۱۰۰۶مشاهدات

كلام نور من الأمام الهادي عليه السلام

رمز الخبر: ۶۱۰۹
تأريخ النشر: 12 November 2011
شبکة تابناک الأخبارية - لقد بلغ مذهب أهل البيت (ع) مرحلة النضج في عهد الإمام الهادي ، إلاّ أنه كان يهدده خطر التطرف الذي تسرب إلى بعض المسلمين عبر الثقافات المستوردة من الشرق ، كما أنه كان بحاجة إلى مزيد من الدفع الإيماني حتى لا تهبط الروح المعنوية عند البعض بسبب دعايات الأعداء وبالذات الخلفاء العباسيين الذين لم يعرفوا مقام الأئمة فنسبوا إليهم أو إلى شيعتهم الغلو والغنوص ، وهكذا احتياج المذاهب إلى نصوص جامعة تكون بمثابة دروس توجيهية تتضمن أصول العقائد بلا زيادة أو نقصان .


 وهكذا جاءت زيارة الجامعة المروية عن الإمام الهادي (ع) التي تجعل الأئمة في مقامهم الأسمى بعيداً عن الغنوص والغلو .

دعنا نتدبر في بعض كلماتها المضيئة التي تعتبر أفضل وسيلة لتكريس حبهم في النفس ذلك الحب الذي يعتبر امتداداً لحب المؤمن لربّه ، وليس بديلاً عنه .

" السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي ومعدن الرحمة ، وخزّان العلم ومنتهى الحلم ، وأصول الكرم وقادة الأمم ، وأولياء النعم وعناصر الأبرار ودعائم الأخيار ، وساسة العباد وأركان البلاد ، وأبواب الإيمان وأمناء الرحمن ، وسلالة النبيين وصفوة المرسلين وعترة خيرة رب العالمين ورحمة اللـه وبركاته ، السلام على ائمة الهدى ومصابيح الدجى ، وأعلام التقى وذوي النهى ، وأولي الحجى وكهف الورى ، وورثة الأنبياء والمثل الأعلى ، والدعوة الحسنى وحجج اللـه على أهل الدنيا والأخرة والأولى ورحمة اللـه وبركاته ، السلام على محال معرفة اللـه ، وبساكن بركة اللـه ، ومعادن حكمة اللـه ، وحفظة سر اللـه ، وحملة كتاب اللـه ، وأوصياء نبي اللـه ، وذرية رسول اللـه (ص) ورحمة اللـه وبركاته ، السلام على الدعاة إلى اللـه والأدلاّء على مرضاة اللـه ، والمستقرين " والمستوفرين " في أمر اللـه ، والتامين في محبة اللـه ، والمخلصين في توحيد اللـه ، والمظهرين لأمر اللـه ونهيه ، وعباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون ورحمة اللـه وبركاته " (1).

وقال (ع) ينصح بعض مواليه : " يا فتح من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوق ، ومن أسخط الخالق فأيقن أن يحل به الخالق سخط المخلوق ، وأن الخالق لا يوصف إلاّ بما وصف به نفسه ، وأنى يوصف الخالق الذي تعجز الحواس أن تدركه ، والأوهام أن تناله ، والخطرات أن تحده ، والأبصار عن الإحاطة به " .

" جل عما يصفه الواصفون ، وتعالى عما ينعته الناعتون ، نأى في قربه ، وقرب في نأيه ، فهو في نأيه قريب ، وفي قربه بعيد ، كيف الكيف فلا يقال كيف ، وأيّن الأين فلا يقال أين ، إذ هو منقطع الكيفية والآيّنية " (2).

وقال (ع) : " من اتقى اللـه يُتَّق ، ومن أطاع اللـه يُطَع ، ومن أطاع الخالق لم يبال سخط المخلوقين ، من أمن مكر اللـه وأليم أخذه تكبر حتى يحل به قضاؤه ونافذ أمره ، ومن كان على بينة من ربه هانت عليه مصائب الدنيا ولو قرض ونشر ، الشاكر أسعد بالشكر منه بالنعمة التي أوجبت الشكر لأن النعم متاع والشكر نعم وعقبى ، إن اللـه جعل الدنيا دار بلوى والآخرة دار عقبى وجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سبباً وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً ، إن الظالم الحاكم يكاد أن يعفى على ظلمه بحلمه وأن المحق السفيه يكاد أن يطفئ نور حقه بسفهه ، من جمع لك وده ورأيه فأجمع له طاعتك ، من هانت عليه نفسه فلا تأمن شره ، الدنيا سوق ربح فيها قوم وخسر آخرون " (3).

" المراء يفسد الصداقة القديمة ويحل العقدة الوثيقة وأقل ما فيه أن يكون فيه المغالبة والمغالبة أسباب القطيعة " .

" العتاب مفتاح التقالي والعتاب خير من الحقد " .

وقال لرجل ذم إليه ولداً له : " العقوق ثكل من لم يثكل " .

وقال : السهـر ألذ للمنـام والجوع يزيد في طيب الطعام ، يريد به الحث على قيام الليل وصيام النهار " .

" أذكر مصرعك بين يدي أهلك ، ولا طبيب يمنعك ولا حبيب ينفعك " .

" الغضب على من تملك لؤم " .

" الحكمة لا تنجح في الطباع الفاسدة " .

" خير من الخير فاعله ، وأجمل من الجميل قائله ، وأرجح من العلم حامله ، وشر من الشر جالبه ، وأهول من الهول راكبه " .

" إياك والحسد فإنه يبين فيك ولا يعمل في عدوك " .

" إذا كان زمان العدل فيه أغلب من الجور فحرام أن يظن احد باحد سوء حتى يعلم ذلك منه ، وإذا كان زمان الجور أغلب فيه من العدل فليس لأحد أن يظن بأحد خيراً ما لم يعلم ذلك منه " (4).

 (1) زيارة الجامعة في كتاب الأنوار اللامعة - في شرح زيارة الجامعة (ص 123 ) للسيد عبد اللـه شبر .

(2) بحار الأنوار : (ج 50 ، ص 177 - 178 ) .

(3) في رحاب أئمة أهل البيت : (ج 4 ، ص 180 ) .

(4) المصدر : (ص 181 ) .
 

المصدر:الامــام الهادي (عليه السلام) قدوة وأسوة، السيد محمد تقي المدرسي
رایکم