۴۱۳مشاهدات
تقرير خاص لـ "تابناك"؛

بزشكيان في العراق: ماذا وراء الزيارة؟

وصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وصل إلى العاصمة العراقية بغداد على رأس وفد رفيع المستوى في زيارة تستغرق ثلاثة أيام بدعوة رسمية من رئيس الوزارء العراقي.
رمز الخبر: ۷۰۱۱۹
تأريخ النشر: 11 September 2024

 القسم الدولي لموقع "تابناك": وصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وصل إلى العاصمة العراقية بغداد على رأس وفد رفيع المستوى في زيارة تستغرق ثلاثة أيام بدعوة رسمية من رئيس الوزارء العراقي. هذه الزيارة الخارجية الأولى للرئيس الإيراني الجديد بعد توليه منصب الرئاسة. زار الرئيس الايراني مسعود بزشكيان فور وصوله الى بغداد صباح اليوم الاربعاء، موقع استشهاد الشهيدين سليماني و المهندس قرب مطار بغداد ووضع إكليلاً من الزهور عنده.

ماذا قال بزشكيان قبل مغادرة طهران متوجها إلى بغداد؟

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قبيل معادرته طهران متوجها الى العراق: "إن أول رحلة خارجية للحكومة الرابعة عشرة هي إلى العراق الصديق والشقيق بناء على السياسات المعلنة سابقا وكذلك سياسة قائد الثورة الإسلامیة فيما يتعلق بالتواصل الوثيق مع دول الجوار وخاصة العراق الذي كانت له علاقات متجذرة معنا منذ الماضي وهو بلد مسلم، وجارنا وصديقنا والشريك الاقتصادي والسياسي والاجتماعي لنا ومركز العلوم والثقافة الإسلامية.

 وأضاف: "يمكن أن يكون لدينا الكثير من التعاون مع العراق، وقد تم إعداد اتفاقيات سنوقعها...نثمن جهود العراق حکومة وشعبا في مراسم الأربعين الحسیني"، متابعا سنلتقي المسؤولين العراقيين في بغداد خلال هذه الزیارة وسنزور النجف الأشرف وكربلاء المقدسة و كنت أرغب حقًا في زيارة المرقد المطهر لأمیر المؤمنین الأمام علی ( علیه السلام).

وختم قائلا: "نتوجه إلى البصرة و مدن أخرى، ومدينتي أربيل والسليمانية الكرديتين وستكون هذه الزیارة جيدة جدا في إقامة علاقات سياسية وثقافية واقتصادية"، متأملا أن تكون لدى ايران علاقات طيبة وصادقة وأخوية مع الدول الإسلامية وأن يتخلص البلدان من المشاكل التي قد تكون موجودة بفضل الله تعالی .

التوقيع على 15 مذكرة تفاهم مع العراق

صرح عباس عراقجي اليوم الاربعاء: " أن رحلة الدكتور بزشكيان والوفد المرافق له هي أول رحلة خارجية لرئيس الحكومة الرابعة عشرة". وأكد أن الرحلة الأولى ستكون إلى دولة تربطها علاقات وثيقة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال: |سيتم توقيع 15 مذكرة تفاهم بين البلدين خلال هذه الرحلة". وأضاف عراقجي: "كان من المفترض أن يزور العراق الرئيس الشهيد رئيسي، لكن للأسف لم يكن ذلك ممكنا بسبب سقوط المروحية". وتابع وزير خارجية بلادنا: "أتمنى أن تؤدي هذه الرحلة الى توسيع العمق الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين وتنقل التعاون بيننا وبين العراق إلى مرحلة جديدة".

وعبر عن ارتياحه للعلاقات الواسعة بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والإقليمية والشعبية في الأربعين وكذلك مجال الأمن والبيئة، وقال عراقجي: "العلاقات الإيرانية العراقية شهدت صعودا وهبوطا على مر التاريخ ولكن بفضل الله. والآن حدودنا هي حدود السلام ونأمل أن تساعد هذه الرحلة في تطوير العلاقات بين البلدين قدر الإمكان".

رئيس الجمهورية بحث عدداً من ملفات التعاون الثنائية مع رئيس الوزراء العراقي

ذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي، ان "السوداني استقبل بزشكيان في القصر الحكومي ببغداد، في مستهل الزيارة الرسمية التي يجريها الرئيس الإيراني إلى بغداد، حيث جدد السوداني، خلال اللقاء، ترحيبه بالرئيس بزشكيان، في أول زيارة خارجية له بعد تسنّمه مهام منصبه، مُستذكراً مواقف الرئيس الراحل السيد إبراهيم رئيسي تجاه العراق، ومؤكداً أهمية العمل الثنائي بين البلدين لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية في المنطقة، وبما يصب في مصلحة الاستقرار والتنمية.

من جانبه، أعرب الرئيس الإيراني حسب البيان عن شكره وتقديره للعراق وللحكومة العراقية على حفاوة الاستقبال، مؤكداً رغبة الجمهورية الإسلامية في تعزيز العلاقات الثنائية، والمضي في برامج التعاون ومذكرات التفاهم بين البلدين.

وقدّم بزشكيان الى السوداني "لوحة تضمّنت رسالة من قائد الثورة الاسلامية، السيد علي الخامنئي، جدد فيها تقديره وشكره للعراق حكومة وشعباً على ما جرى بذله من جهود في استقبال الزائرين في زيارة إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين وصحبه (عليهم السلام)، وما يمثله هذا الفعل من تجسيد للكرم الإسلامي وحُسن الضيافة العربية. كما واضاف البيان، انه شهد اللقاء تبادل الرئيسين الهدايا المعبرة عن عمق علاقات الصداقة بين البلدين الجارين.

مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قال خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إنه كان لدينا لقاءات جيدة جدا مع رئيس الوزراء العراقي وكانت فرصة جيدة جدا لزيارة بلدنا الصديق والشقيق العراق في زيارتي الخارجية الأولى.  وأضاف بزشكيان انه تم توقيع 14 اتفاقية تعاون بين بغداد وطهران وهي نقطة انطلاق لتوسيع العلاقات بين البلدين. ولفت إلى انه تمت مناقشة الاوضاع الجيوسياسية للبلدين اللذین يعتبران نقطة وصل بين أوروبا وأسيا.فضلا عن تشكيل لجنة خبراء في هذا الصدد والخطط الاستراتيجية وطويلةالأمد التي من شأنها ان تؤدي إلى تعاون أكبر بين البلدين.

واوضح بزشكيان ان البلدين بحاجة إلى تنفيذ اتفاقيات التعاون الأمني الثنائية من أجل التصدي للإرهابيين والأعداء الذين استهدفوا استقرار وأمن المنطقة في الماضي. وشدد الرئيس الايراني: "نريد أن يكون العراق قويا وآمنا ومستقلا تسوده الأخوة والهدوء"، مضيفا: "سيعقد الطرفان اجتماعات تخصصية لصياغة المعاهدات والاتفاقيات اللاحقة بين بلدينا". 

وفي قسم آخر من تصريحاته أشار الرئيس بزشكيان الى الجرائم المروعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المظلوم وقال: "المجارز في غزة ترتكب بالأسلحة الأميركية والغربية". وأكد رئيس الجمهورية: "ما يحدث في غزة يكشف زيف ادعاءات الولايات المتحدة والدول الأوروبية بشأن الدفاع عن حقوق الإنسان".

ماذا دار بين الرئيس الإيراني ونظيره العراقي؟ 

التقى الرئيس الايراني مسعود بزشكيان اليوم الاربعاء مع الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد خلال زيارته لبغداد وناقش معه القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقال رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال هذا اللقاء: "الوحدة بين البلدان الاسلامية قادرة على تجفيف جذور الارهاب الصهيوني"، وشدد على ضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام للتعاون الثنائي والإقليمي. 

ودعا بزشكيان إلى تشكيل لجان خبراء بين البلدين لتوسيع العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية قدر الإمكان. وأشار الرئيس الايراني إلى التاريخ الطويل والقديم لإيران والعراق وأكد على ضرورة تشكيل اتحاد مشترك للدول الإسلامية، داعيا إلى التحرك نحو إزالة حدود الدول الإسلامية على غرار تجربة الاتحاد الأوروبي.

وأعرب الرئيس عن أمله في أن تنمو وتتوسع الاتفاقيات المالية والاقتصادية والتعاون من أجل تنمية الأمن والاستقرار الإقليمي بين البلدين. وأشار بزشكيان إلى أن تعزيز الوحدة بين الدول الإسلامية سيؤدي إلى عدم فعالية العقوبات، وأوضح: "أن الوحدة بين الدول الإسلامية ستكون المفتاح لاستئصال وتجفيف جذور الارهاب الصهيوني".

وفي هذا اللقاء، احيا الرئيس العراقي، عبداللطيف رشيد بدوره، ذكرى الرئيس الايراني الراحل الشهيد رئيسي ووزير خارجيته الشهيد أمير عبد اللهيان. وشدد عبد اللطيف جمال رشيد على التوجه نحو ازالة الدولار من التعاملات المالية. كما رحب الرئيس العراقي بتكوين الاتفاقيات وتوقيع المزيد من وثائق التعاون بين البلدين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق.

اختيار العراق كأول وجهة للرئيس الإيراني يعود لمكانته الرفعية بالنسبة لإيران

اعتبر مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي إنّ لزيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى العراق، أهمية خاصة مشيرا إلى أن اختيار العراق ليكون وجهة الزيارة الخارجية الأولى لبزشكيان مرتبط بمكانة العراق الرفيعة بالنسبة لإيران.

وشدد على وجود علاقات تاريخية طويلة وعميقة تربط الشعبين العراقي والإيراني، منذ بداية الإسلام وما قبله، مؤكداً أنه لم تكن هناك أي مشاكل بين البلدَين، إلا في عهد النظام البعثي، وهي المشاكل التي "فرضتها الولايات المتحدة وأذنابها في المنطقة.

وشدّد على وجود علاقات تاريخية طويلة وعميقة تربط الشعبين العراقي والإيراني، منذ بداية الإسلام وما قبله، مؤكداً أنه لم تكن هناك أي مشاكل بين البلدَين، إلا في عهد النظام البعثي، وهي المشاكل التي "فرضتها الولايات المتحدة وأذنابها في المنطقة". في الرحلات السهلة والمكثفة لمواطني العراق وإيران، مثالاً على التقارب والأخوّة بين البلدين.

رایکم