۱۲۹۳مشاهدات

هل بات ترامب محاصرا من الجنرالات والدولة العميقة؟

رمز الخبر: ۴۵۷۳۹
تأريخ النشر: 07 June 2020

نشر موقع “إنسايد أوفر” في نسخته الإيطالية تقريرا، سلّط فيه الضوء على الصراع المحتدم بين الدولة العميقة في الولايات المتحدة وإدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي بلغ ذروته بعد موجة الاحتجاجات الأخيرة عقب مقتل جورج فلويد.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته “عربي21″، إن تباين الرؤى بين البيت الأبيض وبقية مؤسسات الدولة يُعد أمرا طبيعيا في الولايات المتحدة، لكن لم يحدث سابقا أن حصل صدام حول عدة ملفات بالشكل الصارخ الذي تشهده البلاد حاليا، وبالأخص فيما يتعلق بانسحاب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط، ورد فعل إدارة ترامب بعد حادثة مقتل جورج فلويد، وطريقة تعاملها مع المظاهرات التي تجتاح البلاد وتُخلّ بالنظام العام في العديد من المدن.

مقتل فلويد وقمع الاحتجاجات
اعتبر الموقع أن ما يحدث في الولايات المتحدة حاليا هو “انتفاضة جنرالات” ضد ترامب. كانت البداية يوم الأربعاء حين خالف وزير الدفاع مارك إسبر وجهة نظر رئيسه، معلنا عدم تأييده استخدام القوة في قمع الاحتجاجات.

وأكد إسبر أنه ” لا يجب استخدام الجيش إلا كملاذ أخير، وفي حال أصبح الوضع حرجا للغاية”. وفي اليوم نفسه، ذكّر الجنرال مارك ميلي رئيس أركان الجيش الأمريكي السابق القادة العسكريين بأنهم أقسموا على حماية دستور الولايات المتحدة، وحماية “الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي”.

بدوره، صعّد جون ألين مدير، معهد بروكينغز، والقائد السابق لبعثة الناتو في أفغانستان، من حدة خطابه قائلا، في افتتاحية نُشرت في مجلة فورين بوليسي، إن “يوم الاثنين كان يوما مروعا للولايات المتحدة وديمقراطيتها”، موضحا أن “دونالد ترامب ليس متدينا، ولا يحتاج إلى الدين، وهو ليس مهتما بالمتدينين إلا في حال استفاد منهم في تحقيق أهدافه السياسية. ونحن نعرف لماذا فعل كل ذلك يوم الاثنين”.

وأضاف الموقع أن ترامب تعرض أيضا لانتقادات لاذعة من جيمس ماتيس وزير الدفاع السابق في إدارته، إذ اتهمه بأنه أول رئيس أمريكي لا يعمل على توحيد الشعب، بل يحاول تقسيمه.

رد ترامب على انتقادات وزيره السابق، وذكّره بأنّه “عُزل” من منصبه، لكن جون كيلي رئيس موظفي البيت الأبيض السابق في إدارة ترامب دافع عن ماتيس، مؤكدا لصحيفة واشنطن بوست أن الرئيس لم يعزله ولم يطلب استقالته، واعتبر أن ماتيس “رجل شريف”.

في مواجهة الدولة العميقة
أكد الموقع أن دوائر صنع السياسة الخارجية الأمريكية ومؤسسات الدولة العميقة لم تستسغ أبدا فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة. وكما يوضح الأستاذ بجامعة هارفارد، ستيفن والت، في كتابه “جحيم النوايا الحسنة”، فإن هذه النخبة تضم مسؤولين حكوميين ومسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية ومفكرين استراتيجيين وأساتذة علاقات دولية وجنرالات متقاعدين، وجميعهم اتحدوا ضد دونالد ترامب حتى قبل أن يستقر في البيت الأبيض.

في سنة 2018، أدى قرار دونالد ترامب بسحب التصريح الأمني من مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق جون برينان، ومنعه من الوصول إلى بعض الوثائق السرية، إلى حالة من السخط بين قادة الأجهزة الاستخبارية وكبار الضباط.

حينها، كتب الأدميرال ويليام ماكرايفن، الذي أشرف على عملية اغتيال أسامة بن لادن سنة 2011، افتتاحية في صحيفة واشنطن بوست، هاجم فيها ترامب بشدة، وطلب منه سحب تصريحه الأمني مثلما فعل مع برينان.

وبالإضافة إلى ماكرايفن، وقّع 15 من أبرز مسؤولي أجهزة الأمن والاستخبارات عريضة، دافعوا فيها عن برينان، من بينهم ضباط كبار مثل ديفيد بتريوس القائد السابق للقوات المشتركة في أفغانستان، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية في عهد أوباما، وروبرت غيتس، الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية في إدارة جورج بوش.

وحسب الموقع، فإن تلك الواقعة مثّلت واحدة من أخطر اللحظات في فترة رئاسة ترامب، ووضعته في مواجهة مباشرة مع الدولة العميقة وكبار الجنرالات، لكن من الواضح أنها لن تكون المواجهة الأخيرة ما دام ترامب في منصبة.

رایکم