۵۳۷مشاهدات

مع ارتفاع الإصابات بكورونا.. أميركا تستعد للأسوأ

وشهدت أسواق الأسهم تراجعا تاريخيا بسبب استمرار انتشار فيروس كورونا، كما استمر انخفاض أسعار النفط والغاز بسبب قلة الطلب من أسواق شرق آسيا، وهو ما يؤشر لحدوث حالة كساد اقتصادي على مستوى واسع.
رمز الخبر: ۴۴۴۱۲
تأريخ النشر: 10 March 2020

وصل عدد حالات الوفاة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة حتى أمس إلى 14 حالة، مع تأكد إصابة 225 أميركيا بالفيروس في مختلف الولايات، في وقت تتم متابعة عدة آلاف من الأشخاص طبيا لاحتمال تعرضهم للعدوى، وسط انتقادات لإدارة الرئيس دونالد ترامب بالتباطؤ في التعامل مع الأزمة.

وإزاء المخاوف من انتشار واسع للمرض اختفت المعقمات الطبية التي تستخدم لتنظيف الأيدي، وكمامات الأنف والفم، والمناديل المعقمة التي تحتوي على الكحول من الأسواق الأميركية.

وفي ندوة عقدها “مركز التقدم الأميركي” أمس بعنوان “احتواء فيروس كورونا”، قالت جينفر نازو أستاذة الأمراض المعدية بجامعة جون هوبكنز “يجب التعامل مع قضية فيروس كورونا على أنها قضية أمن قومي”.

وحذرت من مغبة “الاستهتار بالتقارير والبيانات الطبية اللتين تدقان ناقوس الخطر من سيناريوهات مستقبلية متشائمة”.

في حين عبر الدكتور زيك إيمانويل، الباحث بالمركز مدير وحدة الصحة العامة بجامعة بنسلفانيا، عن “عدم استعداد الولايات المتحدة لمواجهة انتشار واسع ومحتمل لفيروس كورونا، وذلك على الرغم من تمتعها بأفضل المراكز الصحية والبحثية في العالم”.

وطالب المتحدثون بضرورة وضع خطط طوارئ بديلة وأن يتم التنسيق بين السلطات المحلية بالولايات والحكومة الفدرالية. واتهم المتحدثون الرئيس دونالد ترامب بـ”التردد والبطء في التعامل مع انتشار فيروس كورونا، إضافة للتقليل من خطورة الفيروس”.

كما اتهموا ترامب بعدم الإنصات لرأي العلماء والمختصين، عندما أكد في مؤتمر صحفي حول انتشار كورونا أنه يتوقع زوال فيروس كورونا في أبريل/نيسان المقبل بسبب ارتفاع الحرارة.

من ناحية أخرى، ذكرت ندا باكوس -المسؤولة السابقة بوكالة الاستخبارات المركزية- في تغريدة لها أن “الاستخبارات الأجنبية تتابع رد فعلنا على انتشار فيروس كورونا”.

وأضافت باكوس أنهم “يتابعون سوء الأداء الأميركي في التعامل مع الأزمة خاصة ما ظهر من نقص أدوات اختبار انتشار الفيروس، وعدم دقة نتائج الاختبارات الأولية، وعدم دقة تقارير أعداد الإصابات والضحايا، وبالطبع سوء التواصل بين البيت الأبيض والكونغرس حول التعامل مع الأزمة”.

طوارئ

وسجلت في ولاية واشنطن الواقعة في أقصى الشمال الغربي من الولايات المتحدة، 13 ضحية حتى أمس، وأعلنت حالة الطوارئ القصوى في الولاية، التي طالبت بمساعدات فدرالية عاجلة لمواجهة الانتشار المتسارع لفيروس كورونا.

وبعد التحقق من ثلاث إصابات بمقاطعة منتوغومري المحاذية للعاصمة واشنطن، أعلنت المقاطعة حالة الطوارئ. كما أعلنت حالة الطوارئ في ولايات نيويورك، وكاليفورنيا، وكلورادو، وبنسلفانيا.

وكثفت مقاطعات تعليمية عديدة خططها البديلة حال اضطرت للإقدام على إغلاق المدارس والجامعات. ووصلت رسائل من الإدارات التعليمية إلى ملايين الأميركيين، تشرح لهم استعداداتها للتعليم عن بُعد “أونلاين” من خلال تطبيقات ووسائط إلكترونية يتم التدريب عليها حاليا. وتسمح هذه التطبيقات باستكمال المناهج التعليمية المقررة دون الحاجة للحضور إلى الفصول والمدارس.

وأعلن وزير الصحة الأميركي أليكس عازار سعي بلاده الحثيث للوصول لعقار يوقف انتشار الفيروس. وأكد أن خطر فيروس كورونا تحت السيطرة حاليا داخل الولايات المتحدة، لكنه حذر من أن هذا الوضع قد لا يستمر على “حاله طويلا، إذ قد يتغير بسرعة نحو الأسوأ”.

تسييس

وقّع الرئيس ترامب أمس على مشروع قرار وافق عليه الكونغرس بما يشبه الإجماع وينص على تخصيص 8.3 مليارات دولار للمساعدة في مكافحة انتشار فيروس كورونا.

ويعد هذا المبلغ أكبر من المبلغ الذي طالب ترامب بتخصيصه وهو 2.5 مليار دولار، وتسبب ذلك في هجوم من الديمقراطيين عليه واتهامهم له بعدم إدراك خطورة الموقف. ورد ترامب بمهاجمة الديمقراطيين والإعلام، واتهمهما بمحاولة تسييس الأزمة، وتضخيمها للإضرار بالاقتصاد الأميركي.

وشهدت أسواق الأسهم تراجعا تاريخيا بسبب استمرار انتشار فيروس كورونا، كما استمر انخفاض أسعار النفط والغاز بسبب قلة الطلب من أسواق شرق آسيا، وهو ما يؤشر لحدوث حالة كساد اقتصادي على مستوى واسع.

وحاول ترامب حفظ ماء وجهه، وتبرع بربع راتبه السنوي لصالح جهود وزارة الصحة للتصدي لفيروس كورونا. وتبلغ قيمة التبرع مئة ألف دولار أميركي، ونشر البيت الأبيض صورة الشيك الذي وقع عليه ترامب ووجهه لصالح مكتب مساعد وزير الصحة.

وخلال زيارة إلى معامل مركز مكافحة الأمراض بولاية جورجيا أمس، عبر ترامب عن تفاؤله، وقال “سيجد الأمر طريقه إلى الحل. وحري بالجميع أن يهدؤوا، فلدينا خطط لكل احتمال، وأعتقد أن هذا هو الواجب علينا. ونأمل ألا يطول الأمر كثيرا”.

رایکم