قام وزير الخارجية الايراني "حسين امير عبداللهيان" بزيارة دمشق امس؛ حيث التقى الرئيس السوري "بشار الاسد" باحثا معه في سبل ترسيخ السلام والامن الاقليميين اكثر من اي وقت مضى، مضافا الى القضايا الثنائية، واخر التطورات على الساحة الدولية.
ياتي ذلك، عقب التصريحات الاخيرة للمسؤولين الاتراك وتاكيدهم لغير مرة على استهداف الشمال السوري من جديد؛ بما اثار قلق عودة التوتر بين الاطراف المختلفة، وبالتالي مزيد من المعاناة لسكان هذه المناطق.
منذ العام 2011، خاضت سوريا ساحة المواجهة ضد مؤامرات متعددة الاطراف من جانب الكيان الصهيوني وامريكا بتعاون بعض الانظمة في دول الجوار؛ لكن السنوات القليلة الاخيرة شهدت هدوءا نسبيا من هذا الحيث، غير ان هناك بوادر وتطورات تنذر بامكانية عودة الصراعات من جديد، بما في ذلك مواصلة احتلال المناطق الشمالية مثل ادلب السورية من قبل الجماعات الارهابية المدعومة غربيا و وجود الميليشيات المسلحة فيها.
وفي ظل هذه التطورات تجدر الاشارة الى زيارة وزير الخارجية الايراني لأنقرة، ومباحثاته مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وعدد من كبار المسؤولين في هذا البلد؛ ومن ثم التوجه الى دمشق.
ماذا حمل امير عبداللهيان في زيارته الاخيرة لأنقرة ودمشق؟
وخلال تصريحه للصحافيين لدى وصوله الى العاصمة السورية، نوّه امير عبداللهيان بان احد اهدافه من هذه الزيارة، يكمن في الجهود الهادفة لاحلال السلام والاستقرار على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا؛ وذلك نظرا للعلاقات الهامة التي تجمع كلا البلدين بالجمهورية الاسلامية الايرانية.
واكد بان ايران تتفهم قلق تركيا لقاء بعض القضايا الامنية، وفي الوقت نفسه ترفض بشدة اللجوء الى الخيارات العسكرية ايّا كانت التبريرات؛ داعيا الى تحكيم لغة الدبلوماسية والحوار لحل سوء الفهم الحاصل بين انقرة ودمشق.
كما اعلن وزير الخارجية الايراني في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره السوري "فيصل المقداد"، عن استعداد الجمهورية الاسلامية التام لبذل الجهود الهادفة الى تجنب الصراع في الشمال السوري.
وبشان الاهداف الاخرى لهذه الزيارة، تجدر الاشارة للعلاقات الوطيدة بين ايران وسوريا التي اخذت بالنمو على مرّ العقود الاربعة الماضية، وذلك بفضل الجهود المشتركة وتبادل الزيارات بين كبار مسؤولي البلدين.
وعليه، فإن زيارة وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان، جاءت في سياق الاهداف المشتركة واستعراض السبل الكفيلة بتوسيع التعاون الثنائي، لتشمل سائر المجالات ومنها العسكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، بما يليق ومستوى العلاقات السياسية الرفيعة بين طهران ودمشق.
ماذا حمل امير عبداللهيان في زيارته الاخيرة لأنقرة ودمشق؟
هذه التوجهات المشتركة، تجسدت في زيارة الرئيس السوري بشار الاسد لأكثر من مرة، للجمهورية الاسلامية الايرانية؛ ولاسيما لقائه الاخير في طهران بتاريخ 8 مايو 2022، مع سماحة قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي ونظيره الايراني سيد ابراهيم رئيسي.