۷۹۶مشاهدات
آية الله مصباح اليزدي:

الوليّ الفقيه في زمان الغيبة هو حبل الله

فمجرّد عنوان «الإيرانيّة» لا يُعَدّ ملاكاً للوحدة، بل المناط هو الإسلام؛ فإنّ كافّة القوميّات والطوائف تتّحد تحت راية الإسلام، وتسعى من أجل رفعة الإسلام وسموّ إيران.
رمز الخبر: ۶۱۴۷
تأريخ النشر: 14 November 2011
شبکة تابناک الأخبارية: أكّد آية الله مصباح اليزدي على أنّ السرّ من وراء استمراريّة المجتمع يكمن في مسألة الولاية؛ تلك السلسلة التي تبتدئ بالله عزّ وجلّ والمودعة الآن بيد الوليّ الفقيه والتي ستتّصل غداً بحلقتها الأصليّة المتمثّلة بصاحب العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرَجه الشريف).

حسب تقرير الموقع الإعلاميّ لآثار سماحة آية الله مصباح اليزدي ففي لقاء ضمّ سماحة مصباح اليزدي بجمع من أعضاء الحرس الثوريّ من مختلف أنحاء البلاد في مؤسّسة الإمام الخمينيّ (ره) للتعليم والأبحاث بتاريخ 14 أيلول 2011م قال سماحته بعد تذكيره بنعم الله تعالى وشكر الله عليها: لقد منّ الله علينا من بين المليارات من سكّان العالم بنعمة معرفة الله، ومعرفة الإسلام، والانتفاع بتعاليم نبيّ الإسلام (صلّى الله عليه وآله)، ومعرفة وحبّ أهل البيت (عليهم السلام) ويتعيّن علينا أن نقدر هذه النعم الإلهيّة حقّ قدرها.

وأضاف سماحته: كما أنّ علينا أن نشكر الله تعالى على كوننا نعيش في بلد تزيّن باسم الإمام المهديّ المنتظر (عجّل الله تعالى فرَجه الشريف)، وفي زمن تحقّقت فيه أعظم حادثة في تاريخ الإسلام والتشيّع على يد الإمام الخمينيّ الراحل (قدّس سرّه) وتوطّد فيه هذا النظام الإسلاميّ وفقاً لتعاليم أهل البيت (عليهم السلام).

وقال سماحة مصباح اليزدي: كما أنّ الله جلّ وعلا قد هيّأ لنا بعد رحيل الإمام الراحل (رحمة الله عليه) قائداً فذّاً مقتدراً ليس له نظير قد أسهمت تدابيره الحكيمة وما رفده الله به من إلهامات وتأييدات في حفظ البلاد وكانت سبباً في تمتّعنا بالمزيد من العزّة والشموخ المادّي والمعنويّ بين شعوب العالم.

وأضاف: إننا لنفتخر أن نكون من مواطني هذا البلد، ومن التابعين لمثل هذا النظام، وهذا القائد.

كما وأشار العلامة مصباح اليزدي إلى ما يتمتّع به المجتمع من عناصر ثقافيّة واجتماعيّة حيث إنّ لها دوراً حيويّاً في رفد إيران الإسلاميّة بالمزيد من الثبات والعزّة وقال: إنّ ثقافة التبعيّة للمجتهد الجامع للشرائط متأصّلة في قلوب وأرواح أبناء هذا الشعب وقد تجلّت آثارها في عصر الإمام الراحل (رضوان الله تعالى عليه) فتُوّج اتّباع ذلك الإمام الحكيم وطاعته بتأسيس النظام الإسلاميّ.

وعدّ آية الله مصباح اليزدي أنّ عنصر القيادة والتبعيّة للولي الفقيه كانا من أهمّ العوامل في انتصار الجمهوريّة الإسلاميّة وقال: لولا نعمة وجود الوليّ الفقيه وإرشاداته وتوجيهاته الحكيمة لما وُفِّقنا لإدارة المجتمع وتثبيت الجمهوريّة الإسلاميّة، ومع الأسف فإنّ باقي البلدان لم تستطع خلق مثل هذا التحوّل في مجتمعاتها بسبب افتقادها لنعمة وجود القائد ومراجع الدين.

ورأى سماحته أنّ حبّ الشهادة هو ثاني العناصر الثقافيّة التي يمتاز بها مجتمعنا وقال: لقد تغلغل حبّ الشهادة في كيان المجتمع ببركة سيّد الشهداء (سلام الله عليه) وقد كانت من أهمّ آثاره النهوض لمقارعة اُولئك الذين يدّعون الإسلام لكنّهم يشمّرون عن سواعدهم من أجل إسقاطه والقضاء عليه.

وقال آية الله مصباح اليزدي مؤكّداً: إنّ التأسّي بالإمام الحسين (عليه السلام) والاقتداء بحركته هو الميزان الحقّ، فلابدّ أن تكون أنظارنا موجّهة إلى الحقّ، وإنّ الشهادة على طريق الحقّ هي كالشهادة في واقعة بدرٍ واُحد.

وأضاف عضو مجلس خبراء القيادة قائلاً: إنّ حياتنا مبنيّة على هذه الاُصول والمبادئ، وما دامت هذه العناصر الثقافيّة موجودة في ثقافتنا فإنّنا منتصرون وإنّ جميع مؤامرات أعدائنا وخططهم ستبوء بالفشل.

واستطرد سماحته بالقول: شاهدنا في السنوات الماضية كيف حاول البعض تشويه صورة الحرس الثوريّ والتعبويّين (البسيج) لكنّ تأصّل تلك العناصر الثقافيّة، وروح التضحية في سبيل الدين، وعشق سيّد الشهداء (عليه السلام)، ونبذ المظاهر الدنيويّة من أجل الدين صارت تسهم يوماً بعد آخر في تعزيز اقتدار قوّات الحرس الثوريّ والبسيج وترسيخ بنيانهم.

وعبر استشهاده بالآية المرقّمة 103 من سورة آل عمران قال سماحته: إنّ مناط وحدة المجتمع والاُلفة بين قلوب أفراده هو حبل الله الذي يتعيّن الاعتصام به، وهو ما يتمثّل بسلسلة الولاية والطاعة لله، وللنبيّ، وللأئمّة الأطهار (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) وإنّ الحلقة التي توصل بهذه السلسلة في زمان الغيبة هو الوليّ الفقيه.

وأضاف العلامة مصباح اليزدي: فمجرّد عنوان «الإيرانيّة» لا يُعَدّ ملاكاً للوحدة، بل المناط هو الإسلام؛ فإنّ كافّة القوميّات والطوائف تتّحد تحت راية الإسلام، وتسعى من أجل رفعة الإسلام وسموّ إيران.

وقال: كلّما ارتقى مستوى معرفة المجتمع بالإسلام وبثقافته تضاءلت احتمالات وقوعه في أشراك الشياطين، واتّسعت خطواته على طريق السموّ والتقدّم، وبما أنّ أفراد المجتمع يختلفون في مستويات معرفتهم فإنّنا مُجبرون على الإفادة ممّن هم أكثر تخصّصاً في هذا المجال.

وقال سماحته: لقد تفضّل الله سبحانه وتعالى ومَنّ علينا بأن جمع لنا القيادة السياسيّة والقيادة الدينيّة والثقافيّة في شخص واحد.

وأكّد سماحة آية الله مصباح اليزدي بالقول: إنّ السرّ من وراء استمراريّة المجتمع يكمن في مسألة الولاية؛ تلك السلسلة التي تبتدئ بالله عزّ وجلّ والمودعة الآن بيد الوليّ الفقيه والتي ستتّصل غداً بحلقتها الأصليّة المتمثّلة بصاحب العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرَجه الشريف)، وإنّ قطع أيّ حلقة من هذه السلسلة سوف يُفقِدها فعّاليّتها ويحرمنا من تلك الألطاف الإلهيّة.
رایکم