۵۲۷مشاهدات

كنت سارقًا

نتوقف هنا، الحلقة القادمة يتحدث خلالها إبرا عن معاناته في بيت والده وفي الحياة بشكل عام والتي استمرت قاسية للغاية على الطفل "زلاتان"، انتظرونا.
رمز الخبر: ۶۲۰۹
تأريخ النشر: 20 November 2011
شبکة تابناک الأخبارية: أنهينا في الحلقة الثالثة الفصل الأول من كتاب "أنا زلاتان" الذي تناول قصته مع بيب جوارديولا، نبدأ الآن في ترجمة الفصل الثاني والذي تناول طفولة إبراهيموفيتش القاسية للغاية.

يبدأ زلاتان الحديث في الفصل الثاني قائلًا: "حصلت على دراجة خاصة بي، منحني إياها أخي وكانت من نوع بي أم إكس وقد أطلقت عليها اسم "فيدو ديدو" وهو خاص بشخصية كرتونية شهيرة لولد قوي صاحب شعر مجعد كنت أحبه كثيرًا. لكن الدراجة سُرقت من أحد شوارع روزينجارد وقد جُن أبي يومها وخرج للشارع بقميصه المفتوح .. لقد كان من الآباء الذين مبدأهم "لا أحد يلمس أبنائي، لا أحد يسرق أشياء أبنائي"، لكن حتى رجل قوي لن يستطيع فعل شيء حيال ذلك فقد اختفت الدراجة وأصابني ذلك بإحباط كبير".

إبرا يُفجر مفاجأة حين يقال: "بعد سرقة دراجتي بدأت أسرق الدرجات، كنت أفتح القفل وبعدها تُصبح الدراجة ملكي...كنت متميزًا للغاية في الأمر، أصبحت سارق درجات وكنت الأفضل وكان ذلك أول شيء أقوم به. كانت حركات بريئة للغاية لكن أحيانًا تتم بتخطيط مسبق .. مثلًا، في مرة ارتديت ملابس سوداء وسرت في الظلام حتى اقتحمت منطقة عسكرية مُوحشة بقاطع كبير للأقفال ومن هناك سرقت دراجة عسكرية .. كنت أحبها كثيرًا لكن بصراحة أحببت الكرة أكثر من الدرجات، بجانب السرقة قمت بالكثير من الأمور مثل التسلل في الظلام ورمي البيض على النوافذ".

اللاعب تذكر موقفًا محرجًا، كتب عنه: "كان الأمر محرج في فيسيلز وهو أحد المتاجر .. كنت أستحق ما حدث لي بصراحة، القصة أنني كنت مع صديقي نرتدي ملابس بأكمام طويلة في الصيف .. كانت حركة غبية، أخفينا تحت الأكمام العديد من الأشياء ومنها 4 مضارب للتنس ولكن عند خروجنا أوقفنا الحارس وسألنا "من أين ستدفعون ثمن تلك الأشياء"، أخرجت بعض النقود من جيبه وقلت له "من تلك" لكن الرجل لم يكن يتمتع بحس الفكاهة !!، وقتها قررت أن أكون أكثر احترافية وأظن أنني كنت ذكيًا ومهووسًا بذلك".

إبرا عاد للحديث عن نفسه قائلًا: "كنت طفلًا صغير الحجم وصاحب أنف كبير ولم أكن أتحدث جيدًا ولذا استعنت بمدرسة لتعلمني النطق خاصة حرف الأس، أعتقد أن الأمر كان مُهين ومحرج وخمنت أني بحاجة لتعليم نفسي. بجانب هذا، كنت لا أطيق الجلوس لثانية واحدة بل أتحرك طوال الوقت. كان الأمر أشبه بأن شيئًا ما سيء قد يحدث لي ولذا أجري هربًا منه بأقصى سرعة".

اللاعب أضاف: "كنا نعيش في منطقة روسينجارد خارج مدينة مالمو، كانت تمتلئ بالصوماليين والأتراك والزنوج وأعراق مختلفة بجانب السويديين. كنا نحن الأولاد نتعامل بغرور وكنا نُشعل أي شيء .. الأمر في المنزل لم يكن جيدًا، لا يمكن قول غير ذلك".

انتقل إبرا للحديث عن المنزل، قال: "كنا نسكن في الطابق الرابع من مبنى في شارع كورنامس. لم نكن في البيت نتعامل بالأحضان وتلك الأمور، لم يكن أحد يسأل "زلاتان الصغير، كيف حالك؟"، لا أحد بالغ يُساعد في أداء الواجب المدرسي أو يسأل عن كيفية سير الأمور. كان عليك أن تعتمد على نفسك وألا تصرخ في حال أصابك شيء سيء .. كان عليك أن تعتاد أصوات الرصاص، فما حولنا كان عصابات ولصوص وأشياء سيئة كثيرة".

طفولة قاسية بالفعل، واصل إبرا وصفها قائلًا: "في بعض الأحيان، كنت آمل بكلمة تعاطف .. مثلًا في إحدى المرات وقعت من سقف مدرسة الأطفال وقد تورمت عيني وظهرت هالة سوداء حولها .. عدت للبيت باكيًا وقد توقعت يد تضع يدها على رأسي أو على الأقل بضع كلمات لطيفة ولكن ما وجدته كان صفقة قاسية وسؤال "ماذا كنت تفعل فوق السقف؟"، لم تكن كلمات مثلت "زلاتان المسكين" بل كانت "اللعنة عليك أيها الغبي زلاتان .. لماذا صعدت للسقف، يا لك من فاشل".، وقتها صُدمت وخرجت".

اللاعب بدأ يتحدث عن والدته، قال: "لم يكن لوالدتي أي وقت للراحة، كانت تُنظف ومن ثم تعمل على إطعامنا .. كانت مقاتلة حقًا لكن لم تكن قادرة على فعل ما هو أكثر. كانت تعاملنا بجفاف وكان المزاج سيئًا في البيت بالكامل، حين كنا نأكل .. لا أحد يقولك لك "اعطني الزبدة عزيزي" لكن يُقال "اعطني الحليب أيها الغبي"، كانت الأبواب تُغلق وتبدأ أمي بالبكاء .. هي حياتي وحبي الكبير .. كانت تبكي وحياتها كانت تدفعها للبكاء كثيرًا، كانت تُنظف لـ14 ساعة في اليوم وأحيانًا كنا نساعدها في إفراغ جيوب الملابس وأحيانًا كنا نجد المال فنعطيه لها".

إبرا تابع الحديث "أمي كانت تُكافح لأجلنا كثيرًا، زودتنا بملاعق خشبية ولكنها تحطمت فيما بعد .. أذكر في أحد الأيام أني رميت إحدى الملاعق في مدرسة الأطفال فارتطمت بالنافذة وكسرتها وهنا جن جنون أمي لأن الأمر سيكلفها مالًا .. لحقت بي وضربتني بالملعقة وكان ضربًا قاسيًا .. بعد تلك الحادثة لم أعد ألمس الملاعق !!، في إحدى المرات أيضًا لحقت بي أمي بأداء العجين ولكني تمكنت من الهرب ومن ثم تحدثت مع أختي سانيلا عن الأمر".

ثم انتقل للحديث عن اخته سانيلا "سانيلا هي الأخت الشقيقة الوحيدة لي وكانت أكبر مني بعامين .. كانت بنت قوية، دومًا ما ترى أننا يجب أن نُهدئ من أمي حتى لا تضربنا. ولذا ذهبنا لشراء هدية لها من إيكا، وقتها اشترينا أمور خاصة بالسيدات بسعر لا يتجاوز الـ3 كورونا (عملة السويد المحلية) وأهديناهم لها في عيد الميلاد لكني أعتقد أنها لم تتفهم الأمر .. لم يكن لديها وقت أو هامش لذلك، كان همّها أن توفر لنا الطعام على الطاولة وقد عملت على ذلك بكل قوتها .. كنا كُثر في البيت، أخواتي الغير شقيقات وإن اختفين فيما بعد بعدما خرجا من المنزل، هناك أيضًا أخي الصغير أليكساندر وندعوه كيكي .. المال لم يكن يكفي تلك العائلة الكبيرة، لم يعتن أحد من الكبار بالصغار وكان علينا أن ننظم أمورنا بطريقة مختلفة .. كان دومًا أمامنا المكرونة والكاتشاب وكنت آكل عادة مع زملائي أو عمتي حنيفة وهي أول من جاء من العائلة إلى السويد".

في الحلقة القادمة

إبرا يُعاني من عقدة ؟؟ نعم هو يُعاني من عقدة مستمرة معه حتى الآن وقد ورثها من طفولته، تُرى ما هي ؟؟

ولمن قال "لو تعلم فقط مدى الخير الذي أنت به"

قال زلاتان عن طلاق والديه "حين انفصل والداي لم أكن قد بلغت العامين بعد، لا أذكر أبدًا أني رأيتهما معًا  ولا أذكر شيئًا عن الطلاق، لكنه كان هو النتيجة الحتمية لمثل هكذا زواج غير جيد وتميز بالفوض الكبيرة، فقد تزوجت والدتي من والدي فقط لتحصل على تصريح الإقامة في السويد. بقينا عند والدتي لكني كنت أشتاق لوالدي كثيرًا .. كنت أذهب إليه مع سانيلا في كل إجازة ليأخذنا معه بسيارته الأوبل الزرقاء ويشتري لنا شرائح اللحم (الهام بيرجر) والآيس كريم وفي إحدى المرات جهز لنا هدية كبيرة بأن اشترى لنا حذائين من متجر نايكي .. كان لي الأخضر ولأختي سانيلا الزهري ولم يكن في روسينجارد كلها مثلهما مما يجعلكم تتخيلون صعوبة المعيشة هناك، أبي كان يمنحنا أيضًا بعض المال لشراء البيتزا والكوكاكولا وكنا سعداء جدًا بذلك وبالتواجد معه كل نهاية أسبوع .. كان لديه وظيفة جيدة وابن وحيد اسمه سابكو".

إبرا عاد للحديث عن سانيلا وعلاقة الوالد بهما، قال "سانيلا كانت تمتاز بالجري وكانت الأسرع في جيلها وأبي كان فخورًا جدًا بذلك ودومًا ما يُوصلها للتدريبات ويُشجعها قائلًا "جيد سانيلا، لكن بإمكانك تقديم الأفضل"، هذا ما كان يعتقده دومًا .. كان يُطالب دومًا بالتحسن وعدم التوقف عند مرحلة ما. أذكر في مرة كنا في السيارة وكانت أختي سانيلا في حالة سيئة حتى أنها قاومت دموعها بصعوبة وقد لاحظ أبي ذلك وسألها مرارًا عن سبب ما بها حتى استجابت له أخيرًا ومنحته تفاصيل ما حدث والتي لا تهمنا الآن فهي خاصة بسانيلا، لكن المغزى أن أبي كان كالأسد فيما يخص أبناءه خاصة سانيلا فهي ابنته الوحيدة وقد أصبح مهتمًا بها للغاية ويُتابع دراستها جيدًا وكل الأمور الخاصة بها والتي لم أكن أفهمها تمامًا فقد كنت في التاسعة من عُمري فقط".

يُواصل سرد بعض ذكريات طفولته الأليمة قائلًا "خريف 1990 حدثت قصة كبيرة في البيت وكان الأمر خطيرًا وإن لم أفهمه في البداية لكن الأمر كان يتعلق بأختي الغير شقيقة .. هي تتناول المخدرات وتُخفيها في البيت وقد أحدث ذلك ضجة كبيرة وحدثت مشكلة كبيرة بينها وبين والدتي .. والدتي لها قصة أيضًا، لقد منحها بعض الأصدقاء بعض المال والأمور المسروقة وطلبوا منها الاحتفاظ بها ولم تكن تعلم أنها مسروقة .. فجأة ظهرت الشرطة وأخذت والدتي، كان شعوري صعبًا وقتها وقد كنت أصرخ "أين أمي؟ أين ذهبت؟".

يُتابع اللاعب "بعد تلك الأحداث بكيت أنا وسانيلا كثيرًا وقد خرجت من المنزل وبدأت بالجري ومن ثم ظهرت كرة القدم ... بدأت أركل الكرة وتعلقت بها كثيرًا، لم أكن ذلك اللاعب السيء جدًا ولم أكن أيضًا الواعد جدًا بل مجرد أحد الصعاليك الذين يركلون الكرة وربما أسوأ حتى ... امتلكت كرة قدم وكانت لي وقد بدأت ألعب كل الوقت، في المدرسة وفي المزارع وحتى بين الحصص الدراسية".

يُواصل إبرا "ذهبت مع سانيلا لمدرسة فارنير رايدين، كنت في الصف الثالث وسانيلا في الخامس وقد بات سلوكي أفضل هنا لكن سانيلا كانت قد نضجت كثيرًا بالنسبة لطفلة مثلها فقد أصبحت ترعى أخانا الصغير كيكي بشكل كبير وأيضًا تعتني بالعائلة .. لقد تحملت مسؤولية لا تصدق واعتنت بنفسها جيدًا ولم تكن الفتاة التي قد تتلقى التوبيخ من المدرسين أو مدير المدرسة .. لذا قلقت كثيرًا حين تم استدعائنا لمقابلته، كنا نحن الإثنين في المحادثة ولذا خفت كثيرًا لأن الأمر لو كان يتعلق بأمور روتينية عادية لكنت لوحدي لكن وجودنا معًا يعني أن هناك شيء ما ولذا سألت بخوف "هل مات أحدهم؟ لماذا نحن هنا؟".

يكشف إبرا عن سبب المقابلة بالقول "أصابني ألم البطن خلال ذهابي لغرفة المدير .. ذهبنا في طُرقة المدرسة ولم تكن مشاعري جيدة لكن حين شاهدت والدي جالس على أحد المقاعد في الغرفة سعدت كثيرًا وارتحت .. وجود أبي كان يعني المتعة بالنسبة لنا، لكن تلك المرة لم يكن الأمر كذلك بل كانت الأجوار رسمية ومتوترة للغاية .. كان الحديث عن أبي وأمي وأمور لم أفهمها وقتها لكني الآن وأنا أكتب هذا الكتاب أؤكد أني عرفت حل تلك الألغاز".

نتوقف هنا، الحلقة القادمة يتحدث خلالها إبرا عن معاناته في بيت والده وفي الحياة بشكل عام والتي استمرت قاسية للغاية على الطفل "زلاتان"، انتظرونا.
رایکم