رصد تقرير صحفي أميركي إهدار الولايات المتحدة الأميركية مئات المليارات من الدولارات في أفغانستان، مشيرة إلى أنها تكشف بصورة واضحة إهدار السلطات الأميركية وسوء استخدامها للأموال، وربما تورطها في عمليات احتيال ونصب.
ونشرت شبكة "سي إن إن" الأميركة، تقريرا مطولا حول كيف أن الولايات المتحدة تركت وراءها في أفغانستان مئات المليارات من المنشآت غير المستغلة، والتي تم إهدار المال الأميركي فيها من دون أي طائل تقريبا، مثل فندق كلف 85 مليون دولار لم يتم افتتاحه ولا مرة واحدة، أو زي مموه للجيش الأفغاني كلف 28 مليون دولار.
ورصدت الشبكة الأميركية أن التكلفة الإجمالية للحرب بلغت، وفق البنتاغون، مقابل 825 مليار دولار، وافتقرت جهود إعمار أفغانستان التي كلفت 145 مليار دولار لأي رقابة.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، قوله إنهم طلبوا من مكتب المفتش العام الدولي إزالة التقارير التي تتحدث عن إهدار الأموال في أفغانستان حتى لا تحدث حالة من البلبلة.
وتابع بقوله: "هناك مخاوف تتعلق بالسلامة والأمن فيما يتعلق بجهود الإجلاء المستمرة، ويمكن أن يتم الإفراج عن تلك البيانات في الوقت الذي تراه السلطات مناسبا".
ورصد تقرير "سي إن إن" أبرز 9 حالات إهدار للأموال في أفغانستان، بعضها قد يكون مثيرا للسخرية، والتي جاءت على النحو التالي:
1- بطانية كابول الشتوية
شغلت أميركا في 2007 محطة كهرباء تراخيل أطلق عليها "بطانية كابول الشتوية"، والتي وصفته بأنها مولد احتياطي، في حال تعرض إمدادات الكهرباء من أوزبكستان للخطر، وكان عبارة عن هيكل ضخم يعمل بالتوربينات الديزل، من دون أن يدركوا أن أفغانستان لا يوجد بها إمدادات ديزل كبيرة، ولا يمكنها تشغيل المحطة.
كلفت المؤسسة الولايات المتحدة 335 مليون دولار للبناء و245 مليون دولار تكلفة الوقود سنويا.
2- بنصف مليار.. طائرات لعام واحد
احتاج سلاح الجو الأفغاني الوليد إلى طائرات شحن، في عام 2008، واختار البنتاغون طائرات من نوع "جي 222" الإيطالية التصميم، المصممة للإقلاع والهبوط على المدرجات الوعرة.
ولم تستخدم تلك الطائرات إلا لعام واحد فقط، رغم أن تكلفة صناعتها بلغت 549 مليون دولار.
وبعد 6 سنوات، باع البنتاغون 16 طائرة منها خردة مقابل 40 ألف دولار أميركي.
3- مقر للمارينز في قلب الصحراء بـ36 مليون دولار لم يستخدم
أظهر التقرير أن القوات الأميركية بنت مركزا للتحكم بقوات المارينز مساحته قرابة 6 آلاف متر مربع في هلمند، في قلب الصحراء ولم يتم استخدامها على الإطلاق، بعد تسليمها في عام 2010 إلى القوات الأفغانية، التي تركتها مكانا مهجورا حتى الآن.
4- إنفاق 28 مليون دولار على زي للجيش الأفغاني
في عام 2007، طلب الجيش الأفغاني زي عسكري بتمويه نادر كلف أميركا 28 مليون دولار، وبعد إنفاق الأموال اتضح أن الزي غير مناسب في الميدان الأفغاني، ولم يتم استخدامه على الإطلاق.
5- 1.5 مليون دولار يوميا لمكافحة إنتاج الأفيون
أنفقت الولايات المتحدة ما يصل إلى 1.5 مليون دولار في أفغانستان على مكافحة إنتاج الأفيون والمخدرات في الفترة من 2002 إلى 2018، ورغم ذلك ارتفع إنتاج الأفيون بنسبة 37% في عام 2020، وكان الإنتاج في عام 2017، 4 أضعاف عما كان في 2002، ما يعني أنها برامج فاشلة بامتياز.
6- إنفاق 249 مليون دولار على طريق غير مكتمل
تم تمويل طريق دائري واسع حول أفغانستان من خلال العديد من المنح والجهات المانحة، بلغ مجموعها 249 مليون دولار بطول 233 كيلومترا شمالا بين بلدتي قيصر ولامان، ولم يتم تنفيذ إلا 15% من الطريق فقط.
وخلص التقرير إلى أنه بين مارس/آذار 2014 وسبتمبر/أيلول 2017، لم تكن هناك أعمال بناء في هذا القسم، وما تم بناؤه تدهور.
7- فندق بقيمة 85 مليون دولار لم يفتح ولا مرة واحدة
تم إنشاء مجمع فندقي وشقق ضخمة بجوار السفارة الأميركية في كابول، وقدمت الحكومة الأميركية قروضًا بقيمة 85 مليون دولار، لإنشائه.
ولكن تلك الأموال ذهبت في أدراج الرياح، ولم تكتمل المباني، وباتت غير صالحة للسكن، واضطرت السفارة الأميركية إلى توفير موقع آمن بتكلفة إضافية للعاملين لديها.
8- صندوق أنفق على نفسه أكثر مما أنفقه على أفغانستان
أنشأ البنتاغون فرقة العمل لعمليات الأعمال والاستقرار التي توسعت من العراق لتشمل أفغانستان في عام 2009، والتي خصصت لعملياتها في الكونغرس الأفغاني 823 مليون دولار، واستنتج مكتب المفتش العام في مراجعة الحسابات أن أكثر من نصف الأموال التي أنفقها بالفعل الفريق على نفسه بواقع 359 مليون دولار من أصل 675 مليون دولار تم إنفاقها على مشاريع غير مباشرة في أفغانستان.
9- منشأة صحية في البحر
أفاد تقرير صدر عام 2015 حول تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لمرافق الرعاية الصحية في أفغانستان أن أكثر من ثلث المشاريع البالغ عددها 510 التي أعطيت إحداثيات لها، لم تكن موجودة في تلك المواقع، وبعضها كان في قلب البحر.