۸۵۲مشاهدات

فاتورة القتلی في امريکا 1.7 مليون وفاة!

رمز الخبر: ۴۴۷۴۹
تأريخ النشر: 29 March 2020

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين الماضي، أنه سيسعى إلى “إعادة فتح أجزاء كبيرة من البلاد” وإنهاء حالة الإغلاق العام فيها بحلول عيد الفصح 12 إبريل/نيسان، بهدف التخفيف من حدة الآثار الاقتصادية الناجمة عن جائحة فيروس “كوفيد 19″، وهي خطوة يقول خبراء الصحة العامة إنها تنطوي على خطر التسريع من انتشار الوباء. وشدد ترامب في تصريح آخر على ضرورة عودة الحياة الاقتصادية، مضيفاً أن “معالجة الأزمة لا يجب أن تكون بشكل يضر الشعب الأمريكي أكثر من الأزمة نفسها”.

ردُّ الأمريكيين على ترامب كان سريعاً وغاضباً، فخلال اليومين الماضيين تصدر وسم “لن نموت من أجل وول ستريت” قائمة الأكثر تداولاً في أمريكا، وعبّر من خلاله نشطاء عن استيائهم من أولويات الرئيس التي تضع سوق الأسهم فوق حياة المواطن الأمريكي وسلامته، ومن سياساته التي توجّه الدعم الحكومي للشركات والمؤسسات المالية الكبرى على حساب المواطن.

فما هو إذاً السيناريو الأسوأ الذي قد يحمله الإسراع بتخفيف القيود المتعلقة بالحظر والإغلاق العام الولايات المتحدة؟ ولماذا من الخطأ الاعتقاد بأن العلاج أسوأ من المرض؟

هل سيكون من الممكن “إعادة فتح البلاد” في غضون أسبوعين؟

يقول الدكتور غريغوري بولاند، وهو خبير لقاحات وطبيب الأمراض الباطنية في مؤسسة “مايو كلينك” الأمريكية، لصحيفة The Guardian البريطانية: لن نعيد فتح أبوابنا في شهر أبريل/نيسان. فنحن نتابع تزايد عدد الحالات الجديدة في الولايات المتحدة بنسبة 50% تقريباً كل يوم. وما نراه هو انعكاس للحالات التي انتقلت إليها العدوى قبل أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وهو ما يعني أن أياً كان ما تراه الآن، فإن الإصابات ستزداد وتشتد سوءاً إلى حد كبير في غضون أسابيع قليلة.

أمام الدكتور روبرت جي كيم فارلي، وهو بروفيسور متعدد التخصصات في أقسام علم الأوبئة وعلوم صحة المجتمع في كلية الصحة العامة بجامعة كاليفورنيا، فيقول: “نريد أن نتجنب ما أسميه الموجة الثانية من انتشار الفيروس. وهذه الموجة ستقع لا شك إذا أسقطنا دفاعاتنا، وعلى رأسها استراتيجيات الانعزال جسدياً، قبل الأوان”.

يضيف فارلي: “من المحتمل أن تكون هناك إمكانية لنكون أكثر تمييزاً ودقة فيما يتعلق بمنهجية العزل الجسدي، وأن يُتاح لنا بمجرد توسيع نطاق الاختبارات، أن نضمن حقاً أن مناطق [معينة] لن يحدث بها انتقال مجتمعي للفيروس، ليمكن حينها السماح بعودة أفراد تلك المناطق إلى أعمالهم. ومع ذلك فإن هؤلاء [يجب أن يكونوا] تحت المجهر. وسيتعيّن على مسؤولي الصحة العامة إخضاعهم للاختبارات على نحو متكرر للتأكد من عدم وجود إمكانية لتفشي الفيروس في تلك المناطق.

بيد أنه في مدننا ذات الكثافة السكانية العالية، مثل لوس أنجلوس أو نيويورك، تلك الأماكن التي شهدت بالفعل ارتفاعاً حاداً في معدلات الإصابة بالفيروس، لن يكون من المناسب من جهة أننا نتعامل مع وباء، ومن وجهة النظر الصحية العامة، البدءُ في التراخي بشأن أي من تدابير التباعد الجسدي ونحن لا نزال نشهد زيادة واسعة في تفشي الإصابات بالمرض.

أطباء يحذرون ترامب.. إذا أعيد فتح البلاد، فما الذي قد يحدث؟

يقول د. بولاند: لا معنى لتخفيف القيود خلال انتشار الوباء. هذا يعني أنك تختار الاقتصاد أساساً على حساب حيوات الناس. لنفترض أنك تعيش في مجتمع به مستشفى بسعة 200 سرير، ولديك من خمسة إلى 10 أسرَّة للعناية المركزة، نصفها يُستخدم للنوبات القلبية وغيرها من الحالات الحرجة، وربما لديك خمسة أسرَّة وخمسة أجهزة تنفس صناعي، فإنك إذا كنت تستقبل حالة واحدة في الأسبوع، يمكنك تقديم رعاية طبية رائعة، أما إذا كنت مضطراً إلى قبول 20 أو 50 أو 100، فإن معدلات الوفيات سترتفع ارتفاعاً كبيراً.

هذه الأوضاع تعني أن المستشفيات قد غُمرت وفاقت الحالات المصابة طاقتها الاستيعابية، وأن تكتظ ممرات المستشفيات بعربات المرضى الذين يتساقطون في أروقتها خلال انتظارهم الحصول على الرعاية الطبية، وألا نجد عدداً كافياً من أجهزة التنفس الصناعي أو السوائل الوريدية أو الأطباء والممرضات. إنه سيناريو لا تود أن تراه أبداً. ومن ثم فإن عودة الجميع إلى العمل، تعني موت الناس بأعداد كبيرة.

كم عدد الحالات التي قد نراها إذا لم نتدخل على النحو المناسب؟

يقول د. بولاند: نشرت المؤسسة الطبية الأمريكية “مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها” (CDC) ما تعتقد أنه قد يكون أسوأ سيناريو: 160 إلى 210 مليون شخص مصاب بحلول ديسمبر/كانون الأول المقبل، ومليون حالة أُدخلت إلى المستشفيات، وما بين 200 ألف إلى 1.7 مليون حالة وفاة. كما ذهبت كلية إمبريال الطبية بإنجلترا بالفعل إلى توقعات مخيفة، أبرزها أنهم يتوقعون ارتفاع الحالات المطلوب استقبالها ثمانية أضعاف ما يمكن للنظام الطبي استيعابه.

متى يمكننا التخفيف من الإجراءات المتعلقة بالتباعد الجسدي بين الأفراد؟

يقول د. كيم فارلي: سيتعين علينا أولاً توسيع نطاق الاختبارات إلى حد كبير، لكي يمكن لنا أن نعرف حقاً احتمالات انتشار الفيروس في المجتمع، وليس فقط الحالات التي ظهرت عليها [الإصابة]، لكن حتى ما قد يحدث دون انتباه منا. وبمجرد أن نعتقد أن لدينا فهماً جيداً لطبيعة انتقال المرض ومن قد يصاب به، يمكننا عزل هؤلاء الأشخاص ودوائرهم القريبة. وعندما نصل إلى نقطة نعتقد عندها أن بإمكاننا احتواء المرض حقاً، أعتقد أنه سيكون الوقت المناسب لبدء تخفيف القيود المتعلقة بالمسافات والتباعد الجسدي بين الأفراد.

ماذا يقول الأطباء للناس الذين يعتقدون أن التباعد الجسدي والإغلاق العام أسوأ من المرض؟

يقول د. كيم فارلي: يجب أن نتجنب أي خطأ فيما يتعلق بحماية الحياة البشرية. ومن ثم لا يجب أن نتسرع في العودة إلى العمل الاعتيادي مخاطرين بالاستعداد المناسب لموجة ثانية. إذ قد تكون تلك الموجة كارثةً حقيقية تفضي إلى تعريض كثير من الأرواح لخطر داهم.

ويؤكد د. بولاند: أقول للناس، ادخلوا على شبكة الإنترنت، ابحثوا عن السباح الجنوب الإفريقي الحائز على الميدالية الذهبية الأولمبية [كاميرون فان دير بورغ]، شاهدوه وهو يقول إنه لم يسبق له أن تعرض لشيء بهذا القدر من الألم في حياته. انظروا إلى صور الشباب على أجهزة التنفس الصناعي، وهؤلاء الذين ماتوا بالفعل جراء الإصابة بذلك المرض.

نحن نلعب على الاحتمالات. دعني أعبر عن الوضع بتلك الطريقة: إذا كان لدي مسدس تسع خزنته 100 طلقة، ومع ذلك فلديّ طلقة واحدة، فهل أنت على استعداد للمغامرة بذلك الاحتمال واللعب؟ هل أنت على استعداد للسماح بأن تكون هذه الرصاصة من نصيب أختك، أو زوجتك، أو أمك؟

رایکم