنطقة وأن صورته غير القابلة للهزيمة، قد دمرت بالكامل. استجابة لهذا الوضع الهش، قدم الأمريكيون مرارا، العديد من الخطط السياسية التي قدمت بعض التنازلات للأطراف العربية والفلسطينية.

بينما تمكن محور المقاومة من تحرير بعض الأراضي المحتلة في جنوب لبنان، لم يمنح النظام الصهيوني أي من هذه التنازلات للعرب والفلسطينيين في العقود الماضية. لكن الواقع هو أنه على الرغم من رفض إسرائيل التخلي عن الأرض للفلسطينيين والعرب، فإنه ليس في وضع يسمح له الآن بتحقيق مغامراته في المنطقة. إن الشعارات التوسعية التي طرحها نتنياهو في الأشهر الأخيرة حول ضم أراض جديدة، هي شعارات انتخابية لا يمكن تنفيذها في ضوء قدرة النظام الحالية والانقسامات السياسية.

صحيفة اعتماد

رایکم