اعتبر أمين سر المجلس السياسي الأعلى ياسر الحوري أن "الموافقة على الهدنة الإنسانية المعلنة بين صنعاء والتحالف السعودي، تأتي في إطار الاستجابة لمصلحة المواطنين ورفض العدوان من خلال عدم تجاوبه الصريح مع المبادرة التي أطلقها الرئيس مهدي المشاط".
وفي تصريح لوكالة يونيوز للأخبار، أكد الحوري أن "الأيام المقبلة طوال فترة الهدنة ستظهر مدى مصداقية دول تحالف العدوان في تنفيذ الاتفاق الذي جاء عبر الأمم المتحدة".
وتحدث عن "الارتباك الذي أبداه الطرف الآخر من خلال الزعم بأن إعلان العدوان وقف عملياته العسكرية جاءت استجابة لدعوات الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، ولكن الإعلان كان بعد المهلة التي حددتها صنعاء في مبادرتها" .
وقال الحوري إن "الهدنة تأتي كخطوة أولى لوقف شامل لإطلاق النار إذا صدق تحالف العدوان وكان عنده توجه صادق وحقيقي نحو إحقاق السلام".
وأكد أن" اليد الطولى اليوم هي لصنعاء، خاصة بعد توجيهها ضربة قوية للعدوان عبر عملية كسر الحصار الثالثة التي استهدفت أرامكو، وبالتالي تأتي الموافقة على الهدنة من منطلق قوة لصنعاء"، لافتاً إن الخيارات أمام صنعاء كثيرة" .
وأضاف الحوري بأن" صنعاء تقوم برصد أي خروقات سيقوم بها العدوان، لافتاً إلى أن صنعاء حذرة لكونها لا تتوقع من الطرف الآخر المصداقية كما عهدتها من قبل، مستدركاً بالقول "ولعلهم يصدقون في هذه المرة".
وأكد أن "أي خرق بسيط يمكن لصنعاء التعامل معه بالطريقة المناسبة"، متوقعاً أن "من الطبيعي أن يحدث خرق من قبل الطرف الآخر خاصة مع الأيام الأولى للهدنة".
وعن ما حققته هذه الهدنة من مكاسب، قال الحوري ليونيوز: "في البداية أطاحت الهدنة بما يسمى بمشاورات الرياض، كون الهدنة تم الاتفاق عليها في العاصمة العمانية مسقط وبالتالي لا معنى لما يسمى مشاورات الرياض، كما وأسمينا ما يحدث في الرياض بالكرنفال السياسي بمشاركة مجموعة من المهرجين وبالمجمل هي مسرحية هزلية".
وقال إن"الهدنة كسرت الحصار المفروض على المواطنين، بالإضافة الى إعتراف تحالف العدوان بإغلاق المطارات ومحاصرة الموانئ"، مضيفا: "هذا النجاح يتمثل أيضاً بتحقيق هدنة إنسانية إلى جانب الهدنة العسكرية الكاملة بما في ذلك وقف الطيران، على عكس ما كانوا يريدون بأن تتم هدنة في الجانب العسكري من دون الجانب الإنساني" .
وعن علاقة الهدنة بما يحدث من متغيرات دولية، قال الحوري "لا شك أن للهدنة ارتباط نوعاً ما بما يحدث من حرب في أوروبا"، لافتاً إلى "الأمريكيين والبريطانيين والسعوديين معنيين بإبقاء استقرار امدادات الطاقة من دون تأثير حتى تجدي العقوبات على روسيا نفعاً، وبالتالي فإن ذلك لن يحدث طالما استمر الضغط العسكري من صنعاء عبر استهداف النفط السعودي الذي يغذي الحرب على اليمن".
واختتم تصريحه بالقول "صنعاء ظلت متمسكة بمطالبها المشروعة والهدنة حققت جزءاً منها وبقية المطالب أيضاً لا تزال كما هي لن يتغير منها شيء، كوقف العدوان ورفع الحصار الكامل وانسحاب كل القوات الأجنبية من اليمن وإعادة الإعمار والتعويض وترك اليمنيين يعالجوا قضاياهم فيما بينهم دون تدخلات خارجية هذه شروطنا للسلام ويجب أن تتحقق كاملة غير منقوصة".