اكد البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الدولي بعنوان "طوفان الاقصى ويقظة الوجدان الانساني"، والذي عقد صباح اليوم الاحد في طهران، بأنّ "قضية فلسطين والقدس الشريف هي القضية الموحدة للعالم الإسلامي، وغزة أصبحت اليوم رمزاً للصراع بين الحق والباطل، و إن إنهاء الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة ".
و انطلقت أعمال المؤتمر الدولي "طوفان الاقصى ويقظة الوجدان الانساني" صباح اليوم الاحد بالعاصمة الايرانية طهران ؛ بجهود المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، ورعاية رئيس الجمهورية الاسلامية "اية الله السيد ايراهيم رئيسي"، الذي القى كلمة بهذه المناسبة.
وأعلن العلماء المشاركون في هذا المؤتمر، دعمهم لكافة فصائل المقاومة وخاصة حرکتي الحماس والجهاد الإسلامي، والتضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم حتى الإيقاف الكامل للجرائم الصهيونية وحصوله على حقوقه بشکل کامل، والتعاطف معه في هذه الإصابات والمعاناة".
وفيما يلي نص البيان الختامي الصادر عن هذا الحدث الاسلامي الدولي المناصر للقضية الفلسطينية :
بسم الله الرحمن الرحیم
«وَلَقَد كَتَبنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّـلِحُونَ» (انبياء: 105)
انعقد المؤتمر الدولي لدعم عملية طوفان الأقصى بعنوان «طوفان الأقصى ويقظة الوجدان الإنساني» بدعوة واستضافة من جانب المجمع العالمي للتقریب بين المذاهب الإسلامية وبرعاية رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران، يوم الأحد 14 يناير 2024 م (الموافق 2 رجب المرجب 1445هـ) في طهران؛ بمشاركة شخصيات علمية ودينية وثقافية واجتماعية بارزة من الدول الإسلامية، وبهدف دعم حقوق الشعب الفلسطيني بأکملها، وخاصة شعب غزة المظلوم.
وأعلن العلماء المشاركون في هذا المؤتمر، دعمهم لكافة فصائل المقاومة وخاصة حرکتي الحماس والجهاد الإسلامي، والتضامن مع الشعب المظلوم حتى الإيقاف الكامل لهذه الجرائم وحصوله على حقوقه بشکل کامل، والتعاطف والرفقة معه في هذه الإصابات والمعاناة، وإحياء ذكرى شهداء أهل غزة، بعد ما استعرضوا التطورات الراهنة في المنطقة والعالم والجرائم الوحشية التي يرتكبها النظام الصهيوني الغاصب وحلفاؤه، والتي أدت إلى مقتل الآلاف من الأطفال والنساء والأبرياء، وجرح عشرات الآلاف من المدنيين، وتدمير المنازل وتشريد مئات الآلاف من الأشخاص، وأکّدوا على النقاط التالية وشدّدوا عليها :
1. إن عملية طوفان الأقصی حسب الآية «أُذِنَ لِلَّذينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَديرٌ، الَّذينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزيزٌ» (الحج: 39-40)، هي ردّ حاسم وواضح ومشروع على الاحتلال والسياسات العنصرية والعدوانية التي ينتهجها النظام الصهيوني. إننا نکرّم شعب غزة المظلوم والقوي، ونشید بإيمانهم ومقاومتهم من أجل هذه العملية المشروعة التي صنعت التاريخ، والتي تعدّ رمزًا لكسر الكراهية الخفية للشعب الفلسطيني والرد على سبعين عامًا من الجرائم التي ارتكبها النظام الصهيوني و صمت العالم تجاهها.
2. إنّ قضية فلسطين والقدس الشريف هي القضية الموحدة للعالم الإسلامي، وأصبحت غزة اليوم رمزاً للصراع بين الحق والباطل وخط المواجهة لجبهة الإستكبار العالمي والصهيونيّة الدولية مع الأمة الإسلامية، وأصبحت نقطة تحول في العلاقات العالمية وحضارة العالم المعاصر، وأيّ إهمالٍ وصمتٍ وخيانةٍ لفلسطين وغزة سيكون بمثابة ظلم واضح لأهداف ومستقبل العالم الإسلامي، وأيضا للقيم الإنسانية والطبيعية المشتركة.
3. بحسب الآية الشريفة «مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَيۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَاد فِي ٱلۡأَرۡضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعا» (مائده: 32)، الوقف الفوري وغير المشروط للجرائم الوحشية التي ترتكبها قوّات الاحتلال التابعة للنظام الصهيوني ضد المدنيين، وإقامة الوقف الدائم لإطلاق النار في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وخاصة في قطاع غزة، ودعم الدفاع المشروع للحفاظ على نفوس المدنيّين الفلسطينيّين الأبرياء، تتطابق مع الضمير المستيقظ لشعوب العالم الحرة.
4. الإلغاء الفوري للحصار المفروض، وإرسال المساعدات الإنسانية بما فيها المساعدات الطبية والإغاثية والمياه والكهرباء والوقود، وفتح الطرق الآمنة بشكل فوري لإيصال المساعدات اللازمة إلى قطاع غزة، وتأكيد کافة الأديان السماوية والقوانين الدولية وضمير كل الأحرار على ضرورة إحقاق الحقوق الأساسية للمدنيّين في توفير المأوى والماء والغذاء ومنع تهجيرهم من منازلهم وتجويعهم وحرمانهم من الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية.
5. الإعراب عن الأسف العميق لضعف وعدم قدرة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على القيام بمسؤولياته في حماية الأمن والسلم العالميين ووقف جرائم الحرب التي ترتكبها قوّات الاحتلال الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، ومطالبة الدول الأعضاء في هذا المجلس بأداء واجباتهم الواضحة والإجماعية دون اعتبارات سياسية وبما يتماشى مع القيم الإنسانية البحتة، وإصدار قرارات تمنع العدوان الغاشم للكيان الصهيوني الغاصب، وتدين الداعمين لهذه الجرائم، وخاصة الولايات المتحدة وإنجلترا، وتدين استخدام المعايير المزدوجة كغطاءٍ للاحتلال، وتأجيج الصراع، والحصانة والحماية والإفلات لمجرمي الحرب من العقاب، فضلًا عن ضرورة تحويل النظام الدولي بما يتناسب مع حقوق المظلومين والمضطهدين على أساس القيم والأعراف الطبيعية والإلهية.
6. إشارةً إلی الآية التالية: «إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ» (ممتحنه: ۹)، ندين جرائم وخيانات الولايات المتحدة في دعمها الشامل لنظام إسرائيل المؤقت ومساعداته السلاحية والاستخباراتية والاقتصادية والسياسية في حرب غزة، ونعتبر عرقلة وقف إطلاق النار من قبل الولايات المتحدة هو السبب الرئيسي لعمل جبهة المقاومة في العراق واليمن ضد مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل.
7. في حين ندعم العمليات المضادة لجبهة المقاومة، وخاصة الإجراءات الشجاعة للشعب اليمني والحكومة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل الغاصب، فإننا ندين أي جرائم حرب ترتكبها الولايات المتحدة وحلفاؤها في الهجوم على الأراضي اليمنية.
8. مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في الجرائم التي ترتكب في فلسطين بعد عملية طوفان الأقصى والتي تعتبر مثالًا واضحًا على جرائم الحرب والإبادة الجماعية والمحاكمة العادلة لهؤلاء المجرمين في المحكمة، ومطالبة أحرار العالم، وخاصة الأمة الإسلامية، بالتعريف وكشف مجرمي الحرب في النظام الصهيوني الغاصب وشرح جرائمهم وتوثيقها.
9. الشعور بالقلق العميق إزاء الوضع المزري لآلاف السجناء الفلسطينيين، من النساء والأطفال، والتعذيب والإساءة التي يتعرضون لها، والمطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم. ودعم قرار مجلس حقوق البشر التابع للأمم المتحدة، بإجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الإنسان في جميع الأراضي المحتلة، وخاصة في قطاع غزة المحاصر.
10. إدانة الهجرة القسرية لأبناء قطاع غزة بشكل حاسم، والتأكيد على بقاء الشعب الفلسطيني في أرضه، وكذلك التأكيد على أهمية لعب دور المجتمع الدولي لمنع أي محاولة لإخراج هؤلاء الأشخاص من قطاع غزة.
11. إن العلماء المشاركين في هذا المؤتمر بحکم الآية «وَتَعَاوَنُواْ عَلَى البِرِّ وَالتَّقوَى وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثمِ وَالعُدوَنِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ» (المائدة: 2) يعتبرون أي تعاون مع النظام الصهيوني الغاصب والمعتدي وتوفير احتياجاته حراماً، ويطالبون الأمّة الإسلامية كافّة بقطع أو على الأقل تعليق أي نوع من العلاقات السياسية والاقتصادية مع هذا النظام الصهيوني وتحريمه الاقتصادي والتجاري، ويتوقعون تحركاً جدّياً وفورياً بهذا الصدد.
12. نطلب من الأمّة الإسلامية کافّة بحکم الآية المبارکة «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَهَدُواْ بِأَموَلِهِم وَأَنفُسِهِم فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَـٓئِكَ بَعضُهُم أَولِيَآءُ بَعضٍ» (الأنفال: 72) أن تبذل قصارى جهدها للمشاركة في إعادة إعمار غزة بجهاد الأموال.
13. إنّ السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة هو إنهاء الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي وأعماله الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، وجعل الشعب الفلسطيني يستفيد من حقوقه غير القابلة للتصرف، ولا سيّما الحق في تقرير المصير والاستقلال والحقوق والعودة إلى أرضهم. إن مقترح قائد الثورة الإسلامية مبني على مشاركة كافة أبناء شعب فلسطين الكريم، مسلمًا أو مسيحيًا أو يهوديًا، وتشكيل نظام سياسي أغلبي منتخب على أساس الاستفتاء، وهو الحل الأمثل للقضية الفلسطينية.
14. الشكر لشعوب العالم في آسيا وأوروبا وأمريكا وأفريقيا، وكذلك الأمة الإسلامية، وخاصة العلماء والمراكز الدينية علی حضورهم المؤثر في هذه الصحوة الإسلامية والإنسانية، والتأكيد على ضرورة إستمرار هذا الدعم العالمي حتى تحقيق كافة أهداف عملية طوفان الأقصى.
وفي الختام قام العلماء المشاركون في هذا المؤتمر بتكريم ذكرى كافة شهداء المقاومة وتكريم المقاومة الشجاعة والمقدسة للأمة الفلسطينية وقوى المقاومة، وطالبوا المجتمع الدولي وكافة الحكومات والأمم الوطنية العربية والإسلامية في العالم وغيرها من الأحرار، لنيل حقوقهم الإسلامية، ومشروعية قيام الأمة الفلسطينية بالاندفاع لنجدة هذه الأمة. ونسأل جميع المسلمين الدعاء للقضاء على فظائع وجرائم هؤلاء المجرمين في هذه الأيام المباركة، ونسأل الله نصر الأمة الفلسطينية.
«تُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَموَلِكُم وَأَنفُسِكُم ذَلِكُم خَير لَّكُم إِن كُنتُم تَعلَمُونَ» (الصف: 11)