۵۹۷مشاهدات

حروب وقصف المستشفيات..أمم واتفاقيات وسجل حافل بالتناقضات

رمز الخبر: ۶۸۵۵۹
تأريخ النشر: 28 November 2023

تُقرع الطبول وتمضي الحروب الى ميدان المعركة وسرعان ما تسعر نيرانها وتشتد مطلقة العنان للوحشية المتأصلة في بعض المقاتلين وتدفعهم بعيدا جدا الى ما وراء حدود السلوك القانوني وتجردهم من انسانيتهم ليرتكبوا جرائم بحق الانسانية .

للحروب قوانين تلجمها وكما يُفترض، مجلس امن يراقبها ويتوقف عند كل انتهاكة للاطراف المتحاربة ليعاقبها، الّا اننا ما نشهده في عالمنا حاليا تجاوز لكل القيم والقوانين والخطوط الدولية الحمراء. ففي حرب غزة الاخيرة الجاني يستلذ بسفك دماء الابرياء امام مرأى العالم اجمع ويقتل الانسانية مرتين عبر قصف المدنيين العزل ومن ثم قصف المستشفيات التي لجوؤا اليها لأنها مكان آمن محصن بالقوانين الدولية.

ذات مرة قال نائب المدير التنفيذي لقسم المناصرة في هيومن رايتس ووتش برونو ستاجنو-أوغارتي: " إن الهجمات على المستشفيات تشكل تحديا لأسس قوانين الحرب، ومن غير المرجح أن تتوقف طالما تمكن المسؤولون عن الهجمات من الإفلات من العقاب. واضاف بأن الهجمات على المستشفيات ماكرة بشكل خاص، لأنه عندما تدمر مستشفى وتقتل العاملين الصحيين فيه، فإنك تخاطر أيضا بحياة أولئك الذين سيحتاجون الى رعايتهم في المستقبل."

فأين الجاني من العقاب وأين دعاة السلام والعدل من احقاق الحق ومتابعة ملفات انتهاك القوانين الدولية، على مايبدو ان كله زيف مرتسم على وجوه تدّعي العدل والانسانية وما رأينا يوما منها عدلا وانسانية، وايضا ربما قراراتها قد صيغت بدماء الشعوب المظلومة وبقيت مدفونة بأدراج منظمات امم متحدة لإبادة هذه الشعوب وليس أن تكون من ينزل العقوبات بالظالم ومنتهك اتفاقيات المنظومة الدولية.

وهنا لا مكان للتعجب لأن سجل هذه الدول التي تدعي العدالة وتطبيق القانون حافل بالمتناقضات، واذا سلطنا الضوء فقط على موضوع قصف المستشفيات والتعرض للمرافق الصحية في الحروب نرى ان حاميها هم حارقيها اي ان الدول الغربية التي تقوم بالدفاع والتبرير عما يفعله الكيان الصهيوني في غزة من مهاجمة المستشفيات وتدميرها هي ايضا غارقة بهذه الافعال منذ فترة بعيدة .

وان اردنا الخوض من اعماق سردية النفاق الغربية للمستشفيات نجد ان التاريخ قد سجل عدة انتهاكات على مر عدة حروب او نزاعات ،نعرض لكم فيما يلي ما تيسر من أمثلة مأساوية للأوقات التي كان فيها المستشفى هدفا لهجوم مميت لنبيّن تناقضاتهم الصارخة على الساحة الانسانية.

الطائرات الايطالية تقصف مستشفى ليبي عام 1911

شهد العالم قصف اول مستشفى او مكان يقدم الخدمات الطبية للجرحى والمصابين في طرابلس الغرب في ليبيا ابّان الاستعمار الايطالي عام 1911 بحيث اسقطت الطائرات الايطالية قنابل على مراكز الخدمات الطبية. وتقدم حينها العثمانيون (التي كانت ليبيا خاضعة لهما انذاك) بشكوة للصليب الاحمر الدولي وكانت اجابة ايطاليا بأن المستشفى كان فيه مقاتلون.

ناهيك عن ان الطيار الايطالي لا يستطيع من الاعالي تمييز المستشفى عن غيرها من الاهداف. وهكذا مضت اول حادثة انتهاك واقتنعت لجنة الصليب الاحمر الدولي بطعون الايطاليين وباتت هي الحجة البارزة لاستهداف المستشفيات.

فرنسا تقصف القوافل الطبية الفيتنامية

لحقت بذلك فرنسا من خلال قصفها القوافل الطبية الفيتنامية بالنابالم تحت ذريعة تواجد أسلحة في داخلها.

امريكا تقصف مستشفيات في كوريا وفيتنام

وفي حرب الكوريتين وللهروب من القصف الامريكي، تم نقل مصانع بأكملها تحت الأرض الى جانب المدارس والمستشفيات والمكاتب الحكومية، وجزء كبير من السكان.

كذلك في الفيتنام ، قصفت امريكا مستشفى ماي شاي التي كانت تضم 940 سريرا بذريعة  ان المستشفى كان داخلها اسلحة وانفاق للفيت كونغ.

الكيان الاسرائيلي وتماديه في قصف مستشفيات غزة

وصولا للاستهداف الصهيوني للمستشفيات في غزة وحدها حرب 2014 شهدت تدمير 17 مستشفى و56 مركز صحي و45 سيارة اسعاف.

و في حربه الاخيرة على غزة تابع الكيان الاسرائيلي حمام الدم بمجزرة قصف مستشفى المعمداني في غزة و واصل بقصف المرافق الطبية وفرق الدفاع المدني وعندما رأى ان لا احد يردعه ويحاسبه على جرائمه استبد بتكرار عمله الاجرامي وحاصر وقصف مستشفى الاندونيسي والرنتيسي وعودة وحتى اقتحم مجمع الشفاء الطبي وفعل ما فعله هناك دون ادنى ردة فعل من الدول الغربية.

وهناك العديد من الامثلة التي تعرضت لها المستشفيات والمرافق الطبية للقصف والتدمير ، الا اننا في تقريرنا هذا نسلط الضوء على مفهوم " درع المستشفيات" الذي صاغه الغربيون على مدى قرن وهو المصطلح التبريري للقصف بأن المستشفى تحوي على اسلحة أو يتحصن بها مقاتلون وهو ذات المصطلح بصيغة صهيو-توراتية "الاختباء خلف قرون المذبح" الذي استخدمه 100 طبيب صهيوني في عريضة رُفعت لجيش الاحتلال لانهاء كل وجود طبي داخل غزة.

رایکم