يصاب المرء بالدهشة وهو يلاحظ التنسيق اللافت بين ابواق الفتنة والمواقع الالكترونية التابعة للتحالف الامريكي الصهيوني العربي الرجعي واذنابه داخل العراق وخارجه من دواعش وبعثية، في تناول خبر الاعتداء الذي تعرض له الحشد الشعبي ليلة الخميس الماضي في بغداد، حيث مازالت هذه الجهات الحاقدة، تجتر خبر وكالة "رويترز" البريطانية رغم انكشاف الكذبة الكبرى التي دستها بالخبر، دون اي احترام لعقل المخاطب.
يتكشف الدور الفتنوي لرويترز بشكل سافر عندما تتناول هذه الوكالة البريطانية الاخبار المتعلقة بايران والعراق ولبنان وسوريا واليمن وبمحور المقاومة بشكل عام، فهي تحاول ان توحي بوجود "علاقة مبنية على اسس طائفية" تربط بين ايران وفصائل المقاومة، من خلال تكرار الوكالة لـ"لواحق" مثل "الموالية لايران" و "المدعومة من ايران" و "المقرب من ايران" و..، تلحقها كلما ذكرت حزب الله وحركة انصار الله والحشد الشعبي، لخلق صورة ذهنية لدى المخاطب بوجود تلك العلاقة الطائفية.
اللافت ان هذه "اللواحق"، "الموالية لايران" و "المدعومة من ايران" و "المقرب من ايران" و..، تختفي كلما تذكر رويترز حركة المقاومة الاسلامية حماس، وحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين وكل حركات المقاومة الاخرى في فلسطين، لان هذه "اللواحق" لا يمكن ان تقنع المخاطب لعدم وجود توافق طائفي، رغم ان ايران تدعمها بقوة.
من الممارسات الفتنوية الاخرى لرويترز، وباقي الابواق التابعة للتحالف الامريكي الصهيوني العربي الرجعي، انها لا تذكر اي "لواحق" عندما تذكر القاعدة و"داعش" وجبهة النصرة وهيئة تحرير الشام وبقي الجماعات الوهابية التكفيرية الاخرى التي تعيث في ارض العرب والمسلمين فسادا، رغم ان داعميها ومموليها ومشغليها معروفون للقاصي والداني، الا ان المخاطب لا يجد لهم من اثر على رويترز وابواق الفتنة الاخرى، بل ان هذه الابواق تتمادى في حقدها الى الحد الذي تحرف اسماء فصائل المقاومة، حيث تتحول فصائل المقاومة الى "ميليشيا" ، وحركة انصار الله الى "الحوثيين" ، اما داعش فهي "الدول الاسلامية" ، والجماعات التكفيرية "ثوار" و "مسلحين" و "سنة مهمشين".
آخر ما افرزته رويترز من اكاذيب لضرب محور المقاومة، خدمة لمشغليها من الصهاينة، والتي كررتها ابواق الفتنة الامريكية الصهيونية السعودية واذنابها في العراق وخارجه، كانت كذبة "وجود ايراني" بين ابطال الحشد الشعبي الذي اعتقلتهم "قوات مكافحة الارهاب"!! العراقية ليلة الخميس لدى مداهمتها مقرا للحشد الشعبي جنوب بغداد.
اذا ما مررنا مرور الكرام من امام اسطوانة رويترز المشروخة بإلصاق "الموالية لايران" بفصائل الحشد الشعبي للتشكيك بولائه للعراق، الا اننا سنتوقف امام كذبتها التي دستها في الخبر من خلال "نقل قول" عن "مسؤول حكومي" مجهول، حيث كتبت تقول:"وقال مسؤول حكومي لرويترز إن أحد الزعماء الثلاثة المحتجزين في المداهمة إيراني"!!.
رغم ان وجود ايراني بين ابطال الحشد الشعبي ليس بـ"تهمة"، فدماء الايرانيين اختلطت بدماء العراقيين لدى تصديهم للزحف الوهابي التكفيري المدعوم من الثنائي الامريكي الاسرائيلي، وكان اخر الدماء الايرانية الزكية التي اختلطت مع الدماء العراقية الطاهرة ، دماء الشهيد القائد قاسم سليماني، الذي استشهد مع القائد الشهيد ابو مهدي المهندس، ولكن حقيقة الامر لم يكن هناك اي ايراني بين ابطال الحشد الشعبي الـ14 الذي اعتقلتهم قوت مكافحة الارهاب العراقية، كما لم يكن هناك اي قائد من قوات الحشد الشعبي بين المعتقلين اصلا كما كذبت رويترز.
دس بوق الفتنة رويترز للكذبة في الخبر بتلك الطريقة الحاقدة وتكرارها من قبل ابواق الفتنة العربية والعراقية الممولة من قبل التحالف الامريكي الصهيوني العربي الرجعي، يكشف للعراقيين حقيقة في غاية الاهمية مفادها؛ ان العلاقة التي تربطهم بايران هي مصدر قوة لهم كما هو الحشد الشعبي، لذا عليهم الا يفرطوا بعلاقتهم بايران ولا بحشدهم الذي لم يرفع رؤوس العراقيين فقط بل رؤوس كل احرار العالم عندما تصدى نيابة عن الانسانية جمعاء لوحوش "داعش" الكاسرة المدعومة والممولة من نفس التحالف الذي تكرر اليوم ابواقه كذبة وجود "ايراني" بين ابطال الحشد الشعبي رغم انكشافها.