۸۰۹مشاهدات

واشنطن بوست: احتضان ترامب لمحمد بن سلمان يكلفه الكثير الآن

ويختتم الكاتب بأن ترامب أرسل الآلاف من جنوده للدفاع عن حقول النفط السعودي أمام الهجمات الإيرانية، بيد أنه بقي سلبيا بشكل غريب عندما عمل بن سلمان بشكل متكرر ضد المصالح الأميركية.
رمز الخبر: ۴۴۵۳۵
تأريخ النشر: 17 March 2020

يقول الكاتب جاكسون ديل في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن احتضان الرئيس الأميركي دونالد ترامب لولي العهد السعودي محمد بن سلمان يكلفه الكثير الآن.

ويضيف أن ترامب ارتكب أحد أكبر أخطاء رئاسته في ربيع عام 2017 عندما عرض احتضانا غير مشروط لولي العهد السعودي محمد بن سلمان (31 عاما) وتبنى توجهاته وسياساته لمواجهة إيران بقوة.

وبعد مرور ثلاث سنوات، بات خيار ترامب مكلفا بشكل أكبر، يقول الكاتب، مضيفا أنه لئن ساهمت استجابة ترامب البطيئة إزاء فيروس كورونا في تسريع وتيرة تراجع سوق الأسهم، فإن اضطراب الأسواق كان مدفوعا أيضا بتحركات ولي العهد السعودي المتهورة في الآونة الأخيرة.

اتصال ترامب

ويقول الكاتب إن بن سلمان قرر -على عكس نصيحة وزرائه- إغراق الأسواق بالنفط السعودي الرخيص، مما تسبب في انخفاض السعر العالمي وتعريض صناعة النفط في الولايات المتحدة للخطر.

وهذا ما يفسر سبب الاتصال الهاتفي الذي أجراه ترامب بمحمد بن سلمان الاثنين الماضي حيث بدأت الأسهم بالانخفاض.

وبحسب الكاتب، فإنه من السهل تخمين أن رسالة الرئيس تشبه البيان العام لوزارة الطاقة في بلاده، والتي شجبت محاولات لاعبين دوليين التلاعب بأسعار النفط.

غير أن بن سلمان لم يأبه لما يقوله ترامب، بل إن وزير النفط السعودي أعلن عن زيادة كبيرة أخرى في إنتاج النفط، الأمر الذي أدى إلى انخفاض قيمة الأسهم مرة أخرى.

ثم جاء الهجوم الصاروخي الذي يعتقد أن مليشيا مدعومة من إيران شنته على قاعدة في العراق، مما أسفر عن مقتل وإصابة جنود أميركيين، الأمر الذي أدى إلى دوامة من الغارات الأميركية والهجمات الصاروخية من جانب المليشيات، وأعاد ترامب إلى حافة الحرب مع إيران.

دفاع ترامب

ويشير الكاتب إلى أن ترامب سبق أن دافع بعناد عن بن سلمان إزاء عدد من المغامرات، ومن بينها الحرب الكارثية في اليمن، والحصار الفاشل لدولة قطر، وجريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية في إسطنبول.

ويقول الكاتب إن وعد بن سلمان لترامب بالمشتريات السعودية الكبرى للأسلحة الأميركية لم يتحقق، وإن مكافأة ترامب من جانب حليفه التي يفترض أن تكون كبيرة في وقت الحاجة القصوى كانت تقلب الأسواق الأميركية ومقتل الجنود الأميركيين.

ويضيف أن السعوديين يزعمون أن بن سلمان لا يسعى عمدا إلى تخريب العلاقة مع ترامب، ويقولون إن الشجار الحقيقي لولي العهد السعودي هو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي رفض الموافقة على اقتراح سعودي بخفض إنتاج النفط لتحقيق الاستقرار في الأسعار، مما دفع أرامكو السعودية إلى ضخ المزيد من النفط في الأسواق لخفض الأسعار.

حماية السفن

ويضيف الكاتب أن ترامب سبق أن وضع إعلانا في نيويورك تايمز عام 1987 يشير فيه إلى السعودية، حيث يقول إن وجودها يعتمد على الولايات المتحدة، وإن العالم يضحك على السياسيين الأميركيين أنهم يحمون السفن التي لا يملكونها والتي تحمل النفط الذي لا يحتاجونه والموجهة إلى الحلفاء الذين لا يساعدون الولايات المتحدة.

ويوضح أن السعودية لا تزال تعتمد على الولايات المتحدة من أجل بقائها، وأن القوات الأميركية لا تزال تحمي الناقلات التي تحمل النفط السعودي في الخليج، على الرغم من أن الولايات المتحدة تحتاج إلى نفط مستورد أقل بكثير مما كان عليه في عام 1987.

ويختتم الكاتب بأن ترامب أرسل الآلاف من جنوده للدفاع عن حقول النفط السعودي أمام الهجمات الإيرانية، بيد أنه بقي سلبيا بشكل غريب عندما عمل بن سلمان بشكل متكرر ضد المصالح الأميركية.

رایکم