شبکة تابناک الاخبارية: اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين 21 أيلول/سبتمبر، الناشط الفلسطيني خيري حنون (61 عامًا)، والذي اعتدى عليه جنود إسرائيليون قبل ثلاثة أسابيع بشكل وحشي.وذكرت وسائل إعلام فلسطينية وناشطون، أن قوات الأمن الإسرائيلية اعتقلت خيري حنون من منزله في بلدة عنبتا بطولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة؛ وذلك بسبب مقابلاته الصحفية التي يتحدث فيها عن الاعتداء عليه من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي تداولت مقاطع فيديو وصورًا يظهر من خلالها جندي إسرائيلي يجثو بركبته على رقبة المسن الفلسطيني خيري حنون ويشل حركته بعد أن ألقاه على الأرض، وذلك خلال مشاركته بتظاهرة في 1 أيلول/سبتمبر، تندد بضم قطعة أرض في طولكرم بهدف إنشاء منطقة صناعية عليها.
وحصل الفلسطيني خيري حنون على تعاطف محلي ودولي، بعدما انتشرت الصور والفيديوهات بشكل كبير على وسائل الإعلام ومواقع التواصل.
الطريقة الوحشية التي تعامل بها الإسرائيليون مع “حنون”، أعادت إلى الأذهان جريمة قتل جورج فلويد، الأمريكي من أصول أفريقية، الذي قتل على يد شرطي في مدينة مينيابولس بولاية مينيسوتا الأمريكية.
وقال “حنون”، في تصريحات لوسائل إعلام، تابعها شفقنا، إنه كان يحاول إبعاد سلاح أحد الجنود حين رآه يصوبه باتجاه أطفال كانوا بالمكان، فاعتدى عليه الجنود الإسرائيليون وأصابوه بالرضوض والاختناق.
وبعث “حنون”، رسالة إلى المطبعين قائلًا : ” عار عليكم أن تروا هذا الإجرام وتباركوه، أنتم شركاء، وتصبحون شركاء.. الاحتلال يقتل بسلاحكم ويقتل بأموالكم”.
وفجر اعتقال خيري حنون، غضبًا واسعًا على موقع تويتر، الأمر الذي اعتبره مغردون جريمة بحق فلسطيني أعزل يدافع عن حقه المشروع في رفض الاحتلال، مؤكدين أن الاحتلال الإسرائيلي تشجع بشكل أكبر في جرائمه ضد الفلسطينيين بعد التطبيع الإماراتي والبحريني، الذي يشكل موافقة من جانب بعض الأنظمة العربية على أذى الفلسطينين.
من جانبها، نشرت الصحفية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة، صورة الاعتداء على حنون، وعلقت قائلة: ” قوات الاحتلال تعتقل الناشط الفلسطيني #خيري_حنون صباح اليوم، إسرائيل مصرة أن تذكر العالم بهذه الصورة، واعتقال هذا الرجل بعد أن وصلت صورة الاعتداء عليه أقاصي العالم”.
وقالت غادة عويس، المذيعة بقناة الجزيرة : “هذه هي الحقيقة ولا شيء غيرها: مجرم محتلّ مسلّح يعتقل ويقتل و ضحية فلسطيني أعزل يقاوم، والتطبيع العربي مع الاسرائيلي هو مشاركة القاتل في جريمته والتغطية عليها، أما من يريد السلام فيسعى إلى ردّ الحق لصاحبه الفلسطيني وهذا أضعف الإيمان ..غير ذلك هراء وخيانة وغدر وسفالة..#فلسطين_المحتلّة”.
وتابع الكاتب الأردني ياسر الزعاترة : ” قوات الاحتلال تعتقل المسن الفلسطيني، والأسير المحرر (خيري حنّون) الذي سمّاه البعض “فلويد فلسطين”، وذلك ضمن وجبة اعتقالات الليلة الماضية..غزاة جبناء، يرعبهم الطفل والشيخ، وترعبهم المرأة، فضلا عن سواعد الشبان..لولا بؤس قيادي فلسطيني، ووضع عربي رسمي أكثر بؤسا، لاختلف المشهد برمته”.
ونشر العقيد الأردني المتقاعد محمد علاء الدين العناسوة، مداخلة هاتفية لخيري حنون، مع قناة تليفزيونية تحدث من خلالها عن إصراره على مواصلة النضال ضد المحتل الإسرائيلي، وأشار إلى أنه سوف يتقدم الصفوف الأمامية خلال المظاهرات حتى يتجرأ الشباب ولا يخشون مواجهة العدو الإسرائيلي.
وأكد خيري حنون، أن تلك الواقعة لن تثنيه أبدًا عن موقفه من المحتل الإسرائيلي؛ وسيستمر يشارك في التظاهرات مرتديًا زي الفلاح الفلسطيني الذي يعتز به، وأنه على عهده الذي قطعه على نفسه في النضال والمقاومة منذ بداية الحركة الوطنية.
وعلق “العناسوة” على حديث “حنون” قائلًا : ” كلام وموقف الحج خيري حنون (نهديه) للمطبعين مع عدو غاشم ومحتل وغاصب وهمجي لا يعرف إلا التطرف والسادية بتصرفاته وأقواله..ترفع القبعة للحج خيري وأطال الله بعمره ليبقى يقاوم المحتل حتى زواله بإذن الله تعالى..#التطبيع_خيانة_عظمى”.
وقال مراقبون لـ”شفقنا”، إن الاعتداء الهمجي على المسن الفلسطيني خيري حنون، ينسف ما تروج له إسرائيل أمام العالم بأنها دولة متقدمة تكنولوجيا وحضاريا وتتفوق في ذلك على كل دول الشرق الأوسط، بينما يعتدي جنودها على رجل أعزل لا يشكل خطرًا على الإطلاق في الوقت الذي يحملون فيه الأسلحة ويصوبونها في وجه الفلسطينيين.
وأشاروا، إلى أن ما حققته صور الاعتداء على “حنون” من انتشار هائل على وسائل التواصل المختلفة والفضائيات يخدم بشكل رئيسي القضية الفلسطينية وأصحابها الذي لا يملكون جيشًا ولا آلات عسكرية لمواجهة عدوهم الغاشم، وإنما يوصلون عبر رسالتهم فقط عبر الإعلام.
شفقنا