۳۹۳مشاهدات

العملية العسكرية الروسية تدخل اسبوعها الثالث بتقدّم على الجبهة الجنوبية الشرقية

دخلت العمليات العسكرية الروسية اسبوعها الثالث، بتحقيق تقدّم على الجبهة الجنوبية الشرقية، تمثّل بالسيطرة على بلدة فولنوفاكا الاستراتيجية، الواقعة جنوب غرب دونيتسك،فيما تكثّف القوات الروسية محاولاتها للسيطرة على شبكات الطرق، وإحكام الطوق على كييف والمدن الرئيسية، في محاولة لاستكمال عزل اوكرانيا، من الجهات البحرية والبرّية والجوّية.
رمز الخبر: ۶۴۱۶۳
تأريخ النشر: 11 March 2022

مع دخول العمليات العسكرية الروسية اسبوعها الثالث، كثّفت القوات الروسية محاولاتها للسيطرة على الممرات والطرق الرئيسية، واحكام الطوق على كييف والمدن الرئيسية، في محاولة لعزل البلاد، بالموازاة مع استمرار العمل على محاولة تأمين القسم الشرقي من البلاد الممتد من اوديسا جنوباً باتجاه الشمال مروراً بكييف، والمناطق الواقعة في وسط اوكرانيا، بما فيها نهر دنيبر.

على الجبهة الجنوبية الشرقية، التي كانت تشهد حركة بطيئة لقوات جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين طوال الاسبوعين السابقين، يبدو أنّ هذه القوات المدعومة روسياً، اتجهت نحو الهجوم، حيث استطاعت بتغطية نارية روسية تحرير بلدة فولنوفاكا الاستراتيجية، الواقعة جنوب غرب دونيتسك، إضافة إلى ثلاث بلدات أخرى، بعد تحقيق تقدم لمسافة ستة كيلو مترات، وفق ما ذكرت وزارة الدفاع الروسية.

وتكمن أهمية فولنوفاكا، كونها تقع على مفترق طرق، تصلها بماريبول من الجهة الجنوبية الشرقية، مما يساعد هذه القوات على اطباق الحصار المفروض على المدينة، المتميزة بأهميتها الاستراتيجة على ساحل بحر أزوف، والتي سبق لقوات لوغانسك وودونيتسك أنّ سيطرت على مناطق عدة شرق المدينة ووصلت إلى محيط مصنع "آزوفستال"، كما أنها حررت أحد الأحياء الواقعة غربها.

وتعتبر ماريبول آخر مدينة أوكرانية على بحر آزوف خارج سيطرة القوات الروسية، وبالتالي فإن السيطرة عليها، ستمكن القوات الروسية من الإطباق على كامل ساحل بحر أزوف، كما سيؤمن التقاء القوات الروسية القادمة من دونتيسك مع القوات الروسية القادمة من مانهوش غرباً.

كما أنّ السيطرة على مدينة فولنوفاكا، تساعد القوات الروسية المتقدّمة من الجهة الجنوبية عبر مدينة ميكولايف من احكام السيطرة على الطرق الموصلة الى مدينة دينبرو التي تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات الروسية في محاولة لضرب الدفاعات الاوكرانية، حيث تسعى هذه القوات للالتقاء بالقوات المتقدمة من الجهة الشرقية عند حدود دينبرو، لتشكل نقطة دعم للوحدات التي تشق طريقها باتجاه المناطق الواقعة وسط البلاد وصولاً الى العاصمة كييف.

وفي السياق، أفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف أن قوات جمهورية دونيتسك حررت بتغطية نارية روسية بلدات ماريانوفا ولازاريفكا وليسنويه من القوات الاوكرانية، مشيراً الى أنّ القوات الروسية تقدمت بعمق 10 كيلومترات وسيطرت على بلدات ستيبنو وكرابفنيتسكو وكريمتشيك الصغرى ونوفو بيتريوكوفا ويالينسكويه.

يُشار الى أنّ السيطرة على اقليم دونباس الواقع شرق اوكرانيا، والذي يضم الجمهوريتين المستقلتين المدعومتين من روسيا، وربط هذا الاقليم بالاراضي الروسية، يعدّ من أوّل أهداف الحرب الروسية، ولكنّ التقدّم البطيء، الذي كان سائداً قد يُصعّب المهمة على القوات الروسية، ويؤخر من تحقيق أهدافها الاستراتيجية.

أمّا على المحور الثاني للجبهة الجنوبية الشرقية، فبعد أن تمكنت القوات الروسية من خرق الدفاعات الاوكرانية في مدينة ميكولايف، الواقعة شمال غرب خيرسون، ووصلت الى مدينة باشتانكا، تواصل هذه القوات شقّ طريقها الى مدينة كيروفوهراد وسط البلاد، التي تتقدّم اليها القوات القادمة من الجبهة الغربية والتي اخترقت مدينة بافلوغراد، تاركة المجال للمدنيين بالخروج منها، في حين تكمل هذه القوات طريقها باتجاه مدينة نيبروبيتروفيسك. وقد أفيد أنّ عمليات الاجلاء من الجهات الشمالية والشرقية تتم باتجاه الداخل الروسي، وانّ عدد الذين تم إجلاؤهم إلى روسيا تجاوز الـ 220 ألف شخص.

وتسعى القوات الروسية المتقدّمة من بشتانكا شمالاً للسيطرة على مفترق الطرق المؤدية الى اوديسا، وبالتالي عزلها من أي محاولة لامدادها بالسلاح، كما يحاول جزء من هذه القوات الالتفاف غربا باتجاه مدينة أوديسا، لاحكام الطوق على المدينة الساحلية، الواقعة على البحر الأسود، والتي يُشكل السيطرة عليها خطوة استراتيجية باتجاه عزل اوكرانيا بحريا، في حين تواصل القوات تقدّمها من حدود اوديساً جنوباً على امتداد 300 كيلومتراً باتجاه العاصمة كييف، مروراً بالمناطق التي دخلتها القوات الروسية.

وبالموازاة، واصلت القوات الروسية تعزيز وحداتها على الطرق الرئيسية المؤدية من مدينة كوتيفا الى مدينة شركاسي، وسط البلاد، حيث تحاول ربط الطرق الموصلة من الجهات الشمالية والجنوبية والشرقية، عبر شبكة تسمح لها باحكام الطوق على هذه المدن الرئيسية، ومنع دخول أي امدادات عسكرية اليها.

على الجهة الشمالية الشرقية، فإنّ القوات الروسية واصلت محاولاتها للالتفاف من مدينة بروفاري، التي تبعد عن العاصمة عشرين كيلومتراً، الى المدن والبلدات الواقعة جنوب شرق كييف، بما يساعدها على إحكام الطوق على العاصمة التي تشهد معارك على تخومها الشمالية والغربية. يُشار أن هذه القوات المتقدمة من مدينة سومي شرقاً، شقّت طريقها الى مدينة بروفاري، انطلاقاً من مدينة رومني، مروراً بمدينة بريلوكي، بهدف الالتقاء بالقوات التي وصلت الى مدينة كبتي.

وعلى المحور الثاني من جبهة سومي، عزّزت القوات الروسية تواجدها على الطرق الرئيسية في مدينة كونوتوب باتجاه مدينة نيزهين، وتحاول هذه القوات الالتقاء بالقوات المتقدمة من مدينة تشيرنيهيف الواقعة شمال العاصمة كييف، المحاذية لنهر ديسنا، التي تشهد تجمعات كبيرة للقوات الروسية، مقابل دفاعات متقدمة للقوات الاوكرانية المدافعة عن كييف.

وفي آخر التطورات على الجهة الشمالية الغربية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها استهدفت بأسلحة عالية الدقة عددا من المنشآت العسكرية الأوكرانية، مشيرة الى أنّ الضربات أدّت الى تعطيل مطارين عسكريين في لوتسك وإفانو- فرانكوفسك غرب أوكرانيا.

ميدانياً، رواحت المعارك على هذه الجبهة مكانها عند حدود مدينتي اربن وستويانكا المجاورة لها، حيث تتعرض الوحدات المدافعة عنها الى قصف مركز من القوات الروسية، التي تسعى الى دخول هاتين المدينتين، لتتمكّن من احكام الطوق على العاصمة.

ويلاحظ أنّ القوات الروسية غيّرت من استراتيجيتها العسكرية عبر اسلوبين مغايرين، الأوّل يتمثّل بالتحوّل من محاولة التقدّم داخل المدن الاوكرانية الى محاولة إحكام الطوق عليها، وتجنب الدخول في حرب مدن مع القوات الاوكرانية التي أعادت تنظيم دفاعتها داخل المدن.

والثاني يتمثّل بالتحوّل من التقدّم من عدّة محاور متباعدة بهدف السيطرة على أكبر عدد من المدن، الى الاعتماد على اسلوب تكثيف نشاطاتها على كل الطرق الرئيسية، ومحاولة الربط بين هذه الطرق عبر ادخال فرق اضافية من المناطق الحدودية، والعمل على التقاء هذه القوات بالقوات المتقدمة من باقي الجبهات، لتشكل شبكة مترابطة، تشتت من خلالها عمل القوات الخاصة الاوكرانية، وتحدّ من فعاليتها، لاسيّما أنّ هذه القوات استطاعت تدمير أكثر من قافلة عسكرية روسية في بداية الحرب، معتمدة تكتيكات عالية الدقّة، في تحقيق أنشطتها.

المصدر:يونيوز

رایکم