صرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية "ناصر كنعاني"، شهدنا عملاً إرهابياً جباناً في مدينة كرمان، مسقط رأس الشهيد سليماني ادى الى استشهاد العشرات من مواطنينا الأعزاء وعدد من المواطنين الأفغان مؤكدا: إن الإرهاب يشكل خطراً داهماً لجميع الدول والحكومات.
وقال ناصر كنعاني صباح اليوم الاثنين في مؤتمره الصحفي الأسبوعي بخصوص العمل الإرهابي في كرمان: للأسف، شهدنا جريمة بشعة وعملاً إرهابياً جباناً في مدينة كرمان، مسقط رأس الشهيد سليماني، حيث استشهد في هذه الجريمة العشرات من مواطنينا الأعزاء وعدد من المواطنين الأفغان.
وصرح: بالطبع، أجهزتنا الاستخبارية اتخذت الإجراءات اللازمة وما زالت تتخذ إجراءات إضافية، وبعد استكمال المعلومات ستقدم كمية المعلومات التي يمكن نشرها.
وقال إن داعش، كظاهرة مشؤومة صنعتها الأجهزة الأمنية، والتي أعلنت بنفسها دورها في تنفيذ أعمال إرهابية، قامت بأعمال شريرة في دول المنطقة خلال السنوات الأخيرة وقال: بعد انهيار دولة الخلافة التي أعلنها داعش في المنطقة والتي لعب فيها الشهيد سليماني دورا في هذا الإنهیار، بقايا بنية داعش منتشرة في المنطقة ونشهد بين الحين والآخر أعمالا شريرة ضد أهالي المنطقة وهذه المرة شهدنا أيضًا عملاً إرهابيًا في روضة الشهداء في كرمان.
وتابع: كجهاز دبلوماسي اتخذنا الإجراءات اللازمة حتى اليوم، وتتولى الأجهزة ذات الصلة تنفیذ باقي جوانبها الأمنية والاستخباراتية، ولها تعاون جيد مع دول المنطقة
وقال إن إيران كانت ولا تزال للأسف ضحية للإرهاب، وإن التعامل مع هذه الظاهرة الشريرة يتطلب استخدام القدرات التكاملية بين مختلف المؤسسات وبالطبع مختلف دول المنطقة.
وأضاف كنعاني: إن هذا العمل الإرهابي أثار موجة واسعة من الإدانات الإقليمية والدولية على مختلف المستويات الحكومية وغير الحكومية. وأعربوا عن تعاطفهم مع الشعب الإيراني أريد أن أعرب عن امتناني لجميع أولئك الذين تعاطفوا مع الشعب الإيراني وأدانوا هذا الحادث الشریر.
وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية: إن الإرهاب يشكل خطراً داهماً لجميع الدول والحكومات وعلى الذين يستخدمون الإرهاب لأغراضهم الشريرة لیعلموا أن مسؤولية الأعمال الإرهابية لهذه الجماعات تقع عليهم أيضا ويجب محاسبتهم.
وقال: لطالما استخدمنا كحكومة وجهاز دبلوماسي إيراني الحوارات الدبلوماسية الثنائية ومتعددة الأطراف والآليات الدولية فيما يتعلق بالحرب ضد الإرهاب وشددنا على خطر الإرهاب و ضرورة بذل جهد لمكافحته من قبل الجميع .
واضاف: كما حذرنا الدول الغربية من أنه لا يوجد شيء اسمه إرهاب جيد أو إرهاب سيء.
وأضاف كنعاني: في محادثة بين وزيري خارجية إيران وفرنسا أدانت الحكومة الفرنسية رسميا هذا العمل الإرهابي. وفي هذه المحادثة، تمت أيضًا مناقشة الوضع المتأزم الحالي في غزة ومواقف الجانبين، كما أكد وزير خارجيتنا على ضرورة إنهاء عدوان الکیان الصهيوني.
وقال إن موقفنا تجاه فلسطين واضح، وأضاف: لكنه يمكن رؤية أفعال متناقضة خلف شعارات بعض الدول الغربية وعليها التوقف عن تقديم السلاح والدعم لهذا الکیان.
تأخر رحلات العمرة أمر تقني فقط وليس له أي سبب سياسي
وعن تأخر انطلاق رحلات العمرة،قال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إن الجهات المعنية في بلادنا، سواء مسؤولي وزارة الطرق أو مسؤولي منظمة الحج والزيارة الإيرانية قدمت معلومات واسعة بهذا الخصوص وإن تأخر مسألة تقنية فقط وليس لها أي سبب سياسي.
وأضاف: "المملكة العربية السعودية ملتزمة تماما بهذا الشأن والمؤسسات ذات الصلة في بلادنا تبذل أيضا جهودا لحل هذه القضية ونأمل أن يتم حل العقبة التقنیة أيضا".
وفيما يتعلق بوقف حرب غزة قال: إن إيران بذلت أكبر الجهود الدبلوماسية منذ بداية الأزمة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة وقد استخدمت كل ما لديها من قوة وقدرة على مختلف المستويات، ونحن نستخدم المفاوضات الثنائية والمتعددة الأطراف والآليات الدولية الأخرى لتحقيق ذلك.
وأضاف: وقف الحرب في غزة هو مطلب جميع دول العالم، ويمكن فهم ذلك من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة والاحتجاجات الواسعة للناس في جميع أنحاء العالم. لكن للأسف أمريكا لا تسمح لمجلس الأمن بالقيام بواجباته من خلال ممارسة النفوذ واستخدام حق النقض (الفيتو) في المجلس.
وصرح: عندما أرادت بعض الجهات الأحادية تقديم حل غير عادل لصالح کیان الاحتلال، صاغت إيران مبادرة مبنية على الديمقراطية وقدمتها إلى الأمم المتحدة وسجلتها رسميا. ونعتقد أن هذه المبادرة يمكن أن تكون حلاً لإنهاء هذه الأزمة المستمرة منذ عقود في الأراضي المحتلة.
وأکد : مشكلة احتلال فلسطين يجب أن تحل. وهذا الأمر لا يمكن أن يتحقق بناء على مخططات أحادية مقدمة لصالح الکیان الصهيوني، وأي حوار بهذا الشأن يجب أن يكون في إطار الحوار الفلسطيني -الفلسطيني.
وقال إن القضايا الإقليمية تخص حكومات وشعوب المنطقة، وجزء كبير من مشاكل المنطقة يتعلق بسياسات أمريكا، وإذا أرادت أمریکا أن تلعب دورا بناء، فعليها أن تتوقف عن سياساتها التدخلية في دول المنطقة.
وصرح: إذا كانت أمريكا والدول الغربية وحلفاء الکیان الصهيوني يسعون إلى حل المشكلة ووقف جرائم الکیان الصهيوني ومنع انتشار الحرب، فعليهم أن يظهروا رغبتهم بطريقة عملية، ولكن حتى الآن للأسف نحن لم نر مثل هذا الشيء من الدول الغربية وهناك تناقضات كثيرة بين أقوالهم وأفعالهم.
انعدام الأمن في المنطقة یعود إلى التواجد غير القانوني للقوات الأمريكية
وفيما يتعلق بالعراق، قال: إن العديد من حالات انعدام الأمن في المنطقة یعود إلی التواجد غير القانوني للقوات الأمريكية وتدخلها في دول المنطقة، وبالطبع دعمها للکیان الصهيوني. ومن الطبيعي أن تكون لنا وجهة نظرنا الخاصة بالمنطقة.
وبشأن بعض الإجراءات التي يتم اتخاذها ضد القوات الأمريكية في العراق، تجدر الإشارة إلى أن انسحاب القوات الأمريكية يحظى بموافقة البرلمان العراقي وستقوم القوات العراقية بواجباتها في هذا الصدد. كما قلنا للجانب العراقي إن تواجد القوات الأمريكية على شكل تحالف دولي أو أي مسمى آخر لا يساعد على استقرار وأمن العراق والمنطقة، بل یزعزع الاستقرار.
وأضاف: أمريكا تستخدم تواجدها في دول المنطقة ضد نفس الدول وقال: نحن واثقون من أن القوات العسكرية والأمنية العراقية تمتلك القدرة والقوة اللازمة لضمان أمن واستقرار بلادهم دون الحاجة إلى قوات من خارج المنطقة.
وفيما يتعلق بعقد اجتماع لمجالس الدول الإسلامية بشأن قضية فلسطين، قال كنعاني: من الطبيعي أن أي قدرة، بما في ذلك قدرة المجالس والبرلمانات، يمكن أن تكون فعالة في نصرة فلسطين وإنهاء جرائم الکیان الصهيوني.
وتابع: مرة أخرى، نتعاطف مع أهالي ضحايا الحادث المفجع لتحطم الطائرة الأوكرانية، ونحاول أن نكون قادرين على تخفيف جزء من آلام أسرهم، ونستخدم كل طاقتنا. ولكن في الوقت نفسه، لا نقبل أن تستخدم بعض الدول هذه القضية کأداة لممارسة الضغط السياسي على إيران.
لا يمكن أن يكون تطوير التعاون في مجال الترانزیت أساسًا للتغييرات الجيوسياسية
وصرح: لدينا مواقف واضحة بشأن الوضع في منطقة جنوب القوقاز وممرات العبور، ونبذل الكثير من الجهود من أجل السلام والاستقرار والأمن في دول المنطقة. ونؤكد أن تطوير التعاون في مجال العبور لا يمكن أن يكون أساسًا للتغيرات الجيوسياسية وانتهاك السلامة الإقليمية والسيادة الوطنية للدول.
الکیان الصهيوني لا يلتزم بأي من المبادئ والقوانين الأخلاقية والإنسانية والدولية
وحول استمرار الحرب في غزة وعدم كفاءة وعجز جيش الکیان الصهيوني، قال كنعاني: إن الکیان الصهيوني لم يحقق أياً من أهدافه المعلنة رغم ثلاثة أشهر من الجرائم المتواصلة ضد غزة. وقبل بالفشل الاستراتيجي الذي لا يمكن ترمیمه، وليس لديه القدرة على المواجهة مع مجموعة من فصائل المقاومة في المنطقة وأثبت أن القوة العسكرية والأمنية لهذا الکیان خاویة.
کما اثبتت جرائم الأشهر الثلاثة الماضية أن هذا الکیان لا يلتزم بأي من المبادئ والقوانين الأخلاقية والإنسانية والدولية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية: إن الکیان الصهيوني خلق لنفسه فضيحة دولية ولم يترك أي ذریعة وعذر للمدافعین عن حقوق الإنسان.
وأظهر الشعب الفلسطيني أنه لم يعترف بالاحتلال بعد 75 عاما ویقف ضد هذا الکیان المدجج بالسلاح من دون دعم أجنبي.
الوضع في المنطقة والبحر الأحمر هو نتيجة للوضع المتأزم في فلسطين
وفيما يتعلق بقضية البحر الأحمر، أضاف: إن قضية البحر الأحمر تعود إلى احتلال ودعم الولايات المتحدة وبعض الآخرين للكيان الصهيوني خلال الأشهر الثلاثة الماضية. هذه الحرب القاسية لها تداعیات، وإذا استمرت، فستستمر تداعیاتها أيضًا.
وقال إن الوضع في المنطقة وفي البحر الأحمر هو نتيجة للوضع المتأزم في فلسطين، وإذا أرادوا أن تنعم المنطقة بالسلام، فعليهم أن يتوقفوا عن جرائم الکیان الصهيوني
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن الکیان الصهيوني يحاول وراء توسیع الحرب ويرى طبيعة استقراره في انعدام الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة ويصر على هذا السلوك.
الاتفاقيات بين إيران وروسيا ليست ضد أي دولة
وفيما يتعلق بالاتفاق بين إيران وروسيا، قال أيضاً: الاتفاق بين إيران وروسيا يدور حول تعزیز التفاعلات والتعاون بين الجانبين، وعلى شكل وثائق تعاون مشترك في مختلف المجالات لضمان مصالح ایران وروسیا وليس ضد أي دولة.
وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب التي تقوم بها إيران، قال: تعرضت إيران خلال السنوات الماضية لمختلف الجماعات الإرهابية التي استهدفت أمن واستقرار دول المنطقةواثبتت الأجهزة الأمنية الإيرانية أن لديها قدرة عالية على ضمان أمن البلاد وسط موجة من التهديدات الإقليمية وانعدام الأمن. لقد كان هناك تعاون جيد بين وكالات الاستخبارات الإيرانية والدول الإقليمية، وأحياناً غير الإقليمية، لتحقيق السلام والأمن.
وفي النهاية أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن أولئك الذين يستخدمون الإرهاب لتحقيق أغراضهم السياسية يجب عليهم أيضًا أن يتحملوا مسؤولياتهم الدولية.